لماذا وإلى أين ؟

التليدي: هذه هي العلاقة بين العرض السياسي للأحرار وأسعار المحروقات

أعلن حزب “التجمع الوطني للأحرار”، عن عرض سياسي جديد يقوم أساسا على 3 مرتكزات مهمة تكمن في تبني الديمقراطية الاجتماعية، وإصلاح التعليم خاصة الجامعة المغربية، وإصلاح القطاع الصحي، وينتظر أن يساهم هذا العرض السياسي في التأثير إيجابا عن هذا الحزب سواء على مستوى توسيع قواعده، وتقوية جهازه التنظيمي وإفراد برنامج انتخابي كفيل باستقطاب أصوات الناخبين.

في هذا الصدد حاورت جريدة “آشكاين” الإلكترونية، بلال التليدي الكاتب والمحلل السياسي المعروف بدفاعه عن حزب العادلة والتنمية، وذلك لتشكيل فكرة عن موقف البيجيدي من هذا العرض المقدم من الحليف الحالي والخصم المستقبلي.

1/ كيف يمكن قراءة العرض السياسي الذي قدمه حزب التجمع الوطني للاحرار؟

هو عرض سياسي عادي ومكرر لأن الاحزاب الإدارية التي خرجت من معطف السلطة تقدم في كل مرة هذا العرض كلما كانت هناك حاجة إلى إعادة النظر في مسار ديمقراطي لا يخدم أصحاب المصالح واللولبيات والحديث عن مشاكل الصحة والتعليم فهذه إشكالات دهرية لأزيد من 50 سنة، حيث نجتر نفس الكلام في حين أن وزارة التربية الوطنية لم تكن تحظى بالاستقلالية وهناك إرادات تصنع السياسيات التعليمية وتؤثر في الاختيارات التربوية.

أما الديمقراطية الاجتماعية فهذا شيء مؤسس له في الدستور وليس هناك أي جديد، وهل الديمقراطية الاجتماعية بديل عن الديمقراطية السياسية والتي تعني انعكاس الإرادة الشعبية على تشكيل الحكومة؟ وهل يمكن لها أن تكون بديلا عن القرار الحر للإرادة الشعبية؟ فهذه العروض التي تقدمها أحزاب الإدارة تشبه إلى حد كبير العرض الذي تقدم به حزب الأصالة والمعاصرة وغيره من الأحزاب كلما كانت هناك إرادة لإزاحة القوى الديمقراطية، فأصحاب المصالح ضغطوا لكي تصبح مصالح الدولة مرهونة بمصالحهم.

2/ما هي دلالة ترويج هذا العرض السياسي عبر وسائل الإعلام الفرانكوفونية خاصة؟

حزب التجمع الوطني للأحرار يمضي في اتجاه استقطاب جزء كبير من الأعيان بما فيهم الذين كانوا مع حزب الأصالة والمعاصرة، وهناك دينامية في هذا الاتجاه، وشيء طبيعي ان يتم التوجه إلى مختلف المنابر الإعلامية وليس فقط المنابر الفرنكوفونية، لأن هذه المنابر تبحث عن دعم مالي وهذا الحزب يتوفر على امكانيات ضخمة ولوجستيك إعلامي قوي يمكن من خلاله ممارسة الماركوتينغ السياسي. لكن أعتقد أنه سواء تعلق الأمر بدينامية سياسية عبر لقاءات أو بجمع الأعيان أو الحضور الإعلامي القوي فإن هذا لا يغير المزاج السياسي العام بالمغرب وأعتقد أيضا بأن ما يجعل من عرض سياسي ذا مصداقية، هي المواقف التي يتم التعبير عنها ولها علاقة بالطبقات الكادحة، وإذا أراد ان يكون عرضه مقبولا يجب أن يدافع عن هذه الطبقات الاجتماعية ويساهم في أن تقلل شركات المحروقات من الثقل والغلاء الذي يمارس على الطبقة المتوسطة.

3/ هل حظي عرض “الأحرار” بتغطية إعلامية غير عادية؟

المزاج الشعبي العام، له مقياس يقيس به المواقف، ولا يمكن أن تؤثر عليه الحملات الإعلامية الموجهة من قبل أذرع إعلامية مملوكة من طرف الأعيان ورجال أعمال، فاليوم يعرف الجميع أن هناك صناعة إعلامية ثقيلة يتم عبرها توجيه مزاج الرأي العام. بينما بنكيران ظاهرة إعلامية بامتياز، وهذه الظاهرة لم يكسبها من خلال الماركوتينغ السياسي أو من خلال الأذرع الإعلامية ولكن عبر مواقفه وانحيازه إلى الطبقات الفقيرة والمتوسطة ومن خلال صدق خطابه.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
العراقي الحسيني
المعلق(ة)
9 مارس 2018 08:34

إن الاصل في ارتفاع سعر المحروقات، هو قرار بنكيران في التحرير ورفع الدعم، وخوفه من مجادلة حليفه الاساسي في الحكومة.
واعتقد بان بنكيران يعلم جيدا ما فعله في الموضوع، وعليه ان يتقدم باعتذار لكل المغاربة حول هذه الجريمة التي اقترفها في حق المغاربة.
واعتقد بان حزب العدالة والتنمية يرقص على جميع الحبال، والامر بات معروفا للجميع.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x