لماذا وإلى أين ؟

حسن مضياف.. نجم سطع في كل البيوت وقهرته الحياة 

هم مجموعة فنانين مغاربة وأجانب احتلوا الصف الأول في عالم الأضواء والشهرة، لكن شاءت الأقدار والأحوال أن يتحولوا من شخصيات مشهورة إلى شخصيات منسية بحاضر مليء بالمعاناة والآهات. منهم مغاربة وأجانب معظمنا أحبهم وأحب شخصياتهم؛ سواء الحقيقية أو التي سحرونا بها على الشاشات، ومنهم من غادر الدنيا وهو  لا يملك شيئا بعدما كان يملك الكثير.

“آشكاين” وفي هذه الفسحة الصيفية ستقدم لقرائها سلسة من البورتريهات عن فنانين مغاربة وأجانب سقطوا من عالم الشهرة والأضواء إلى عالم الفقر والحاجة، إما بفعل منظومة فنية فرضت عليهم تلك الظروف، أو بسبب اختيارات شخصية وسوء تدبير للحياة.

حسن مضياف.. نجم سطع في كل البيوت وقهرته الحياة 

حسن مضياف من مواليد 1 يناير  1957 بالدارالبيضاء، قدم عدة أعمال تلفزيونية وسينمائية كما برز في العديد من الأدوار الكوميدية، التي حجزت له مكانة مهمة في الوسط الفني المغربي خلال نهاية التسعينات وبداية الألفية الثانية، وكانت بدايات هذا الفنان في المسرح الكبير بالمشاركة في العديد من المسرحيات، كمسرحية “برق ما تقشع” و”كوسطة يا وطن” و”جحا في الرحا”. قبل أن يشق طريقه بثبات نحو الفن السابع و شارك في العديد من الأفلام المغربية منها فيلم  “أبواب الجنة” للمخرج صول نوري و”الكبش” الذي أنتجته القناة الثانية، و انتقل بعد ذلك إلى التمثيل في المسلسلات والأعمال التلفزيونية، حيث أبدع و أدى أدواره بكل احترافية خاصة في مسلسل “وجع التراب” لمخرجه شفيق السحيمي، و سلسلة “رمانة وبرطال” للمخرجة فاطمة بوبكدي، الذي ساهم بشكل كبير في ترويج أسمه كفنان وممثل مغربي نرا للنجاح الباهر الذي حققه هذا المسلسل.

حياة بسيطة وموهبة حقيقية

عاش مضياف حياة بسيطة رفقة زوجته واثنين من أبنائه: خولة وعبد الله، حيث تؤكد زوجته أن أهم ما أوصى به قبل رحيله هو تركيزهما على الدراسة والاجتهاد في العلم، ورغم مستواه المادي المتوسط في عز مسيرته الفنية لم يبخل على أولاده في أي شيء، تقول الزوجة في تصريح للصحافة.

من جهتهم أجمع العديد من الفنانين، على أنه إنسان متواضع وبسيط جدا، وقالوا إنه فنان محب للفن وعاشق للكاميرا حتى النخاع.

ففي حوار صحفي، اعتبر حسن مضياف “فن التمثيل” الذي استهواه منذ بدايات حياته، أمانة عليه أن يؤديها بإخلاص إذ حرص على صقل ذوقه وتربية إحساسه الفني، وكان دائما ينتقي الأدوار المعروضة عليه، وفق ما يناسب قناعاته، إذ يسعى في أدواره إلى أن يتفاعل معه الجمهور، كأنه ينقل عنه أحاسيسه واهتماماته وانشغالاته.

كان حسن مضياف، بعد تجربة طويلة في التمثيل منذ سنة 1974، يؤمن بأن “فن التمثيل يحمل معان تعبر عن ذاته، وعبره يستطيع أن يخلق التعاطف والتناغم والمشاركة الوجدانية”، دون أن يغفل القول إنه “باحترافه للتمثيل، استطاع تسجيل جوانب من الواقع اليومي، وهكذا حرص على لعب أدوار منتقاة بعناية تامة، حتى يقدم مشاهد وصورا تخول إمكانية فهم الظواهر الاجتماعية وإدراك عللها المباشرة”.

نهاية محزنة 

توفي مضياف في إحدى المصحات بالدارالبيضاء، يوم 30 يناير 2013 بعد معاناة مريرة مع المرض، لم تتدخل فيها أية جهة لمساعدته او تقديم يد العون لأسرته، لتكون نهايته محزنة جدا فرغم كل ما عاشا هذا الهرم، إذ لم يترك لأسرته إلا منزلا كان قد قدم له كهبة ملكية.

وبحسرة كبيرة، وألم واضح قالت زوجته في تصريحات صحافية إنها فقدت زوجها وأب أبنائها الطيب، مشيرة إلى أن زملاءه بمجرد ما انتهى عزاؤه لم يعد احد منهم يسأل عنها ولا عن أولادها وذهب الجميع لحال سبيله.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x