2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الصغير: ليس عيبا أن يموت الفنان فقيرا .. العيب أن يموت مذلولا (حوار)

حاوره محمد دنيا
غالبا ما يحس الفنان الأمازيغي بـ”التهميش والتحقير” في بلاده، وكثيرا ما يجد الفنان الأمازيغي نفسه مناضلا حقوقيا، يناضل دفاعا على حق لغته وثقافته؛ في التعليم، في الإعلام، في الحياة بشكل عام، إن كان مغنيا فالقضية الأمازيغية تكون من بين أولوياته، وإن كان كوميديا؛ فقصصه الفكاهية المضحكة لا تخلو من رسائل ذات حمولة هوياتية، “يلدغ” عبرها كل من يسهم في خلق التفرقة بين أبناء الشعب الواحد، كذلك ضيفنا في هذا الحوار.
في رحاب الفن المغربي؛ بين الفنان الفقير ماديا والغني بأعماله وإنجازاته، وبين الفنان المحترف والمتطفل المذلول بين أقرانه، وفي ظل “تهميش الأمازيغية كفن وثقافة”، تحملنا رحلتنا خلال فقرة ضيف الأحد لهذا الأسبوع، على الموقع الإخباري “آشكاين”، رفقة الفنان الكوميدي الساخر؛ مصطفى الصغير.
بداية مرحبا بكم على موقع “آشكاين”، كيف يقضي الفنان مصطفى الصغير يومه في رمضان؟
شكرا على الاستضافة، برنامجي اليومي خلال شهر رمضان هذه السنة مختلف، وذلك بتزامنه مع تقديم عرض كوميدي لساكنة وزوار مدينة أكادير بمسرح الهواء الطلق، وبالتالي فتركيزي شخصيا موجه بالأساس لإنجاح هذه المحطة، من خلال التركيز النفسي على الشخصية التي سأجسدها؛ وكذا عبر التداريب التي تكون يوميا بين أعضاء الفرقة، للتمكن من العرض بشكل كامل، لذلك فرمضان هذه السنة إستثنائي؛ بهذا العرض الفرجوي الإستثنائي، الذي سيقدم أمام ساكنة أكادير، لذلك فتركيزنا يوميا منصب على العمل؛ من أجل تقديم عرض في المستوى يليق بالجمهور.
عدد من الفنانين الأمازيغ يعانون الفقر والحاجة، هل ندم مصطفى الصغير حين اختار مهنة الكوميديا الأمازيغية؟
ندمت… (صمت)، لكن في منظوري؛ ليس العيب أن تعاني من الفقر والحاجة، أو أن يموت الفنان فقيرا، العيب أن يموت مذلولا، يذل نفسه بين أقرانه و”كيتبلحس”، الفنان غني بأعماله وبفنه ونجاحه من عدمه يكون عبر أعماله وإنجازاته، التي يجب أن تكون كثيرة على المستوى الكم والكيف، فلا يمكن لفنان معين ألا يعاني وأعماله قليلة، ثم من جهة أخرى؛ شخصيا عندما أخترت هذا المجال؛ كان ذلك حبا فيه؛ حاملا لرسالة هادفة يجب علي إبلاغها، ورغبة مني في الإسهام في إثراء وتنويع العرض الكوميدي الأمازيغي، وليس البحث عن الربح المادي بالدرجة الأولى.
شخصيا أؤمن بمسألة، هي أن الربح المادي الحلال في أي مجال؛ يأتي بعد العمل المضني وبعد الإجتهاد، لذلك فلا يمكن لشخص النجاح خصوصا في مجالنا هذا؛ إن كان هدفه مادي منذ البداية، فالربح المادي أساسي وهام لكن يأتي بعد العمل، رغم أن العمل الفني صعب جدا؛ لأن الفنان يعمل بذهنه وقلبه وجسده كله؛ لذلك فالإبداع في المجال صعب رغم أنه يظهر للعامة سهل.
في نظركم، لماذا تأخر الفنان الكوميدي الأمازيغي مقارنة مع زميله الناطق بالعربية؟
صراحة، بمجرد أن تنطق باللسان العربي (الدارجة) تنفتح عدد من الأبواب أمامك، ونسبة الدعم المتوفرة للناطقين بالعربية غير متوفرة لدى الناطقين بالأمازيغية، فقط على سبيل المثال؛ عدد من القنوات العمومية لا تحترم دفاتر التحملات بخصوص التنوع اللساني؛ حيث لا تحترم نسبة 20% من البث بالأمازيغية، لذلك يجب أن يعطى للأمازيغية حقها في التعليم والإعلام وفي كل مناحي الحياة.
لا أعتقد أن الفنان الأمازيغي متأخر أو “محكور”، فالفنان المحترف مكانته محفوظة في المجتمع ولا تقاس، ولا يجب أن نقيس نسب التقدم والتأخر بناءً على ما يقدمه المتطفلون على الميدان؛ الذين يشوهون الفن والثقافة الأمازيغية بممارسات مشينة لا تمت للفن بصلة، ثم إنه لتجاوز التفرقة بين الفنان الأمازيغي والعربي، يجب إنتاج أفلام تزاوج بين العربية والأمازيغية، بدل الخلط بين الدارجة وبعص كلمات الفرنسية.
أثير نقاش حول المسلسلات المقدمة في رمضان، مارأيكم كفنان في ما يعرض للمغاربة على القنوات العمومية؟
يجب إحترام مجهود الفنان رغم كل ما قد يقال من إنتقاد، لأن الأعمال التي يشارك فيها في رمضان؛ تحتاج وقتا أطولا لإعداد أعمال في مستوى تطلعات المشاهد، رغم أن إرضاء الجميع غاية لا تدرك، فالنقد دائما موجود؛ ويجب أن يكون من أجل تصحيح الأخطاء والإختلالات، وتجويد الخدمات المقدمة، حتى لا يتم الإستهانة بالمشاهد المغربي وذكائه.