لماذا وإلى أين ؟

لماذا كذب الوزير على المغاربة وتحداهم بسبب إنفلونزا الخنازير؟

يعيش المغاربة خلال هذه الأيام حالة تخوف كبير، ورهبة غير مسبوقة، من الإصابة بإنفلونزا الخنازير، وذلك بعد تسجيل مجموعة من الوفيات، وصلت عددها لخمس حالات إلى حد كتابة هذه الأسطر.

والمغرب ليس أول بلد يعرف تسجيل حالات وفيات بسبب هذا الفيروس المعروف بـ h1n1، وهو فيروس ” قادر على الانتشار بين البشر، لكونه يسري بسهولة على غرار فيروس الأنفلونزا الموسمية، ويمكنه الانتقال من شخص إلى آخر جرّاء التعرّض للرذاذ المتطاير الذي ينبعث من الشخص المصاب بالعدوى عن طريق السعال أو العطاس وعن طريق الأيدي أو المسطحات الملوّثة به”، حسب منظمة الصحة العالمية.

لكن ما زاد حدة التخوف والهول لدى المغاربة هو خروج انس الدكالي وزير الصحة، المؤتمن على صحتهم، عبر القناة الأولى المغربية الرسمية، التي تعد مصدر المعلومة لملايين المغاربة في المدن وبين السهول والجبال، في نشرة الأخبار الرئيسية لمساء يوم الثلاثاء 29 يناير المنصرم، ونفى أن تكون إنفلونزا الخنازير هي السبب في وفاة مواطنة بأحد المصحات الخاصة بالدار البيضاء.

بل والأكثر من ذلك، نظم الوزير المذكور ندوة صحفية بمقر وزارته، مساء يوم الأربعاء 30 يناير، وجدد فيها نفيه القاطع بأن تكون حالات الوفيات المسجلة أخيرا، سببها انفلونزا الخنازير، معلنا “تحديه لكل المغاربة بأن يثبتوا عكس ما يقول”.

وما هي إلا ساعات على إعلان الوزير الطبيب لتحديه، حتى جاءه الرد من داخل الحكومة التي هو عضو فيها، حيث أكد الناطق الرسمي باسمها، السيد المصطفى الخلفي، أن حالتي الوفاة المسجلتين بكل من الدار البيضاء وفاس، فعلا أصيبتا بالفيروس الخطير h1n1″، أي أن وفاتهما كانت نتيجة الإصابة بإنفلونزا الخنازير، عكس ما ادعاه السيد الوزير، أنس الدكالي.

وفي نفس اليوم عاد السيد الوزير، وأعلن عن “تسجيل خمس حالات وفاة بأنفلونزا أش 1 إن 1 على مستوى البنيات الصحية العمومية والخاصة”، مشيرا إلى أن “حالات الوفيات هاته همت، بالخصوص، أشخاصا في وضعية هشة”.

فماذا تغير بين عشية وضحاها حتى أصبح الوزير الدكالي يُكذب نفسه ويُؤكد تسجيل وفيات بسبب إنفلونزا الخنازير بعدما كان قد نفى وتحدى إثبات ذلك؟

ألا يمكن اعتبار تصريحه الأول كذب وتغليط للمغاربة، بعدما أكدت الحكومة عكس ما قال؟

ألا يستدعي تكذيبه لتصريحاته السابقة، وإخفاءه معلومات على المغاربة سببا كافيا لأن يقدم إستقالته؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ايوب
المعلق(ة)
1 فبراير 2019 18:56

الكذبة اذا تةررت تصبج حقيقة لكن الوزير اغفل ترويض كلابه وشهد شاهد من اهله، ان الوباء يأتي الاخضر واليابس

كوثر الزين
المعلق(ة)
1 فبراير 2019 15:35

حالة الهلع تخلقها بعض الورقيات والمنابر الإلكترونية حين تصور المشهد بشكل دراماتيكي وكأننا نواجه وباء سيأتي على الأخضر واليابس. ويكفي استعمال كلمةكذب لنحدد النوايا.
كان حريا انتقاء كلمات مناسبة لصياغة الخبر واللغة العربية حبلى بالمصطلحات.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x