لماذا وإلى أين ؟

وحدة المغرب العربي.. الحلم الممنوع

مصطفى طوسى

تعيش منطقة شمال أفريقيا منذ عقود تشتتاً سياسياًّ وحرماناً وحدوياًّ واضح المعالم، وتحت ضغط الجغرافية والتاريخ أطلق زعماء المنطقة في تسعينيات القرن الماضي اتحاد المغرب العربي، الذي سطّر لوحدة سياسية واقتصادية وجمركية بين دول المنطقة، وكانت النماذج المطروحة أمامه لإلهام طموحاته وإنارة طريقه، منظمة الاتحاد الأوربي.. ومجلس التعاون لدول الخليج العربي، لكن هذه الهيئة بقيت حبراً على ورق، لا حياة في شرايينها.. تثير الشفقة والحسرة أحياناً، والبكاء على الأطلال أحياناً أخرى.

واقع المنطقة يشير إلى الفرص الهائلة.. اقتصادات متكاملة بين غنى الطاقة وغنى الطبيعة، ومجموع سكانه تجاوز المئة مليون نسمة، وسوق قوية لديها قدرة على محاورة الفضاءات المجاورة وفرض شروط التنمية، لكن هذا الحلم وضع اليوم في أرشيف الإدارات المغاربية في انتظار اللحظة السياسية، التي قد تنعش مساره وتخرجه من الظلمات إلى النور.

وقد شلت حركة اتحاد المغرب العربي منذ البداية بسبب الخلاف المغربي ــ الجزائري حول الصحراء الغربية، حيث انخرط المغرب في عملية توحيد ترابه وترميم أشلائه التي فككتها الحقبة الاستعمارية الفرنسية، فيما جندت الجزائر مواردها المادية و البشرية لدعم حركة البوليساريو الانفصالية باسم مبدأ تقرير المصير.

وهكذا اصطدم البلدان طوال عقود، وراوحت علاقاتهما وضعاً مزرياً بين جمود وقطيعة أدت إلى غلق الحدود البرية بينهما.. فلا المملكة المغربية قبلت بالتخلي عن جزء من ترابها، ولا الجمهورية الجزائرية وافقت على التخلي عن جبهة البوليساريو الانفصالية.. وقد قيل في بعض الأوقات إن المحرك الأساسي للدبلوماسية الجزائرية هو البحث عن منفذ على المحيط الأطلسي عبر قيام دولة شبحيّة على تخومها.

لم تنفع كل الوساطات العربية والغربية بين الجزائر والرباط لتحقيق المصالحة، والتي تبدو أنها الشرط الوحيد بإنعاش اتحاد المغرب العربي، الذي بقي على شكل هيكل فارغ في انتظار حل أزمة البوليساريو، غير أن ملامح هذا الحل المنتظر بدأت تلوح في أفق الأمم المتحدة، التي صوتت على مشروع قرار يحث جميع أطراف الأزمة بما فيهم الجزائر إلى حل واقعي براغماتي توافقي سياسي لهذه الأزمة، التي سمَّمت تاريخ المنطقة لسنوات طويلة.. على العموم يُطرح اليوم خطاب يحمل كلمات توحي بقرب خروج المنطقة ـ على ما يبدو ـ من عنق الزجاجة لمباشرة مستقبل أكثر إشراقاً.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
13 مايو 2019 17:29

اتحاد المغرب العربي الكبير هذا اسمه الطبيعي وسيبقى كذلك الى أن يتوحد وتنضم اليه كل من مصر والسودان نحو تحقيق مزيد من التوحد العربي الشامل

احسيني
المعلق(ة)
6 مايو 2019 11:24

مقال عنصري لا قيمة له.

Rachid samy
المعلق(ة)
5 مايو 2019 23:19

Il est judicieux de l appeler legalement et

Logiquement : comme ca:

GRANDS ETATS DU MAGHREB UNIS,

OU

GRAND MAGHREB.

Vu la diversite,berberes,chleuh,Amazigh ,chleuh et Arabes, juifs arabise

Et ce pour le vivre ensemble sans distinction ni
Raciste ni ethnique.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x