لماذا وإلى أين ؟

رفيق درب اليوسفي يفضح عيوب مذكراته

اعتبر ابراهيم أوشلح، المكلف بالعلاقات الخارجية مع اوروبا في الإتحاد الإشتراكي سابقا، ورفيق درب عبد الرحمان اليوسفي، “أن مذكرات هذا الأخير لم تحسم في عدة أمور ولا تستجيب للتطلعات المنتظرة من اليوسفي الذي حضر في محطات تاريخية مهمة في التاريخ السياسي المغربي، ولم تبين عدة مواقف في مساره”، موضحا “أن المذكرات لم تتطرق للدور الذي لعبه اليوسفي في المقاومة بالدار البيضاء سنة 1944، وإختياراته التي تربط بين المقاومة والعمل الإجتماعي.

وأردف أوشلح، الذي يقيم بفرنسا، خلال حديثه لـ”آشكاين”، أن “اليوسفي لم يشر إلى موقفه غير المتفائل من إتفاقية “إكس ليبان” التي حصل بموجبها المغرب على استقلاله”، معتبرا ذلك بأنه “موضوع أساسي لم تبرزه المذكرات”، وأضاف “أن اليوسفي لم يذكر الصراع العنيف الذي كان بين قادة المقاومة والقصر سنة 1958 والذي اعتقل خلاله اليوسفي بحكم موقفه من السلطة والسيادة الشعبية”.

وتابع أوشلح أن “مذكرات رئيس حكومة التناوب لم تتطرق لاختطاف المهدي بنبركة ولم تحمل مسؤولية اتخاد قرار الإختطاف بنبركة للقصر”.

وزاد صديق اليوسفي، منذ سنة 1972، والذي عاصره في الكثير من محطات تاريخية، أن “المذكرات لم تتحدث عن قضية الصراع خلال الإعداد لمرحلة التناوب بحيث سبق لليوسفي أن حكى لي أنه أثناء المفاوضات التي أجريت بين الكتلة الديمقراطية والملك الراحل الحسن الثاني طلب منهم أن يقدموا مطالبهم بشكل واضح ووجهو رسالة للملك يطالبونه بإقرار الملكية على غرار ملكية اسبانيا وكان جوابه أن أرجع لهم الرسالة مع رضا كديرة وقال إنها مطالب غير مقبولة”.

ووصف أوشلح مذكرات اليوسفي، بأنها “غامضة وتخفف من قوة الصراع الذي كان بين القصر والمعارضة وأنها تريد تصوير الأمر بأنه مجرد سوء تفاهمات، وهذا غير صحيح لأن المذكرات لا تظهر العمق النضالي لليوسفي، وربما هذا راجع إلى من حرر المذكرات وليس لليوسفي نفسه الذي أعرب مرارا عن إرادته في توضيح الأمور”، وزاد أن هذه المذكرات “تريد أن تبين بأن الأوضاع كلها بخير وأن هناك إثنان من اليوسفي، الأول رسمي والثاني مرتبط بالمقاومين كبونعيلات الذي ظل اليوسفي طيلة شهرين يزوره بالمستشفى وكأنه يريد أن يقول إنني متشبت بالمقاومين والمناضلين”.

وفي ما يخص طريقة كتابة مذكرات “أحاديث فيما جرى”، قال أوشلح الذي سبق له أن أجرى عدة حوارات مع اليوسفي، “كل مذكرات السياسين الذين تركوا بصمتهم في التاريخ تتضمن مشاركات وشهادات لشخصيات عاصرتهم بينما مذكرات اليوسفي لا يتم فيها أثناء البحث والصياغة إشراك شخصيات عاصرته، بل قد تجد في أوراق الشكر إشارة إلى أسماء لم تشارك في الأحداث التي تتناولها المذكرات”.

وزاد “لم يعرض العمل حتى على المقربين من اليوسفي ولم تكن لهم أخبار عن كتابة هذه المذكرات وكأن هذه الأمور كانت في الخفاء”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

1000
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x