لماذا وإلى أين ؟

وزير حقوق الإنسان والحكرة بصيغة المؤنت

اقصى درجات التناقض أن يهاجم وزير لحقوق الانسان امرأة على التصرف في لباسها من منطلق حزبي ديني اخلاقي و ان يلومها على نزع حجاب شعرها باعتباره جزء من البرنامج ” الروحي “للحزب و شكل من اشكال البرهنة على ضمان الالتزام بجوهر التعاقد السياسي الذي افضى الى البرلمان و الحكومة و مكن من “تذوق حلاوة ” السلطة بعد سنوات عجاف فما معنى أن يغض وزير حقوق الانسان و عشيرته من الذكور الطرف عن زملائه في الجماعة و في الحزب و الحكومة و ان لا يرى في حميمية يتيم في باريز مع صديقته عفوا مع دلاكته السابقة و بعيدا عن زوجته و ام ابنائه مسا بشعارات الحزب الاخلاقية و الدينية و الدعوية و لماذا لا يشمئز سيادة الوزير و من معه و يغضب و يثور و يدين و يعاقب و يقصي ابطال رسميين “جهابدة “في الدعوة و السياسة و المسئوليات التنظيمية و الدينية و الجماعية و الوطنية ورطوا انفسهم في الفضائح و المظالم و النزوات الموثقة و المثبة في محاضر رسمية و عقود توثيقية و احكام قطعية كانت اخطر بكثير من مجرد تغيير لباس املته نشوة الشعور بالحرية و الامان وجمالية الناس و المكان ، نشوة فرح مشروع ينسي المظاهر و القناعات العارضة و “قيم “المسايرة و لا يبقى غير الانسان الحر المنعثق بكامل مسئوليته مستقلا في فعله عن كل تأثير قد يشوش على لحظة سعادة لا احد غير صاحبها يستطيع ان يسوعب اسبابها و شروطها ….

المرأة حيط قصير عند الاسلاميين و اليمينيين والمتياسرين وغيرهم من الكائنات السياسية و المهنية و النقابية ، انظروا الى نساء قويات حرات مستقلات كيف تم تهجيرهن قسرا من احزابهن ، احيانا بالمناورات و الدسائس و في احيان غير قليلة بالعنف و التهديد و الترهيب و الفتوة لتصبح هياكلهم الحزبية عظمية !.

توظيف المرأة عند هؤلاء و أولائك جميعا ” ضرورة تاريخية مرحلية ” لجعلها قوة متحكم فيها فتكون طيعة و غير ممانعة لانجاح عمليات الاستقطاب و الاستقواء في محاولات الانقضاض على المؤسسات السياسية حيث يبقى تحطيمها في المقابل محتمل و ممكن وان حصل فلابد يكون مدويا و حاسما و ناسفا ومرهبا لباقي النساء خدمة لرمزيتهم الذكورية المتسلطة على القوانين و المتحكمة في التنظيمات و الجاثمة علنا على خريطة الوطن و نبضه حتى يبقى بعيدا عن مبادئ و قيم الديمقراطية و المساواة و حقوق الانسان و الحقوق الانسانية للنساء ….

لا ضير في عقيدتهم ان كان المذنب رجلا “فالفحولة “اذا لم يروي عطشها الشرع وحده جاز اللعب على مشارف البحر و جازت المذاعبة في فضاءات ابهة الخمس نجوم و المهابة في القبة في اخر المطاف مجرد سقف قد يكون البرلمان و قد تكون الوزارة فلا متابعة و لا تأديب و لا تقريع و “لا تسويط “فالاعذار معلبة بوفرة في ادمغة المربين و الدعاة و المروضين المتطوعين و المحترفين و بمجرد الوقوع و انفضاح الامر تعلن الطوارئ و يكثر الاجتهاد و تنزل الرحمة و يعم التسامح !و تسخر كل الامكانات اللازمة لتمر العاصفة على الاخ بردا و سلاما بل سراحا و زواجا و طلاقا و اسبتدالا رخيصا …..اما اذا كان الامر يتعلق بامرأة و اخت في الدين و الحزب و التاريخ و الكفاح و النضال فان تصرفها مراقب و تحت المجهر عند السلام و وقت الكلام و في البرلمان و عند السفر ….الاخوة قساة عتاة لا يرضوا لاختهم ان تخل بشعارات الحزب و لو كانت حفنة قماش او ابتسامة فرح فالفرح و السعادة وزواج الوزارة و الحرية و والماصاج و التدليك و المساعدة على القذف و باريز و الجن و الملائكة ! مناطها و مجالها ذكوري صرف اما النساء فاولى بهن التجهم و البؤس و كل حركة لا ترضي سي السيد من منظر ي زواج القاصرات و المدافعين عن تعدد الزوجات هي جريمة لا تغتفر تحيل دون تردد المتهمة على مقصلة التنظيم و الاعلام و السياسة ليكون القصاص عبرة لمن لا يعتبر.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
محمد ايوب
المعلق(ة)
6 فبراير 2019 08:03

ليس الأمر كذلك:
رأيي ان الكاتب جانب الصواب في قضية السيدة ماء العينين،وإن موقف الرميد ينسجم مع مرجعية الحزب/الدكان الذي ينتمي اليه..فمرضوع النقاش هو:ازدواجية سلوك وتصرف السيدة ماد العينين بين الرباط و عاصمة الانوار/الطاحونة الحمراء..لا أحد ممن انتقد سلوك النائبة تطاول على حريتها الشخصية في اللباس،و الانتقاد وجه إليها نظرا للتناقض بين لباسها هنا ولبسها هناك..مظهرها هنا ومظهرها هناك..كلامها هنا وكلامها هناك عن الحجاب والأخلاق و المرجعية..هذا هو بيت القصيد ومربط الفرس..وهذا ما غاب عن الكاتب فجعل دفاعه غير مؤسس على منطق..وبالتالي ليست هناك(حكرة)على أنثى إطلاقا الا في ذهن الكاتب ومن يتبنى وجهة نظره..فالموضوع هو ببساطة التناقض في مواقف وسلوك ماء العينين وباقي رموز المصباح لأنهم ليسوا أشخاص كايها الناس..وموقع برلمانكم يقوم بدور محمود في فضح ازدواجية هؤلاء القوم التي تصل حد الرياء والنفاق…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x