لماذا وإلى أين ؟

ميمون الوجدي.. ملك الراي الذي جرده المرض من عرشه

هم مجموعة فنانين مغاربة وأجانب احتلوا الصف الأول في عالم الأضواء والشهرة، لكن شاءت الأقدار والأحوال أن يتحولوا من شخصيات مشهورة إلى شخصيات منسية بحاضر مليء بالمعاناة والآهات. منهم مغاربة وأجانب معظمنا أحبهم وأحب شخصياتهم؛ سواء الحقيقية أو التي سحرونا بها على الشاشات، ومنهم من غادر الدنيا وهو لا يملك شيئا بعدما كان يملك الكثير.

“آشكاين” وفي هذه الفسحة الصيفية ستقدم لقرائها سلسة من البورتريهات عن فنانين مغاربة وأجانب سقطوا من عالم الشهرة والأضواء إلى عالم الفقر والحاجة، إما بفعل منظومة فنية فرضت عليهم تلك الظروف، أو بسبب اختيارات شخصية وسوء تدبير للحياة.

ميمون الوجدي.. ملك الراي الذي جرده المرض من عرشه

ملك فن الراي، مبدع حقيقي لا نسخة له، ابن مدينة وجدة التي أخذ منها لقبه واسمه الحقيقي ميمون باكوش ولد سنة 1950 ويُصنف ضمن أوائل الفنانين الذين أدخلوا فن الراي إلى المغرب عبر الجيران الشرقيين، متزوج بسيدة اسمها فاطمة، اهدى لها ثلاثة أغاني بشكل خاص من رصيده وهما : “فاطمة ما قديت لكش”،” تنهد قلبي كي تفكرت”، “معاك انت”، وله معها ابنتان هما آمال وهناء.

بدايات ميمون الوجدي كانت سنة 1982 بألبوم صدر له بعنوان “النار كدات”، لكن سطع نجمه بأغنية “تشطن خاطري” التي صدرت سنة 1984، وجاءت في ألبوم ضم أيضا رائعته “أنا ما نوليش” ومباشرة بعد ذلك الألبوم، أصدر ألبوم “الشدة ما تدوم”.

أسس سنة 1992 شركة فلورانس للإنتاج الفني والتوزيع لكنه عاد وأغلقها بعد ذلك بسبب انتشار القرصنة،

فارق السنوات بين أعماله وألبوماته غالبا ما تتتراوح بين 3 و4 سنوات بسبب بحثه عن التجديد وألوان  مختلفة ومغايرة تماما لكل ما غناه في السابق.

ومن أشهر أغاني الشاب ميمون “مرجانة” و”داتني الغربة جلاتني” و”مهما كان أنا جربت “، وكلها من سنة 2000.، إلى سنة 2008  التي أصدر فيها رائعته الخالدة “سولوه”، والتي لاقىت نجاحا باهرا حتى أصبح يتغنى بها الجميع وحتى الفنانين الأخرين  أعادوا توزيعها.

شخص معطاء وحياة هادفة

ميمون الوجدي لم يكن كغيره من الفنانين يحلم بالشهرة العالمية أو الوصول لخارج الحدود رغم أن فنه أوصله إلى ذالك بل وتعداه بكثير، حسب ما يقول عنه أصدقائه، فشخصيته كانت حساسة جدا تجاه الفن وما يقدمه للجمهور، هذا الأخير الذي يقدره ويحترمه إلى درجة التقديس، حسب ما كان يصرح به في حواراته الصحافية، حيث حكى في إحدى لقاءاته التي كانت بقلتها أنه في إحدى المرات كان سيحيي سهرة بمدينة المحمدية، ففوجئ بأعداد كبيرة من جماهيره الذين ملؤوا ملعب البشير بالمحمدية وهم يستقبلونه بالورد، مشيرا إلى أن ذلك جعله يشعر بأن الفن أصبح بالنسبة إليه “تكليفا” أكثر منه “تشريف”، وأصبح يضع لجمهوره ألف حساب ولذلك كان يأخذ سنوات في الإبداع وإخراج أغانيه.

ومن المراحل التي شكلت لحظة حاسمة في حياته والتي أثرت حتى على مستواه الفني هو وفاة والده المرحوم “ميلود باكوش” حيث أكد أكثر من مرة أنها تعتبر لحضة حاسمة في حياته، جعلته يفكر كثيرا في مسيرته وما سيقدمه للجمهور حتى انه قرر أن يهدي أغاني كثيرة إلى روح والده، لكنه كان يرفض تسمياها لكي لا ترتبط بالحزن والفراق، لكن محبيه ومعجبيه يعتقدون انها كانت “أغنية “”ضراري” و”يا المهولاني”..وهي الروايات المتداولة فقط بين محبيه.

المرض ينهي حياة فنان عظيم

يقول في أغنيته الشهيرة “صدمة كبيرة”:  “قسمة ونصيب هاد الدنيا خود ما اعطاك الله ..الفقر ماشي عيب شحال من فقير حكيم يا سبحان الله”، هي فعلا كلمات مؤثرة لكنها كانت نابعة عن واقع حقيقي، خصوصا في آخر أيامه بعد إصابته بمرض السرطان، وقضائه مسارا طويلا من العلاج.

ورغم كونه أيقونة زمانه فميمون لم تنصفه الحياة لكي يراكم ثروة لاحتياجات الحياة حيث تكفلت مؤسسة “لالة سلمى” للوقاية وعلاج السرطان بعلاجه، في أخر أيامه، كما أن أصدقائه من الفنانين المغاربة نظموا حفلا فنيا كبيرا خصصت مداخيله لفائدة علاجه، بسبب وضعه المادي المزري الذي انتهى فيه، ما جعل حتى وزارة الصحة تتدخل وتخص له برنامجا خاصا للعلاج لم يلق إعجاب حتى عائلته بسبب التماطل الذي حصل فيه، ليأتي يوم الثالث من شهر نونبر عام 2018 ويصطدم الغاربة بخبر إعلان وفاة الفنان ميموم الوجدي الذي لم يترك ورائه إلا رصيدا فنيا كبير فقط صنع اسمه ومجده.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
L obscurité ne chasse pas l obscurité ,seule la lumière peut faire cela /Rachid Samy
المعلق(ة)
8 أغسطس 2019 20:34

ALLAH YARHAM’HA ROH.

C est vrai c est une icône ,

Chant,répertoire mosaïque,poèmes divers,

C est un poète aussi,

Avant le monde de la chanson,feu Mimoun

Bekkouch alias al oujdi,fut un moniteur en

Sport de musculation,

Il avait une salle et tout ce qu’ il faut,

Il menait la belle vie à l époque,

Son ami feu H’MIDA alias AL FORMA.

(Mimoun aloujdi surnommé ( Evis presley d Oujda
A l époque ,un homme robuste et beau.

Voilà un témoignage posthume ,pour la paix de

Son âme.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x