لماذا وإلى أين ؟

نساء يطالبن الحكومة بتجريم الرقية الشرعية

طالب القطاع النسائي، لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الدولة بالضرب على أيدي كل الذين يستبيحون جسد المرأة، ومنع كل الممارسات الدجلية واللاعلمية، ورفض تأطير هذه الممارسات قانونيا. في إشارة “للرقية الشرعية”.

وأكد نساء الطليعة في بيان لهن بمناسبة اليوم العالمي لحقوق النساء 8 مارس، توصلت “ىشكاين” بنسخة منه، على ضرورة فتح نقاش عمومي حول المساواة في الإرث، بإشراك كل الهيآت والفاعلين وعلماء الاجتماع والاقتصاد. بمناسبة اليوم العالمي لحقوق النساء 8 مارس،

وأشار المصدر إلى ان العنف ضد النساء تزايد في الفضاء الخاص والعام وعجز القانون عن حمايتهن، وتزايد الفقر في صفوف النساء، واستغلال عمالتهن بأبخس الأجور، معتبرة أن ذكرى اليوم العالمي لحقوق النساء، يحل في سياق إقليمي ودولي، متسم بتزايد توحش الإمبريالية وضربها للمكتسبات الاقتصادية والاجتماعية واستنزافها لخيرات الأمم والشعوب، وضرب أمنها الغذائي والبيئي، وهذا ما يزيد نساء العالم فقر وهشاشة، بحسب تعبير بيان القطاعي النسائي لحزب الطليعة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
يونس العمراني
المعلق(ة)
8 مارس 2019 21:16

ارتبطت أعمال مثل الشعوذة والسحر بالمرأة في المجتمعات العربية، حيث تلجأ الكثير من النساء العربيات للبحث عن الحلول الميتافيزيقية لمشاكلهن الاجتماعية والعائلية والاقتصادية والمرضية، من خلال كشف الطالع أو التمائم (الحروز)، بحيث كلما أحست المرأة العربية، أو المغربية على وجه الخصوص، أنها مهددة في استقرارها العائلي، كلما لجأت إلى الحلول الوهمية وإلى العرافات والمشعوذين.

في المغرب تعدّ ممارسة السحر والشعوذة امتدادا لأنثربولوجيا ثقافية وتاريخية، تطورت في المغرب حتى أصبحت مصدرا اقتصاديا وموردا للاغتناء السريع، بل وفرضت نفسها بقوة ضمن البنية الاقتصادية وتعايشت مع كل المجالات الاقتصادية، حتى أن البعض تخصص في بيع المواد الخاصة بعالم الشعوذة، ومنهم العطارون والمتخصصون في بيع الأعشاب والبخور وأعضاء الحيوانات الغريبة والنادرة، وبيع جلود الحيوانات، والتي تباع بأثمان باهظة.

ويرجع علماء الاجتماع بالمغرب أسباب تزايد أعداد المتعاطين للشعوذة والسحر، إلى أسباب تتعلق بما هو تراثي وثقافي واقتصادي وتعليمي، كما أن الجهل والفقر من أهم الدوافع الموضوعية التي تدفع بعض فئات المجتمع المغربي إلى مثل هذه الأعمال.

إن “الشعوذة في المغرب، هي امتدادا لأنثروبولوجيا ثقافية وتاريخية، ثم لا ننسى أن المجتمع المغربي له معتقدات راسخة وهي الاعتقاد في الجن، الاعتقاد في العين، والاعتقاد في السحر وأيضا الاعتقاد في البركة والكرامة، ونعرف أن المجتمع المغربي له تشبث كبير بالحياة، وبالتالي فكلّ شخص يمكنه أن يمنح نوعا من الأمل، إلا ووجدت بعض المغاربة يتشبثون به”.

هناك بعض العوامل تدفع بعض شرائح المجتمع خاصة النساء، إلى أعمال الشعوذة المرتبطة أساسا بالسحر والعرافة، وتتمثل في تنامي بعض المشاكل الاجتماعية كالأمية والبطالة والإحساس بالتهميش والإقصاء الاجتماعيين، ولا شك أن ثقافة الشعوذة التي تتعلق بالقوى الخارقة، أمر يرتبط بشكل كبير بفئة تعاني من فراغ على المستوى الثقافي والعقائدي، الشيء الذي يجعل هذه الفئة تقع في فخ الدجل والنصب على طالبي الحلول الميتافيزيقية. بالإضافة إلى عوامل نفسية كالشعور بالاضطراب والخوف من الفشل، والتي لها أدوار بارزة في امتثال الشخص، كيفما كان، لأعمال الشعوذة والسحر من أجل تلبية رغباته عن طريق الخرافة والدجل.

أن الظاهرة، لم تعد تقتصر اليوم فقط على الفئات الفقيرة والمهمّشة وعلى النساء، بل استطاعت توسيع قاعدتها لتشمل الفئات الثرية وأيضا الرجال.

أنه للحد من هذه الظاهرة، التي يمكن أن يكون لها أثر خطير، يجب تكثيف الجهود وتعاون الجميع ابتداء من الدولة والمجتمع والأسرة والأفراد والمدرسة وجميع فعاليات المجتمع من أصحاب الكفاءات العلمية.

ودائما ما استعملت أعمال الشعوذة وسيلة لتجاوز مشكلات الحياة العصيبة، وكانت ملاذا للباحثين عن الوهم حين تنقضي الآمال في العيش والعلاج والاستقرار، ولعل هذا ما يجعل أعمال الشعوذة تحافظ على وجودها عند بعض المغاربة.

وما يزيد الأمر طرافة هو تفجّر أنباء عن بعض القادة السياسيين وموظفي الدولة البارزين، في الانتخابات التشريعية السابقة، والذين لجأوا للمشعوذين للاستشارة قبل اتخاذ القرار على أمل الحفاظ على مناصبهم ومواقعهم في التشكيل الحكومي والانتخابي.

وترجع عدة دراسات سوسيولوجية تجذر ثقافة الشعوذة عند بعض فئات المجتمع المغربي، إلى أن المغرب يعد بلد “أولياء الله الصالحين” وبلد “الزوايا” ومجمّع “الصوفية” على مختلف مذاهبها، وهو ما يشير إلى أن تنشئة المجتمع المغربي الاجتماعية هي تنشئة روحانية وصوفية تنهل من مرجعية القوى الخارقة لعدد من أولياء الله، ورجال الدين هم متصوفة ذاع صيتهم تاريخيا لكراماتهم وقدراتهم التي لا يزال المغاربة يرددونها إلى اليوم.

الشعوذة بالمغرب متجذرة بحكم طبيعة المجتمع المغربي الروحانية والتصوّفية، حيث أن مدينة الدار البيضاء لوحدها تضم 73 ضريحا، إضافة إلى 38 زاوية، وكل هذه الأماكن تعرف رواجا كبيرا وزيارات منظمة، وتخصص بطقوس خاصة ودقيقة.
إن الأضرحة المتواجدة في المدينة هو ضريح “سيدي عبدالرحمن مول المجمر”، صاحب الموقد الطيني الذي يستعمله المغاربة لطهي الطعام، ولإحراق البخور، ويقع قرب شاطئ عين الذئاب في الدار البيضاء وله بناية على شكل “قبة” على أعلى مرتفع صخري وسط مياه البحر عند المد، تزوره النساء أملا في العلاج من مشاكل شخصية أو أسرية، ولإبطال مفعول السحر من خلال التبخر عنده ببخار الرصاص المذاب.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x