لماذا وإلى أين ؟

ناضل.. أنت أستاذ ولست “خماس”

نزهة مجدي*

حاول الابتسام رغم كل شيء، لا تربطها بالأشخاص حتى لا تصرخ إنهم لا يستحقون! بل اربطها بالقضية كما ربطها الثوار لتستمر بالحرب كجندي صمد وحيدا في ساحة الحرب، يحاصره آلاف الجنود ويدرك حتمية الهزيمة وحتمية النهاية، ببندقيته رصاصة وحيدة يقصفها بجبين قائد الأعداء حتى يفقد الجنود الأعداء بوصلتهم فيستمر النضال.

اعذرهم فالوعي الزائف دوام الشقاء، والوعي الشقي تمرد على الشقاء، ولا تصادر حقهم في التعبير عن حقدهم و شتائمهم وحرر تعاليقهم، نعم إنهم ليسوا مضربين ولكن الإضراب ليس غاية بحجم الوعي بالقضية، قد يلتحقون وقد لا يلتحقون في أسابيع الحسم، لكن الصامدين على درب النضال بقبضة في الجمر، سيظلون لعنة بدرب المتخاذلين.

أليس الفلاسفة وهم يواجهون الخرافة وهم يواجهون الوهم وهم يواجهون الوتنية وهم يواجهون الوثوقية تعرضوا لشتى أنواع التضييق والعنف لكنهم لم يستسلموا؟ بل دافعوا عن مواقفهم وصمدوا، لم يفت الأوان اسأل ذلك الإنسان النبيل بعمقك، أتستطيع تركهم؟ أتستطيع أن تبقى حبيسا بين الجدران؟ إن الجرذان فقط من يختبؤون في الجحر فغادر الحجرة أنت انسان ولست عبدا، أنت أستاذ ولست “خماس”، غادر اليوم وإلا ستبقى عبد القيود غير المرئية مدى الحياة، غادر ولا تفكر في العقاب، لا تفكر في العزل لا تفكر في الطرد فكر في تحرير وضعيتك، فكر في تحرر الشعوب، فكر في أولئك الأطفال الذين يلتفون حولك بالجبل، ماذا قدمت لهم؟ دروسا حروفا جملة !! وماذا بعد؟ ما قيمة المعرفة إن لم تحرر الشعوب؟ ما قيمة العلم إن لم تكن غايته تغيير وضعية عالمنا وعالمهم؟ ما قيمة المدرس الذي كاد أن يكون رسولا إن لم يحصن مجانية التعليم العمومي و الوظيفة العمومية لأبناء الفقراء ؟

ستقول أهذه مجنونة؟ بعد كل هذه الضجة لازالت تهرطق؟ نعم سأكتب وسأظل أكتب لأن قلمي وإن انكسر رصاصه لن يتوقف عن الكتابة إيمانا قويا بالقضية، فاخرج يا رفيقي وكن رجل اللحظة وكوني سيدة اللحظة، تمرد وتمردي مهما كان الثمن فالنتيجة تشفي كل الجراح والآلام، يضغطون عليك والديك؟ يا أخي ويا أختي حتى الإله أوصى طاعتهما إلا فيما لا يرضيه، وهذا ليس تشجيع على عصيانهما، بقدر ما هو تشجيع على مقاومة الظلم الذي لا يرضاه إنسان سوي وعبد مخلص.

ستقول لدي مسؤوليات عائلية وأخشى التشرد وفقدان عملي، سأقول لك ونحن أساتذة مشردون نستند الأرصفة، وتشرد الوطن أكثر وجعا، سأقول لك ألقي نظرة على المتشردين بفلسطين وسوريا، ألقي نظرة على أطفال تقاوم بين أراضي الألغام لأجل التحرر، الأرزاق بيد الصانع وليس بيد المصنوع، سنعمل بالمزارع سنحمل صناديق الخضر، سننخرط مع الباعة المتجولين، ونبيع مشروب الحلزون شتاء وعصير الليمون صيفا، سنناضل مع الباعة المتجولين من أجل تحصين قارعة الطريق، سنعمل بالمطبعة الورقية سنقدم دروس الدعم للفقراء بثمن رمزي، سنكون أسرا مصغرة يسكن فيها المطرودين سكنا مشتركا ونفتح صناديق الدعم الاجتماعي ونستمر في النضال لأجل الإدماج، لن نموت جوعا لكن سنوقف نزيف كرامتنا لأنها أثمن من الحياة….

*أستاذة فرض عليها التعاقد

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

9 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
استاذ
المعلق(ة)
21 أبريل 2019 00:10

الكرامة أولا، لسنا عبيدا

محمود
المعلق(ة)
20 أبريل 2019 15:31

أسلوب ركيك و مخز، لا يليق بأستاذ ثانوية..خسأت يا هاته !

امازيغ
المعلق(ة)
20 أبريل 2019 12:26

أنت أستاذ ولست “خماس”…..هذه النظرة الدونية لا تجدر بمن يناضل من أجل الحقوق!
الخماس أو المياوم أو طالب معاشو أو ….ما ذنبهم؟ يناضلون من أجل لقمة عيش حلال ،ويترفعون عن مد يدهم للتسول ولا يناضلون لا من أجل الإدماج ولا من أجل الزيادة في الأجور ولا….كل همهم أن يؤمنوا القوت اليومي لأبنائهم راضين بقسمتهم وأرزاقهم.
لماذا تنظرون للآخر من بروجكم العاجية الوهمية ظانين بسموكم وعلوكم؟
السنا كلنا طالب معاشو مهما كانت المكانة المهنية والدراسية؟ ألا نسعى جميعا لتأمين قوت يومنا؟
من تواضع لله رفعه.

أحمد محمد
المعلق(ة)
20 أبريل 2019 10:44

رغم تضامني المطلق مع الأساتذة الذين فرض عليهم الإذلال بالمغرب كباقي المغاربةإلا أني ألفت انتباه الأستاذة المحترمة كاتبة هذا المقال إلى ضرورة تحري أقصى درجات التدقيق اللغوي و احترام اللغة العربية و قواعدها مع تجنب الارتباك و الأخطاء الإملائية و النحوية حتى يكون للغة الاحتجاج قوة و قيمة أخرى مضافة لقوة الحق الذي أخرج الأساتذة للاحتجاج على هذا الاستعباد

متتبع
المعلق(ة)
20 أبريل 2019 10:08

القضية أما بيضاء أو سوداء، إما أن يكون موقفك أبيضا أو أسودا ولا مكان للون الرمادي، المناضل الحقيقي هو من يدافع عن القضية من موقع المشترك وما يشكل مصدر القلق، وأنك جسدت الموقف الصحيح تماما ، وأما المتخاذلين من الأساتذة الإنتهازيين الذين يتحججون بوعضعم فهم مجرد مرتزقة جرفهم التاريح، فلا يعول التاريخ على مساهمتهم لكونهم جبناء ومترددون ويستغلون الفرص للركوب على ظهر الغير، فالتالريخ سيعرفهم واحدا واحدا وستتبعهم اللعنة الى الأبد

أبو دلال
المعلق(ة)
20 أبريل 2019 01:13

أعرف أن تعليقي لن يعجب الكثيرين منكم لكن لانه يتحكم فيه منطق عقلي مختلف المقام لا يسمح الا ببعض الملاحظات العابرة
1 ـ المدرس المدمج وغير المدمج كلاهما مكرفص .
2 ـ القضاء على الاستغلال يحتاج الى تغيير سياسي واقتصادي وهذا يدخل في مسؤولية الاحزاب السياسية ….
3 ـ تليين الاستغلال وتحسين شروط العمل هذا يرتبط بدور النقابات
4 ـ هذه الشابة وغيرها من أعضاء المجلس الوطني تتبعت نقاشهم على صفحات الفايس بوك ولاحظت انهم استخدموا في إطار النقد الذاتي كوجيتو جديد لم يسمع به مدرس من قبل وهو : ( المنهجية خاطئة والنتيجة صحيحة ) … المنطق الفلسفي الذي تحتجي به في المقال يقول العكس المقدمات الخاطئة تؤدي الى الاستنتاجات الخاطئة أم قانون الحتمية في الفكر العلمي وانت تعرفين ذلك فيقول نفس الاسباب تؤدي الى نفس النتائج
5 ـ اذا راجعتم الكوجيتو يمكن ان تعيدوا النظر في المسار برمته
6 ـ المعركة تحتاج الى مراس و نفس طويل ولا يمكن حسمها لا في اسبوع ولا اسبوعين ولا شهر ولا شهرين … رجاء ادفعوا الملف للنقابات واسهروا على متابعته ومراقبته
لا يا ابنتي اسمحي لي رغم تضامني مع قضيتكم أنا آسف أن أقول لكم : (ما شي هكذا تيتكلا باداز

تحياتي …

وداد
المعلق(ة)
20 أبريل 2019 00:22

حقيقة تخجلنا كلماتك صامدون ومن أجل كرامتنا سنصمد ومن أجل تحصين مجانية التعليم والمدرسة العمومية لأبناء الفقراء سنصمد ولو كلفنا الأمر أرواحنا

جواد
المعلق(ة)
20 أبريل 2019 00:08

تحية الصمود والله لن نتنازل عن حقنا في الادماج ، سنناضل من اجل كرامتنا. استاذ فرض عليه التعاقد

كاره الظلاميين
المعلق(ة)
19 أبريل 2019 23:21

لا فض فوك أيتها الحرة
كم انتظرت مثل هذا الرد الجميل اللطيف والقوي في آن على أعداء الحرية والكرامة ومنعدمي الضمير في هذا الزمن المشوم
شكرا لك أيتها الماجدة الحرة

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

9
0
أضف تعليقكx
()
x