لماذا وإلى أين ؟

دينامية الأحرار تتواصل بالصويرة…والمنزعجون من كل حذب ينسلون

كمال لعفر*
لا أحد يمكنه أن ينازع بأن المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار يعقد اجتماعا دوريا برئاسة الأخ الرئيس، عزيز أخنوش، بعد قراره الذي انصب على ضرورة عقده في اطار سياسة القرب والانصات للمواطن،عوض المركز بالرباط،ومن ثم يواكب التفاعل مع مختلف المستجدات الوطنية والتعاطي معها،وفقا للمنظور القاضي بضرورة ترسيخ مكانة الحزب في المجتمع والذي تستدعي تحديد مهام وآليات عمل جديدة تنقل الفعل الحزبي من اطاره الضيق لينفتح أكثر على المجتمع.

وعلاوة على ذلك،أشاد المكتب السياسي بالمجهودات التي تقوم بها الدبلوماسية المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، قصد التوصل إلى حل متوافق حوله، يضع حدا للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية،وهذا ما يستفاد منه بأن حزب التجمع يقوم بدوره الدستوري طبقا للفصل 7 منه،عوض التركيز على المواعيد الانتخابية كمعركة وحيدة حاسمة،خصوصا أمام المواطن المغربي الذي لم يعد قادر على رهن حاضره ومستقبله والجلوس في غرفة الانعاش.

واعتز من جهة ثانية بالخطاب القوي الذي وجّهه جلالة الملك محمد السادس إلى العالم بأربع لغات، والذي أكّد من خلاله أن جلالته أمير لكل المؤمنين،وذلك بمناسبة الزيارة التاريخية التي قادت البابا فرنسيس إلى المغرب، والتي تؤكد أن المملكة ظلّت، وستظل، أرضا للسلام والانفتاح، وملتقى للحضارات،في الوقت الذي خرج البعض يجادل جلالة الملك في حقه الدستوري دون استحياء ووقار،تحت ذريعة التلفيق بين الأذان الذي يعد من أعظم شعائر الإسلام، وبين الترانيم والأناشيد الكنسية التي تتناقض مع العقيدة.

وبمناسبة الإشادة الملكية الموجهة للأمن الوطني،اغتنم التجمع الوطني للأحرار هذه الفرصة لتأكيد مواقفه المبنية على التقدير والاعتزاز بكل ما تقوم به المؤسسات الأمنية، دفاعا عن الأمن وحماية للأشخاص والممتلكات،وهو التنويه الملكي الذي اعتبره المدير العام للأمن الوطني بأنه أكبر حافز لمزيد من التضحية والتفاني في الاخلاص للعرش العلوي المجيد،والوفاء للعهد الثالث….

لكن المؤسف هو تراجع الفرقاء السياسيين على الاتفاق حول التصويت على القانون الإطار 17-51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، معربا عن أمله في أن يراجعوا موقفهم بهذا الشأن، خاصة وأن الأمر يتعلق بإصلاح جوهري لمنظومة التربية والتعليم، بل يهم مستقبل مغرب الغد والأجيال المقبلة ويضمن تكافؤ الفرص بين جميع أبناء المغاربة،ومن باب المسؤولية والتجرد وقول الحقيقة دون مرواغات فإن مختلف المدارس الخصوصية تعتمد اللغات الأجنبية،لهذا لم يعد الأمر يستصغي ارتداء الأقنعة التي ستتساقط عاجلا أم أجلا لا محالة.

ومن منطلق خارطة الطريق التي أكّد فيها الحزب على موقفه الداعي إلى اعتماد اللغات الحية في تدريس المواد العلمية، تحقيقا لمزيد من الانفتاح على العالم ومواكبة للتطورات العلمية والتكنولوجية،فإنه لا يمكن أن يتنازل عن مشروع ذو امتدادات مواطنة، تنبعث جدوره من احتياجات المواطنين والذي تم الإعلان عنه في “مسار الثقة” استجابة لنداء جلالة الملك المرتهن بصياغة نموذج تنموي جديد.

وفي خضم اللغط والشرخ المتعلق باللغة والهوية، فإن الحزب لا يناقش اللغتين الرسميتين العربية والأمازيغية، داعيا، مرة أخرى، إلى التسريع بإخراج النصوص التشريعية الجاهزة في البرلمان خاصة القانونين التنظيميين للأمازيغية والمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية،بل يدعو مختلف الفرقاء السياسيين لتغليب المصلحة العامة والتسريع بالمصادقة على القانون الإطار؛ الذي ساهم فريق التجمع الدستوري في تطوير صياغة مضامينه، مدافعا على توفير تعليم عصري ومجاني يتماشى مع تطورات العصر وطموحات المستقبل.

وحيث أن منظمة الطلبة التجمعيين،التي اختارت تقديم ملتمس للحزب بخصوص التقدم بمبادرة ايجابية لحل مشكلة الأساتذة المتعاقدين،فإن البرلمانيون الشباب من مختلف الهيئات، بمشاركة الأخ مصطفى بايتاس؛ عقدت عدة لقاءات مع ممثلي الأساتذة بغية تقريب وجهات النظر بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي من جهة، وبين الأساتذة من جهة أخرى، لإيجاد حل نهائي لهذا المشكل،فإن المكتب السياسي باعتباره برلمان الحزب نوه بهذه المبادرة التي قام بها الاخوان النواب البرلمانيين.

وختاما فإن منظمة الطلبة التجمعيين تجدد استعدادها التام للانخراط الفعلي في ترسيخ هذه الدينامية التي يعرفها الحزب بقيادة السيد الرئيس عزيز أخنوش،من مختلف المواقع الجامعية.

**رئيس منظمة الطلبة التجمعيين.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x