لماذا تنخفض حرارة أيادي النساء أكثر من الرجال في البرد؟

أظهرت دراسات سابقة أن النساء والرجال يشعرون بدرجات حرارة متساوية لكن بشكل مختلف،وكذلك أثبتت دراسة نشرت نتائجها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن النساء يشعرن في المتوسط بالراحة أكثر عند 25 درجة مئوية، بينما يفضل الرجال درجة الحرارة 22.

ويرجع ذلك إلى توازن الهرمون المسؤول عن هذه العملية حيث يتسلل الشعور بالبرد للنساء بشكل أسرع، لأن أجسامهن تميل إلى خفض تدفق الدم نحو الأطراف، مثل الذراعين، من أجل توفير المزيد من الحرارة للأعضاء والأجهزة الداخلية. وقد وُجدت هذه الآلية لدى النساء بالأساس لحماية الجنين في حالة الحمل.

ولكن قول العلماء إن هذا الوقت البارد من السنة يجعل أيدي النساء أكثر برودةً من أيدي الرجال وطبقاً للمعتقد السائد فإن النساء والأطفال يحتاجون لوضع أيديهم في جيوبهم أكثر، لأن كتلتهم العضلية أقل، ولأن العضلات هي التي تولِّد الحرارة فتحتفظ بالجسم دافئاً.

باحثون من جامعة كامبريدج اختبروا هذا المعتقد، فطلبوا من الناس غمر أيديهم بماء مثلج لمدة 3 دقائق، وفعلاً وجدوا أن أصحاب الكتل العضلية الأكبر سرعان ما استعادت أيديهم الدفء طبقاً لصور أخذت بكاميرا حرارية، وفقاً لصحيفة”ديلي ميل” البريطانية.

وكانت النتيجة مفاجئة للعلماء، الذين ظنّوا أن الدهن هو الأهم في تدفئة أيدي الناس عند الشعور بالبرد.

وتقول “ستيفاني بين،” التي قادت فريق البحث “إن الوعي بتأثير تركيب الجسم على البرد الذي يصيب اليدين مهم جداً، فمثلاً يميل النساء والأطفال لتكون لديهم كتل عضلية أقل، ولذا فإن لوازم الجو البارد كالقفازات ينبغي إنتاجها وتسويقها بناء على ذلك”.

الدراسة أجراها فريق من علماء الأنثروبولوجيا الحيوية، وهي الأولى من نوعها على 114 متطوعاً رضوا بغمر أيديهم في الماء المثلج.

وتقول رئيسة الفريق “لليدين نسبة مساحة سطحية كبيرة مقارنة بالحجم، ما يشكل تحدياً في المحافظة على التوازن الحراري في الظروف الباردة”، وتتابع “أردنا أن ندرس تأثير حجم الجسم وتركيبه على فقدان الحرارة واستعادة الدفء، بغية تحديد أثر ذلك على درجة حرارة اليد ومرونتها في الظروف الباردة”.

المتطوعون المشاركون في الدراسة تراوحت أعمارهم بين 18 و50، وشملوا طلبة جامعيين وأهالي محليين، وقد أخذت في البداية معلومات أساسية حيوية عنهم، ثم تم تحليل تركيبهم الجسماني، بغية قياس كميَّتي الدهون والعضل لديهم.

الباحثة اكدت أيضا انه “لطالما ظننا أن الدهون هي العامل الأهم في التنظيم الحراري، نظراً لدورها العازل، لكن اتضح أن العضل هو الذي يؤدي هذا الدور الرئيسي لأن نظام الجسم مدهش وديناميكي يستخدم العضل لتوليد الحرارة، بغية تدفئة بقية الجسم، بما في ذلك اليداين”.

وعن تأقلم بعض الشعوب حول العالم مع البرد القارس، قالت الباحثة ” أن الدم يقلل من تدفقه إلى اليدين بسرعة، لضمان الاحتفاظ بحرارة الجسم الداخلية، كما لدى شعوب الإنويت نبضات دورية تضخ الدم إلى اليدين لمكافحة الصقيع.”