2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أوريد: يستحسن أن يلتحق السفير المغربي بدمشق

قال حسن أوريد، الكاتب والمفكر المغربي، إن “موقف الخارجية المغربية إتسم بالاعتدال حيال الملف السوري، فللمغرب وسوريا وشائج عريقة وأواصر علاقات عميقة، والشأن السوري الداخلي يهم السوريين”، مضيفا أنه “يستحسن أن يلتحق السفير المغربي بدمشق في أقرب الأوقات”.
وإعتبر أوريد في مقال له بعنوان “نبرة جديدة في دبلوماسية المغرب”، أن أزمة الخليج قد رسمت القيّم على الدبلوماسية الموقف المعتدل، الذي تم التعبير عنه في البلاغ الذي صدر عقب اندلاع الأزمة، وفرض الحصار على قطر في مايو 2017، مشددا على أن المغرب لم ينصع حينها لدعوة الحصار، ونادى بإصلاح ذات البين بين دول الخليج في إطار مجلس التعاون الخليجي. هذا الموقف، على اعتداله وحصافته، لم يقابَل بالتفهم من لدن من تنطبع ذهنيتهم بعقلية «نحن قوم لا توسط بيننا»، أو «إما معي أو ضدي»، والمغرب يجني اليوم ثمار موقف حصيف، لا يتنكر فيه للوشائج التاريخية والثقافية، ويرسم علاقته مع دول الخليج، وهو أمر مفهوم بالنظر لطبيعة النظام، في خانة الخيارات الاستراتيجية، ليس هناك من تنكر للماضي، ولا لعن المستقبل، رغم الجفاء أو البرودة التي قد تعتري العلاقة مع بعض الأطراف، الناتجة عن أسلوب، أو شخص، أو ظرفية”.
ويرى الكاتب أنه كان ضروري تحديد نوعية العلاقة مع إيران وأسباب الجفاء. فليس ذلك اصطفافا إلى جانب معسكر في إطار الحرب الباردة ما بين السُّنة والشيعة، بقدر ما هو دفاع عن مصالح المغرب الاستراتيجية، ولن يعيب أحد على بلد الدفاع عن مصالحه الاستراتيجية، ولْيبقَ ذلك المعيار الوحيد في رسم العلاقة مع إيران”.
وإسترسل أوريد أنه “بقدر ما نُكبر التوجه الجديد الذي ينم عن وعي وشجاعة، في القضايا المشار إليها ومنها العلاقات المغربية الجزائرية، بقدر ما نريد لهذا التوجه ضمانات النجاح. يمتزج في العلاقات المغربية الجزائرية ما هو موضوعي بما هو ذاتي. وإذا كان الموضوعي، في العلاقة بين البلدين، معروفا، وموقف كل طرف معهودا، فإن الذاتي يتطلب أسلوبا آخر غير ما تفترضه المقاربة الموضوعية من لدن من مهنتهم الدبلوماسية، وفق قواعدها، وأروقتها وخطابها وأدبياتها. الجانب الذاتي، بالنظر إلى طبيعة العلاقات المغربية الجزائرية، التي يمتزج فيها التواصل والجفاء على السواء، فضلا عن تراكمات، يستلزم كثيرا من الكياسة واللباقة والأناة. لا شك في أن الدعوة للحوار فضيلة، ولكن ضمان نجاحه رهين بالأسلوب وحسن اختيار الزمان والظرفية”.
وخلص المصدر إلى أن “التوجه الجديد يستلزم التنويه، وهو توجه نريده أن يكون سديدا، لإن أعمال العقلاء تُنزَّه عن العبث، كما ورد في الأثر، ولا نريد لهذا التوجه أن يثلمه ما قد يعيبه أو يُقوّضه”.
منافق و يفتخر