2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
اختراق موكب الملك يسائل فعالية الأمن الخاص للملك

لم تكن حادثة اختراق الموكب الملكي أثناء مروره السبت الماضي (30 مارس) في شارع ابن الخطيب في اتجاه صومعة حسان بمدينة الرباط، الأولى من نوعها، إذ بدأت تتكرر هذه الحالات مؤخرا، مسائلة بذلك المقاربة الأمنية المعتمدة في تأمين الزيارات والتنقلات الملكية، الخاصة أو الرسمية، بغض النظر عن أبعادها الاجتماعية التي كانت دافعا للاختراق أملا في الوصول إلى شخص الملك لتبلغيه وضعا اجتماعيا ظل ميئوسا منه.
في كل مرة تُسجل فيها حالة اختراق تطفو أسئلة إلى السطح، فهذه الحوادث ليست عادية لدى كثيرين، إذ يتساءلون كيف يستطيع البعض اختراق الحواجز في غفلة من مئات عناصر الخرس الملكي والأمن والأمن الخاص للملك، ليجدوا أنفسهم على بضعة أمتار منه، قبل أن يتم القبض على المخترق؟ وماذا لو كان ذلك الذي اخترق يحمل معه ما من شأنه تهديد شخص الملك؟
حادثة اختراق موكب الملك أثناء زيارة البابا ليست الأولى من نوعها، إلا أن صورة الأمن المغربي قد تكون مُست هذه المرة، على اعتبار أن الملايين عبر العالم تابعوا الزيارة عبر الشاشات، وبمجرد رؤية شاب يخترق الأمن ويركض في اتجاه الملك سيتساءلون كيف فعل ذلك وآلاف عناصر الأمن بمختلف رتبها تحيط بالموكب من كل اتجاه. وستزيد حدة السؤال إن استحضروا كيف أن المغرب مشهود له بالفعالية في مراقبة ترابه بل يساهم في أمن عدد من الدول عبر التنسيق الأمني. فكيف تعجز هذه الأجهزة عن تأمين الموكب الملكي من مخترقين جلهم شباب.
https://www.youtube.com/watch?v=olVKlJrVnNc&feature=youtu.be
والأكيد أن الحادثة شوشت على التغطية الدولية للزيارة، إذ عوض تركيزها على قراءة رسائل الزيارة وأبعادها الدولية والوطنية، برز الاختراق فجأة كحدث استثنائي ليتم ربطه بالأمن الخاص للملك ومدى فعاليته في مثل هذه المواقف التي تستدعي أعلى درجات اليقظة.
وبالحديث عن مدى مساس هذه الحوادث بصورة الأمن الخاص للملك، نستحضر اختراق موكب الملك محمد السادس حين كان برفقة العاهل الأردني، حيث استغرق إلقاء القبض، بصعوبة، على شاب دقائق جعل فيها عناصر الأمن الخاص للملك في كر وفر معه، حتى إن تدخل فرقة الدراجين لم تتمكن من إيقافه إلا لحظات قبل دخول الموكب للقصر الملكي. كما تحيلنا الحادثة إلى 3 محاولات للاختراق في مدينة الدار البيضاء، فيما يُسجل بغرابة على مصالح الأمن الخاص للملك كيف بلغ الأمر أن شابا أوقف سيارة الملك في أحد شوارع سلا ووصل إلى شخصه عبر زجاج النافذة الذي كان مفتوحا قبل أن يفر ويتبعه رجال الأمن الخاص للملك.
كواليس الترتيبات الأمنية لزيارة البابا
في زيارة البابا فرانسيس، كانت الترتيبات الأمنية جد محكمة، خاصة في محور القنطرة الرابطة بين سلا والرباط التي مر منها الموكب، حيث كان المكان مكتظا بعربات رُتبت بعناية فائقة، وبالتالي لا يمكن أن نُكثر الحديث عن تأثيرات الاختراق، يشرح محمد أكضيض، الإطار الأمني المتقاعد والمختص في الشؤون الأمنية، مسترسلا “لقد كثر الحديث في هذه الأيام عن فعالية الأمن الخاص للملك. إن الحرس الخاص للبابا يتنقل بزخم كبير في زيارته للبلدان الأجنبية، وبالتالي فوزن الضيف ضغط على الإجراءات القبلية للزيارة، إذ عقدت اجتماعات متتالية لقيادات عليا مع الأمن المغربي بمختلف فصائله للتحضير للزيارة، ونجحوا في مهمتهم.
ويسجل أكضيض أن الحواجز الأمنية الموضوعة كانت حديثة، عكس ما يتم تخصيصه في عدد من الزيارات، لترتيب الجمهور الذي حضر. كما سجل استعمال الأمن تقنية وأسلويا حديثا في القنطرة الرئيسية مولاي الحسن، حيث كانت في جهة الترامواي من الرباط في اتجاه سلا هناك عناصر أمن بزي مدني في مقدمة عناصر أخرى بزيها الرسمي كانوا يوجهون المارة. ويربط المتحدث الواقعة بطول الممر وكونه محاطا بالجماهير الغفيرة، لافتا إلى أن الاستخبارات تشتغل في هذه الترتيبات، استنادا إلى رؤية وأهداف تؤمن الممر.
الإطار الأمني المتقاعد رافض أن يكون ما وقع قد يخدش صورة الأمن، قائلا “الاختراق ليس تهديدا لشخص الملك، بقدر ما هو محاولة لإيصال مطالب اجتماعية، لأننا أمام انهيار الثقة بين المواطن والقطاعات الحكومية، والأمن لا يمكن أن يراقب هذه الأسباب، بقدر ما يساءل عن تهديد شخص الملك، وعند توقيف المُخترق تباشر الأمور بإجراء بحث أمني نووي جزئي لمعرفة جميع التفاصيل، وما حصل مأخرا يعتبر مجرد حادث عرضي تعودنا عليه ولا يمكن أن نقول إنها ظاهرة، فمتى فتحت الحكومة أبوابها لهؤلاء الشباب فلن تُسجل اختراقات، وعلى العموم أهنئ مصالح الأمن على اختلاف رتبها، لأن الأمور سارت بشكل جيد خصوصا في ظل ظروف الطقس غير المواتية”.