2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
محلل سياسي: كل طرف في الحكومة يسعى إلى إضعاف الطرف الآخر

أثار الصراع الحكومي المحتدم بين حزب العدالة و التنمية و حزب التجمع الوطني للاحرار، الكثير من الجدل بين الفرقاء السياسيين و المهتمين، إذ تحول إلى مادة دسمة تسيل أقلام العديد من المحللين، الذين تناولوه (الجدل السياسي) من وجهات نظر مختلفة.
وفي هذا الصدد قال إدريس بنيعقوب المحلل السياسي، “لو حاولنا توصيف التجاذب الحالي بين التجمع الوطني للأحرار و حزب العدالة والتنمية من خلال قراءة تصريحات قيادييهم ومواجهاتهم فيما بينهم خصوصا في آخر فصوله بين موقف رئيس التجمع عزيز أخنوش وموقف الحزب ككل الذي تجلى في بلاغي الحزب الأخيرين في موضوع التجار الصغار وأيضا في مخطط المغرب الأخضر، وردود فعل البيجيدي وأهمه تعقيب المصطفى الرميد في تدوينة مساء أمس الاثنين، يمكن أن نقول أننا إزاء وضع سياسي طبيعي أمام هيئات سياسية لا يجمع بينها مشترك مرجعي متآلفة في الحكومة ويسعى كل طرف لإضعاف الآخر من خلال أفعال وردود افعال”.
وأضاف بنيعقوب في تصريح لـ”آشكاين”، أن هذا (ردود الأفعال)، أمر تفرضه السياسة والدفاع عن المواقع. غير أن الأمر غير المفهوم هو موقف الأحرار من قضية التجار الصغار التي اذكت الخلاف بين الطرفين”. مشيراً إلى أن “موقف الأحرار من خلال بيانته يبدو أنه لم يكن موفقا في تسجيل موقف قوي مفضلا الهروب من الأزمة وإلقاء كل الكرات في سلة البيجيدي وهو أمر غير مستساغ لكون الحزب مشارك في الحكومة ومساهم فعال في عملها خصوصا فيما يتعلق بالقطب الاقتصادي والمالي فيها”.
وتابع بنيعقوب، أن “حزب العدالة والتنمية منذ قضية مقاطعة بعض المنتجات المغربية ومرورا بعدة احتجاجات اجتماعية أبرزها الاحتجاجات حول الساعة الإضافية كان دائما في مقدمة المواجهة مع الجماهير والتصدي والدفاع عن مواقف الدولة في غياب علني تام لحزب التجمع الوطني للأحرار”، مشيراً إلى أنه “في حالة المقاطعة مثلا تحمل البيجيدي جزءا كبيرا من مسؤولية مواجهة المقاطعين ومؤازرة بعض الشركات المقاطعة الشيء الذي يؤكد أن العدالة والتنمية رغم كل ما نؤاخذه عليه من مؤاخذات سياسية وثقافية وأخلاقية يظل حزبا غير متهرب من المسؤولية ويستميت في الدفاع عن قراراته وقرارات الحكومة”.
ومن جهة أخرى ظل حزب العدالة والتنمية وفيا للغته السياسية ومواقفه داخل الأغلبية في حين أن الأحرار خرجوا بعنوان كبير أنهم لم يكونوا متفقين مع الإجراءات المالية الأخيرة في حق التجار الشيء الذي لا يمكن لعاقل أن يقبل به” يقول بنيعقوب. وأكد ذات الباحث أن “التجمع حاليا أعطى فرصة ذهبية من خلال ضعف منتوج خطابه السياسي وضعف بناءات بلاغاته ومواقفه”.
وأردف بنيعقوب، أن حزب “الحمامة”، “أعطى فرصة لإخراج البيجيدي من أزمة تواصلية واعلامية بسبب بعض السلوكات المنحرفة لبعض أعضائه وأيضا بسبب قضية معاش رئيسه السابق ودخلوا إلى ملعب يحسن البيجيدي اللعب فيه وهو التجاذب السياسي واللغوي الخطابي. في الوقت الذي ينصب الإعلام في مواجهة زلات البيجيدي في غياب دور الأحزاب في ذلك يعطي الأحرار منفذا للعدالة والتنمية لتقويته مجددا على الساحة التواصلية والإعلامية”.
وزاد بنيعقوب أن، “هذا الشيء قد يزيد من قوة والتزام الحزب الإسلامي ومزيد من الضعف للتجمع الوطني للأحرار الذي يأتي أخطاء تواصلية تافهة مكلفة وباهضة ليست فقط على رأس ماله الرمزي والاجتماعي وإنما أيضا على الدولة ككل وعلى حسابات التنافس الانتخابي في المحطات المقبلة. كلها أمور تضع المواطن في موقع لتمييز قوة الأطراف وجديتهم و مدى قدرتهم على تحمل مسؤولياتهم في الأزمات العمومية الكبرى”. على حد تعبير بنيعقوب.
وجدير بالذكر، أن حرب البلاغات و التراشق السياسي احتدمت بين البيجيدي الذي يرأس الحكومة، و حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يعتبره البيجيديون، أصبح يشكل أغلبية داخل الأغلبية الحالية.