2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
تدريس العلوم ليس موضوعا هوياتيا أو إيديولوجيا

مرة أخرى يتم تأجيل المصادقة على القانون الإطار الخاص بالتعليم، بسبب تعنت التيار التقليدي المحافظ إزاء موضوع لغة تدريس المواد العلمية، وهذا يجعلنا نعود إلى هذا الموضوع لبيان بعض الأمور التي تخفى على كثير من الناس.
يعتقد الكثيرون بأن تدريس العلوم بلغة ما إنما يتعلق بقرار سياسي يفرض تلك اللغة لتصبح “لغة علم”، والحال أن الأمر أعقد من ذلك بكثير. فقد تبنت الكثير من الدول المتخلفة هذا الإجراء دون أن تكون له أية مردودية فعلية.
إنّ “لغة العلم” لا تتواجد خارج عملية إنتاج المعرفة العلمية، بل إن هذه العملية لا تتم إلا بتلك اللغة، فهي ليست فقط لغة تدريس العلوم بوصفها معارف جاهزة، بل هي أيضا لغة تنبني من خلالها المعرفة العلمية، حيث لا يتوقف دورها على وصف الظاهرة أو فهمها بل تدخل في بناء تلك المعارف أيضا بناء عقليا. وهذا معناه أن من لا ينتج معارف علمية وطنيا لا يمكن له أن يجعل من لغته الوطنية لغة تدريس العلوم. وهذا هو الجواب على من يقدم إسرائيل نموذجا للدولة التي تستعمل العبرية في تدريس العلوم، فإسرائيل تخصص للبحث العلمي ميزانية ضخمة قدرها 4,7 في المائة، في مقابل 0,01 في بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط، فعلى من يريد للغة العربية مثلا أن تمارس بنجاح تدريس العلوم أن يوفر هذه القاعدة الصلبة التي لا تتواجد في أي بلد من البلدان المذكورة. وفي غياب أسس وطنية للبحث العلمي، مع شيوع الخرافة والدجل في المجتمع والنزعات اللاعقلانية المضادة للعلم، سيكون من الصعب اللحاق بالركب وجعل اللغات الوطنية لغات لتدريس العلوم الدقيقة.
يفسر هذا لماذا لا يفهم بعض المغاربة الأسباب التي تؤدي إلى ضعف مردودية التكوين باللغة العربية في العلوم، كما يفسر سبب العجز عن تدريس العلوم بهذه اللغة في التعليم العالي. إن الأمر لا علاقة له بنية مبيتة أو بمؤامرة تحول دون تعريب العلوم في الجامعة، بل السبب الرئيسي هو أن مستوى تدريس العلوم في التعليم العالي يحتاج إلى لغة لصيقة بتطور المعارف العلمية يوميا، أي أن تكون لغة تنتج بها المعارف وتتحقق بها الاكتشافات وتصاغ بها النظريات العلمية، ويعلم الجميع أن اللغة العربية لا تمارس هذه الوظائف اليوم، وأنها قد انقطعت عن ممارستها منذ زمن غير يسير، أي منذ ما لا يقل عن ثمانية قرون.
إن الذين يعتقدون أن أية لغة يمكن أن تدرس العلوم بنجاح دون أن تكون لغة تفكير في العلم، ولغة إنتاج للمعارف العلمية هم مخطئون، لأن العلاقة الجدلية بين اللغة والفكر تثبت أن اللغة ليست مجرد وعاء يحمل بعض الأفكار التي يتم تلقينها، بل إن العمليات الفكرية لا تتشكل إلا في لغة، ولغة العلم هي التي ينبني فيها الفكر العلمي ويتكون من خلالها، بينما عندما يسمي الناس لغة ما لغة الدين أو “لغة القرآن” فهم بذلك قد حدّدوا بوضوح وظيفتها وربطوها بمجال اشتغالها الذي سيصعب عليها تجاوزه إذا لم يقم الفكر بالخطوة الحاسمة. وهذا معناه أن اللغة العربية لن تكون أبدا لغة علم أو تدريس للعلوم بنجاح إن لم يكن لدى مستعمليها فكر علمي وإنتاج علمي محلي للمعارف بتلك اللغة.
يفسر هذا لماذا لا تتعدى وظائف اللغة العربية الآداب والمعارف الدينية والصحافة والإعلام مع بعض الوظائف الإدارية البسيطة، فالعقل الذي لا يمارس التفكير إلا في مجالات محدودة لا يمكنه أن يسمح للغة التي يستعملها بممارسة وظائف أخرى تتجاوز المهارات التي اعتاد عليها الفكر، والدليل على ذلك التحريف الخطير الذي يقوم به بعض الأساتذة المنخرطون في إيديولوجيا “الإسلام السياسي”، والذين يدرّسون العلوم الطبيعية والفيزياء أو الرياضيات في الإعدادي والثانوي، حيث يتخلون عن دورهم الحقيقي فيخاطبون التلاميذ بلغة الفقهاء والدعاة، ويحوّرون الدروس من النظريات العلمية إلى تخاريف ما يُسمى بـ”الإعجاز العلمي في القرآن”، مع العلم أن النظريات المذكورة ـ والتي أنتجها علماء حقيقيون داخل مختبرات البحث العلمي الدقيق ـ لا علاقة لها مطلقا بالتأويلات الدينية المتعسفة التي تُعطاها باسم “الإعجاز”، فكيف يمكن لفكر من هذا النوع أن يبدع نظريات علمية أو ينتج معارف في مجالات العلوم المتخصصة، وكيف يمكن للغة التي يستعملها هؤلاء أن تصبح “لغة علم” وهم يمارسون بها وظائف تتعارض مع العلم؟
إن تخلف مجتمعات شمال إفريقيا والشرق الأوسط سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وفكريا قد أدى إلى جعل اللغة المعتمدة فيها عاجزة عن مواكبة الانفجار العلمي الهائل الحادث في العالم المتقدم، والذي أصبح يقاس بالثواني لا بالسنوات والقرون كما كان عليه الأمر فيما قبل، فجميع الذين فازوا من أبناء هذه البلدان مثلا بجوائز في العلوم أو تفوقوا في مجالات علمية متخصصة ودقيقة كالفيزياء النووية أو غيرها إنما اشتغلوا بالانجليزية في الغالب الأعم، أو باللغات الأجنبية الأخرى كالألمانية والفرنسية، وغالبا ما يجدون صعوبة في شرح نتائج عملهم باللغة العربية.
يعني هذا أننا أمام أحد اختيارين، إما أن نعمل على نشر المعرفة العلمية والتربية عليها وتغيير بنيات التفكير في مجتمعنا، وبهذا تتحول اللغات الوطنية عبر الممارسة العلمية اليومية والتفكير العلمي إلى لغات علوم، وإما الحفاظ على بنيات التخلف في التفكير والسلوك، ونشر النزعة المحافظة المعادية للعلم، والاكتفاء عندئذ بتدريس العلوم باللغات الأجنبية التي تنتج بها المعارف العلمية في البلدان المتفوقة، والقيام بتحديد وظائف لغاتنا في المجالات التي يمكن أن تمارس فيها أدوارا مفيدة كالتواصل وتلقين المعارف الأدبية والتاريخية والدينية وغيرها من علوم الإنسان، وفي حالة إصرارنا على تكريس فكر محافظ له أولويات أخرى غير علوم العصر، فلا ينبغي أن ننتظر لا من العربية ولا من غيرها أن تكون “لغة علم”.
إن الهدف الحقيقي وراء تشبث التيار الإسلامي المحافظ بتعريب العلوم ليس الرقي بالتعليم العلمي والتقني، لأن ذلك لا يمكن أن يكون متاحا باللغة العربية في السياق الراهن، بل الهدف هو استمرار مسلسل التعريب الذي يخدم أسلمة المجتمع على الطريقة المتشدّدة، ونشر الوعي المحافظ الذي يتغذى عليه هذا التيار انتخابيا واجتماعيا. أما من يريد معرفة حقيقة موقف هؤلاء فعليه أن ينظر فيما يختارونه لأبنائهم، وما هو التعليم الذي يوفرونه لهم وبأية لغات ؟
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها.
تدريس بغير لغة الأم يضعف جودة التعليم. الجيل الذي درس بالفرنسية ماذا إخترع لنا: أغلب أساتذة الجامعين الذين درسو بالفرنسية ليست لديهم لا نشرات علمية و لايتكلمون الإنجليزية ولايدرسون بشكل جيد لأن فاقد الشيء لايعطيه.
درست مع زملائي مواليد الستينات المواد العلمية في المدرسة العمومية بالإبتدئي بالعربية : الحساب و الملاحظة : ما يسمى اليوم بالنشاط العلمي . في الاعدادي و الثانوي درسناهما بالفرنسية . فرغم أننا اكتسبنا اللغة الفرنسية جيدا كتابة ، لم نكتسبها بسلاسة فهما و نطقا في الابتدائي و الاعدادي . المشكل في الثانوي أننا كنا نبحث عن الترجمة بالعربية لكل المصطلحات ، و كان جميع التلاميذ يتأبطون اليوم كله القاموس عربي فرنسي .. و قد ضيعنا زمنا دراسيا كبيرا لفهم عدد من المصطلحات السهلة ، و بقيت المصلحات الصعبة مبهمة حتى بعد الباكالوريا نجيب عن الأسئلة الرياضية آليا فقط . و لما اتخذ قرار تعريب المواد العلمية في الثمانينات تأقلمنا كأساتذة مع المصطلحات ذاتيا في فترة وجيزة لم تتعدى السنة بدون تكوين . ووجدنا أنفسنا نفهم عمق معنى عدد من الدروس و ارتباطها بالحياة منها : الدوال ، المتتاليات ، التكامل ، و الاعداد العقدية .، الموجات ، الاشعاعات النووية ، قوانين نيوتن … فإذا كان جيل ما بعد الاستعمار وجد صعوبة في فهم الدروس العلمية بالفر نسية ، فكيف بالسواد الأعظم من جيل بغرير الذي لا يفهم أصلا اللغة الفرنسية نطقا و كتابة . و حين نتعامل مع تلاميذ الخواص الذين درسوا الفرنسية جيدا ، نجدهم يبحثون عن الدروس بالعربية أولا لفهمها ثم يستأنسون بها باللغة الفرنسية . و الكارثة أننا نؤكد للتلاميذ منذ الابتدائي أن العلماء السومريون و البابليون و المسلمون هم من أوجدوا نظام العد في العالم . ومن أكبر علماء العالم في العلوم الذين طوروا الرياضيات باختراع الصفر هو محمد بن موسى الخوارزمي ، الذي احدث ضجة كبيرة ، كفرت الكنيسة كل من يعترف به ، و اخترع الخوارزمي على اثره علم الجبر ، فاستخدمه التجار سراً وبشكل غير قانوني ..، بحلول عام (1600) ميلادي تم قبول استخدام الصّفر في جميع أنحاء أوروبا، وأصبح أساسيّاً في نظام الإحداثيات الدّيكارتية، وحساب التّفاضل والتّكامل الذي مهّد الطّريق لتطور علوم الرّياضيات، والفيزياء الحديثة، والهندسة، والحاسوب، والكثير من النّظريات الماليّة والاقتصادية …
خلاصة و بعد التجربة الشخصية و معطيات التاريخ ، أعتقد أن العالم استفاد من علوم المسلمين و ترجموها للغاتهم و برعوا فيها . فإذا كان الهدف هو اصلاح التعليم في المغرب نابع من مصلحة الشعب و ليس من مصلحة الغرب ، فالاولى تحقيق الديمقراطية و فصل السلطات و فرض المساءلة و المحاسبة على كل من يقرر ماليا … فالتعريب ضرورة ملحة تجعل تلاميذنا يفهمون جيدا ما يتعلمون ، و لا يرددون المصطلحات كالببغاوات على الأقل .
من يعتقد بأن تدريس العلوم في المستوى الثانوي يتم حالياَ ومنذ 30 سنة باللغة العربية فهو واهم، لآن الحقيقة التي لا يعلمها إلا من يكتوي بنارها من أساتذة وتلاميذ وأسر التعليم العمومي هي أن هذا التدريس يتم بخليط قبيح من العربية والفرنسية والدارجة المغربية.
ومن أراد التحقق من هذه الحقيقة المرة فما عليه إلا فتح أي كتاب للرياضيات أو الفيزياء للمستوئ الثانوي ومحاولة قراءة أي صفحة منه، عنذ ئذ سيكتشف بأن كل ما هو علمي قح يكتب من اليسار إلى اليمين، بحروف غير عربية ويقرأ بالدارجة.
فهل العربية تكتب من اليسار إلى اليمين؟
وهل العربية تتضمن حروف وكلمات من قبيل x و y و (cos(x و(arctang(z؟
إذا كان هذا هو التعريب فحتى تدريس اللغة الفرنسية يمكن تعريبه.
je partage,l,arabisation a conduit au désastre,40ans d.expérience,4genérations mal instruites et au lieu de faire bagage,les fanatiques et gardiens d,allah insistent sur l,arabisation,langue du paradis des chomeurs
لا يمكن الحديث عن أحزاب سياسية فاعلة وفعالة إلا إذا كانت تجعل من الديمقراطي ة منهجية لا محيد عنها وبتعبير آخر، لا يمكن للأحزاب أن تتبنى قضية الديمقراطي ة إذا كانت هذه الأخيرة غائبة أو ضعيفة الوجود على مستوى الهياكل الداخلية للأحزاب.
وما يسجل على الحزب السياسي المغربي هو انغلاق بنيته التنظيمية وعدم الانفتاح ليس فقط على المجتمع وطبيعة التحولات التي يعرفها، وإنما على النقاشات الداخلية، سواء كانت فردية أو جماعية، وهي الظاهرة التي ارتبط بها منطق الإقصاء والإقصاء المضاد، الأمر الذي يترك تأثيرا سلبيا على إنتاج الأفكار والمفاهيم. هذه الإشكالية عبر عنها الأستاذ عبد الحي مودن بالقول أنه لا يجب أن نناقش الطريقة التي يسير بها الأمير دولته أو إمارته، ولكن أيضا الطريقة التي يسير بها الفاعلون السياسيون إماراتهم، إذ لا يمكن رفع شعار الدولة الديمقراطية بدون أن تسود الديمقراطية إمارات الفاعلين السياسيين. لا يمكن مطالبة الدولة باحترام القانون في الوقت الذي لا تحترم فيه التنظيمات السياسية نفسها قوانينها
فمن الواضح أن تطوير ممارسة حزبية فاعلة وبناءة قادرة على المساهمة إيجابيا في إنجاح مهام الانتقال الديمقراطي رهينة أساسا بأسلوب الممارسة الداخلية للأحزاب، وربح معركة التغيير الديمقراطي الذاتي فلا يمكن أن نطمح إلى تطوير المجتمع وإصلاح الدولة بآليات تعاني خصاصا ديمقراطيا ذاتيا، وهي ذاتها في حاجة إلى إصلاح وتقويم هيكلي. ويعزي الأستاذ عبد اللطيف أكنوش غياب اعتماد الأسلوب الديمقراطي لحل المشاكل العالقة داخل الأحزاب المغربية إلى هيمنة الثقافة المخزنية على سلوك قيادييها، رغم أنهم ما فتئوا يشتكون منذ الاستقلال من النموذج الثقافي المخزني الذي يسيطر على سلوكيات الحكم، ويحول دون قيام قواعد قارة وشفافة للتعامل السياسي. فالأجواء التي تخيم على هذه الأحزاب في حياتها اليومية، هي نفسها تلك التي يصادفها الباحث في الدراسات التي تتخذ أجواء البلاطات موضوعا لها
إن الأحزاب المغربية التي رفعت راية التحديث على مدى العقود التي أعقبت الاستقلال، وجدت نفسها تغرق في أساليب إدارتها لشأنها الداخلي من صميم ما ظلت تندد به وتعيبه على نظام الحكم الشمولي. لقد أصبحت تنتج نفس أنماط التعاطي البيروقراطي والديماغوجية والاستئثار بالرأي، وتعمل من أجل الهيمنة والحفاظ على الوضع الاجتماعي القائم.
فلا يمكن تصور تحديث البنية الحزبية ودمقرطتها إذا لم تنجح في تبني برنامج للتأهيل السياسي، ورفض مفهوم المواطنة الامتيازية للقادة وتقرير حالات التنافي بعدم الجمع بين المهام، وتجذير المراقبة وتطوير آليات التخليق. فكلما غاب الوضوح الفكري والمناخ المساعد على الخلق والإبداع، يتقدم الموروث الثقافي والاجتماعي التقليدي ليملأ الفراغ. وهكذا، تشيع ثقافة الولاء والنصرة حول القيادات التي تحتكر المنافع المادية والرمزية داخل الحزب وبهذا تصبح معايير القيادة والمسؤولية داخل الحزب تتمثل في القدرة على المناورة والتفاوض لكسب المواقع، واللعب على المتناقضات والاستقواء بالدولة على الخصم الحزبي وتشويه صورته، وليس القدرة على إنتاج الأفكار والتصورات والبدائل والمبادرات التي تصب في مجرى الصالح العام
لقد أدى انغلاق التنظيم السياسي وعدم تجديده الداخلي إلى ندرة المناضلين ووضوح اللاتسيس لدى فئات كبيرة من الشعب، فضلا عن انعدام المسؤولية الأخلاقية لتدبير الشأن السياسي، وظل المرشح مرتبطا في الوعي السياسي بإعطاء الوعود والرشاوى، وارتبطت السياسة بصيانة الامتيازات المادية، كما فشل الخطاب الحزبي في الانسلاخ عن الشرعية التاريخية وبناء شرعية ترتكز على واقعية سياسية من شأنها التأثير على المواطن المهتم بمتطلباته اليومية الباحث عن تلبيتها
ومن تبعات هذا الواقع، يلاحظ أن لغة الجمود أمست الأسلوب الطاغي على الفعل الحزبي بالمغرب، بحيث يبدو الحراك السياسي الغائب الأكبر عن الأحزاب بكل أطيافها السياسية، وأمسينا، والحالة هذه، أمام نوادي سياسية مغلقة، كما ظلت عقدة الزعيم غير قابلة للحل إلا بوفاته أو عن طريق الانشقاق عن الحزب الأم، ليعيد الحزب الجديد إنتاج نفس الحلقة المفرغة من منظومة القيم التي تعلل بها لتبرير انشقاقه.
فالمفروض في الأحزاب السياسية أن تكون نموذجا ومثالا لاحترام قواعد الممارسة الديمقراطي ة، بحيث يجب أن تكون قنوات الترقي في الهرمية التنظيمية للحزب مفتوحة أمام كل الطاقات، وتكون الانتخابات الدورية والمؤتمرات العامة الآلية الأساسية لتجنيد النخبة القيادية في الحزب، وكذا في عزلها وإحلال نخبة أخرى محلها، بالإضافة إلى تحديد التوجهات العامة للحزب. وبهذا الصدد، لا يسعنا إلا تأكيد الموقف الذي يفيد بكون الحزب المغربي يمتاز بجمود بنياته الداخلية حيث لا يسمح بتحقيق طموح سياسي داخله، فمن يوجد في القواعد السفلى لا يستطيع التسلق إلى الأجهزة القيادية إلا في بعض الحالات النادرة
إن الجمود الذي يطال دورة النخبة الحزبية يحكم على الآلاف من المناضلين بالبقاء في الظل، الأمر الذي يتسبب في تعطيل كفاءاتهم وقدراتهم، وهو ما يعتبر خسارة للدولة والمجتمع ككل وليس للأحزاب فقط.