2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
صلاة التراويح.. “ليست فوضى”

زوبعة تلك التي أثارها مقال “صلاة التراويح.. هي فوضى” للصحافية نورا الفواري، تناثرت شظاياها لتصل إلى حد تهديد الصحافية بالقتل واتهامها بـ”الكفر”. لتكشف هذه الزوبعة من جهة أن الاستعداد القبلي لممارسة “العنف” باسم الدين شائع داخل المجتمع، بشكل خطير. وتسلط من جهة أخرى الضوء على فئة من “العلمانيين المتطرفين” الذين في أعماقهم يختزلون، بقصر نظر، قيم الدولة المدنية في شق الحريات الفردية، ويتبرمون عن قيمها السياسية والفكرية.
فتجد أصوات هؤلاء “العلمانيين” المتطرفين”، أو بالأحرى “المتعلمنين”، إن صح التعبير، تعلو إذا ما انتشر “مصلون في الشارع العام وعرقلوا حركة السير وأزعجوا المرضى تحت يافطة العبادة”، وتصمت صمت القبور إذا ما انتشر فساد مسؤولين في دواليب الدولة، وعرقلوا حركة تقدم البلاد ورفاه العباد، وأزعجوا المرضى في مستشفيات يلجها المواطن، كالغابة من دخلها مفقود ومن خرج منها مولود.
ليس من العيب انتقاد تنظيم صلاة التراويح في الشارع العام، لكن إذا تم تصريف هذا الانتقاد بلغة قدحية تستعمل توصيفات متحاملة تنم عن حقد دفين اتجاه هؤلاء المصليين، فإن ذلك يدخل في باب الوقاحة لا الجرأة ولا يمت للقيم المدنية بصلة، فاحترام وضمان ممارسة العبادات من أقدس مبادئ العلمانية أو الدولة المدنية، كما أن الجهة التي يجب أن يوجه لها الانتقاد ليس هم المصلون بل وزارة الأوقاف التي يفترض أنها تسهر على تنظيم المساجد.
ولا شك أن مفهوم العلمانية من أبرز المفاهيم التي تعرضت للتشويه في المجتمعات الإسلامية، من طرف الإسلام السياسي والعلمانيين المتطرفين، حتى أصبحت تعني الإلحاد ومحاربة الدين، في حين أن العلمانية ضرورة تاريخية ومسوغ واقعي لأي نهضة مجتمعية، ويفترض في هذه الصحافية وأمثالها أن تناضل من أجل الديمقراطية كشرط أساسي للعلمانية وتتبنى العقلانية كمستلزم رئيسي للمدنية بدلا من “الازدراء” والإستلاب الثقافي والتطرف الفكري.
قد يحدث أن يستغرب البعض “كثرة التقوى” و”الشطط في ممارسة العبادة” من طرف “عبادين الحريرة” حسب وصفهم الغارق في التعميم، لكن يجب في من يستغرب ذلك ألا يكون متناقضا، لأنه عندما يزور الكيان الصهيوني ويلتقط الصور بزهو مع قتلة أطفال فلسطين، ويتناسى أن إسرائيل دولة دينية عنصرية تبني هيكلها بجماجم المخالفين لها في المعتقد، مسلمين ومسيحيين وسامريون ودروز، فإنه يزكي “الشطط في القتل بإسم الدين” ويشرعن الفوضى التي تشعلها اسرائيل وحلفائها بالمنطقة، من حيث يدري أو لا يدري.
إن عقلاء العلمانية في المغرب والعالم الإسلامي يدركون أن الدخول في تضاد مع الدين كما كان شأن العلمانية الفرنسية التي تضادت مع الكنيسة بسبب سلطة هذه الأخيرة، ووقوفها ضد الثورة، سيعطي نتائج عكسية ترتب فشلا شبيها بفشل علمانية الضباط الأحرار في مصر وبورقيبة في تونس والبعث في العراق وسوريا. وهؤلاء العقلاء قد يرون في العلمانية البريطانية مسلكا لبناء الدولة المدنية، بحيث لم يدخل التاج البريطاني ولا مجتمع المملكة المتحدة في صراع مع الكنيسة، لتكريس نظام مدني يجعل من الدين منبعا خلاقا للوحدة والإبداع، ويعطي للعقل حرية التفكير والإعتقاد والتعبير.
الصلاة من اركان الدين…واجبة على كل مسلم……المشكلة ليست في الصلاة بل في احتلال الشارع وتوقيف حركة المرور من اجل الصلاة…بل بلغ الامر الى الصلاة فوق سكة الترامواي….اذا كانت الصور صحيحة…فلا حق للمصلين في تعطيل الناس عن اغراضهم وعن عملهم….
المشكل هو ضعف الايمان لدى غالبية المغاربة ولو ان الصلاة ركن اساسي من اركان الاسلام فانتم تؤدونها فقط في رمضان.لا داعي للدخول في موضوع فشل العلمانية في الوطن العربي ولكن كن متاكد ان المجتمعات العلمانية اكثر طهارة وعفة من المجتمعات الدينية وخاصة الاسلامية فالحقوق فيها مضمونة والواجبات الزامية على الجميع والقانون فوق الجميع اما نحن اي المسلمون لا نتبع لا قانون سماوي ولا قانون وضعي وانما نتبع قانون الشارع الفوضوي حيث السب والقتل والنشل وغيرها من الظواهر الكريهة التي تزكم رواءحه الانوف.14 قرنا والمغاربة يصلون وينطحون جباههم على الارض ولكن لم ولن يستقيموا لانهم غير مؤمنين بل منافقين وانتهازيين .
تحليل دقيق ورأي سديد يشرعن لتعايش سليم بين العلمانية والعقيدة الدينية.
عواقب التطرف سواء كان دينيا أو علمانيا خطيرة وتقود البلاد إلى التطاحن والتناحر الأهليين. و على من يستانس في نفسه عدم القدرة الخوض في هذه المواضيع الحساسة الخطيرة بروية وتبصر أن يصمت تفاديا لكل ما من شأنه أشغال نار الفتنة يستحيل إخمادها