2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
لماذا يَعتبر المغربي الله “مُحاسب خبير”؟

ألاحظ أن الطفل المغربي منذ صغره يتعلم بشكل خاطئ مفاهيم ورموز الحسنات والسيئات، وأنه في يوم القيامة إذا كان معدل حسناته يفوق معدل السيئات فسوف يدخل الجنة وإذا كان العكس فسيكون مصيره جهنم. وأرى هذا الفهم سبب إنتاج ازدواجية الشخصية والممارسة الميكانيكية للدّين بعيدا عن أي تحول روحي وشخصي واجتماعي.
أعرض عليكم نقطتين في هذا التحليل، الأولى حول المفاهيم المضرّة التي تتشكل في ذهن الطفل من خلال تربيته على الحسنات والسيئات والجنة والنار وانعكاساتها على تنمية شخصيته وتحوله النفسي. و النقطة الثانية، حول علاقة مفهوم الحسنات والسيئات مع سعادة وراحة الطفل وتنمية قدراته في جميع المجالات وانعكاساتها على المجتمع والوطن.
أ- ماذا يحدث في ذهن الطفل؟
1- تصوُّر الله “مراقب ومحاسب”
يصعب كثيرا على ذهن الطفل إدراك عدد كبير من المفاهيم خصوصا صورة الإله. و نعرف أن كل مؤمن يصنع صورته الخاصة به عن الله. التربية الدينية الخاطئة تُقدم رموزا قاسية وعنيفة عن الله، وتقدمه كمحاسب، يسجل كل الحسنات والسيئات ويقوم بالحساب والتنقيط يوم القيامة. ولهذا يدخل الطفل في علاقة باثولوجية مع الإله مبنية على “الرعب” وليس على “الحب”.
2- الجنة والنار “صور كاريكاتورية ورسوم بشرية”
نعرف أن لا أحد رأى بعينيه الجنة والنار وأن كل ما يُعرض على الطفل من تفاصيل عن عالم الغيب هو مجرد خيال ذهني بشري لا حقيقة له. فلما يتلقى الطفل تفاصيل كاريكاتورية ممتعة عن الجنة والاحتراق عن النار، يدرك الطفل إلى أن هدف الحسنات هو فقط “فيزا” للولوج إلى الجنة قصد المتعة، ووقاية من جهنم حسب تصوره.
3- تصور “الله ظالم”
من خلال هذه المفاهيم الخاطئة عن الله “المحاسب”، يتساءل الطفل عن هدف وجوده في الدنيا، ويصل إلى هذه المعادلة بدون حل “لماذا خلقني الله ليحاسبني، ثم يدخلني إلى الجنة أو النار وأبقى هناك خالدا حسب عدد الحسنات والسيئات؟”. كل طفل يطرح على نفسه هذا السؤال بدون أن يشاركه مع الكبار لأنه يعلم جيدا ردة فعلهم “هذا شرك بالله، ستدخل النار إذا استمررت في هذه التساؤلات”. وهكذا نصنع مواطنين مضطربين بدون أي فكر نقدي.
4- مفهوم الحسنات والسيئات “مجرد نقط زائد وناقص”
يحاول الطفل الحصول على نقط كثيرة من الحسنات ليحصل على معدل عال للولوج إلى الجنة وتجنب السيئات التي تُخفض معدل الحسنات حسب فهمه للتربية الدينية الخاطئة. ولكن إذا كذب على والديه مثلا أو سرق شيئا ما، سوف لا يخاف دخول النار لأنه حسب فهمه، ما عليه إلا أن يصلي و يُسبح لله مئة مرة بشكل ميكانيكي للحصول على حسنات تحسن معدله عند الله وكأن الأمر عملية بنكية.
ب- التربية الدينية وتنمية قدرات الطفل
1- التعايش
التربية الدينية لا تشجع الطفل على تنمية الفكر النقدي والبحث عن الحقيقة للوصول إلى القناعات الفردية واحترام أفكار الآخر والتعلم على التعايش في التنوع في جميع المجالات لأن التعايش لا يُعتبر حسنات.
2- “الحسنات” أدوات للتنمية البشرية
التحلي بالقيم الدينية “الحسنات”، هي أدوات روحانية تُمكِّن الطفل من تقوية قدراته الروحانية ليحصُل التحول بداخله ويتجلى في أعماله الصالحة لخدمة الإنسانية وخدمة المجتمع وخدمة الوطن. هذا هو دور الحسنات وليس مجرد تعبئة الرصيد للدخول إلى الجنة.
3- “السيئات” سموم ذاتية
الأعمال المنحرفة “السيئات” ليست مضرة للآخرين وحسب، بل مضرة أساسا لذات وروح ونفسية الطفل وتُجمد تطوره ونمو قدراته وتتسبب في تعاسته وينعكس هذا سلبا على خدمة المجتمع حيث تكون هذه الأعمال سببا لمضرته وحزنه. وهذه هي أضرار السيئات وليس خصما مصرفيا.
4- الله “لطيف و حبيب”
إذا تعلم الطفل أن الله يحب خلقه ويريد أن يراه سعيدا وسليما سيكون هذا محفزا له للسعي تلقائيا إلى رضاء الله باللجوء إلى القيم الإنسانية “الحسنات” لأنه يشعر حينئذ بالسعادة وهي نفس السعادة التي يشعر بها كذلك لما يرى أبويه فرحين بانجازاته الإيجابية.
5- الجنة هي التخلق بالأخلاق الحسنة وجهنم هي الأعمال المسيئة
لو تعلم الطفل، أن الجنة هي تلك السعادة والهناء والسكينة التي يحققها بالأعمال الطيبة والقيم الروحانية والإنسانية “الحسنات”، وأن جهنم هي عذاب الضمير والنفس والذات نتيجة الأعمال التي تُسمِّمه”السيئات”، لحدث عنده تحرر من الخرافات الوهمية عن عذاب النار التي تشل تطوره، وأصبح حرا لتحمل مسؤوليته في كل أعماله وأفكاره وتصبح حينئذ تعاليم الدين أدوات للتنمية البشرية وليس مجموعة من الإعاقات في مسار تحقيق الذات وبناء المجتمع.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها.
التربية الدينية في الصغر هي المرجعية المثلى ليكون الإنسان محصنا من أي إختراق .ومن لا يريد ان يكون الدين الإسلامي هو المرجعية للأمة المغربية فليرحل إلى تل أبيب . لما ذا يشكك المفكر المغربي بهذا الطريقة الإلحادية رحم اله الحسن الثاني حين وجه الأمة المغربية إلى الأخلاق الإسلامية منذ الصغر لتحصين المجتمع من التطرف .فيما من يدعون انهم مفكرون يطعنون في المعتقد .هل فشلوا في تحقيق المال فبدأوا يطعنون في المقدس .
الأهم من ذلك كله، هو قيام العقائد التي تقول عن نفسها سماوية، أي أنها نازلة من السماء، بممارسات كلها أرضية عبر الطموح للتحكم بالأرض ومن عليها، ومحاسبة البشر وهم أحياء على الأرض، وليس وهم أموات وبعد الحياة كما ورد بالـ”مانيفستو” الخاص بها وبرسالتها، وادعاء معرفة ما في نفوسهم، وتكفير من يحلو لها ذلك، وتأليه وتعظيم وتقديس من تريد، أي نفي وإلغاء والتطاول على المهنة والعمل والوظيفة الأساسية لمن أرسل الرسالة وهو ذاك الكائن الخرافي العملاق الجبار الذي يسكن بالسماء، وهو صاحب الأمر والقرار بكل ما يتعلق بشؤون الكون ومشتقاته، فنرى بالعقائد التي تسمي نفسها سماوية قيام بشر بتولي مهمة وعمل ذاك الكائن الخرافي، والجلوس مكانه، وإقامة “الحدود” وتطبيق أحكام أصدرها “الله” وإقامة المحاكم “الشرعية” وجعل كل يوم وكل دقيقة في حياة البشر هو يوم حساب وعقاب رغم أن الرسالة السماوية تدّعي أن يوم الحساب والعقاب غير معلوم ولا يعرف توقيته وساعته إلا من يسكن بالسماء، والبشر فيها، وليس الله المفترض، هم من يقررون من هو صالح ومن هو طالح، ومن هو مؤمن ومن هو ضال، ويعلمون ما في الصدور ويصدرون الأحكام الأرضية والوضعية البشرية على الناس، ولا ينتظرون موت البشر وترك أمر محاكمتهم ومساءلتهم نيابة عن صاحب القرار وهو “الله” المفترض، ومن هنا فكل العقائد والرسالات التي تدّعي بأنها “سماوية” هي ليست سماوية ولا من يحزنون أو يفرحون بل مجرد سلطات أرضية تمارس هيمنة كهنوتية ووصاية فكرية وعقلية على كائنات تعيش على الأرض وليس بالسماء
هكذا تربينا منذ الصغر على تجنب الكبائر وحب الخير،والله لا يحاسب الطفل لم يبلغ الحلم، ولكن الله يخاطب الإنسان البالغ الذي يدرك وله عقل يميز به بين الصالح وغير ذلك.
القرآن الكريم
ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا