لماذا وإلى أين ؟

لماذا يعاني المغاربة من الضعف أمام “لحم” النساء ولحوم الغنم؟

ألاحظ أن المغاربة يحبون ويفضلون لحم الأغنام “لْفْتاوَة” وأي طبق بدون لحوم الغنم يُعتبر دون أي اهتمام وهذا ما يفسر كميات اللحوم المقدمة للضيوف “الشّْوا” وفي الحفلات “الزّْرْدة”. ويفقد المغربي وسائل التحكم في ذاته أمام اللحوم في الصحن وينطلق في سباق حول المائدة ليأكل أكثر كمية من اللحم “التّْغْلاقْ”. وهذا يفسر أيضا عند المغاربة أهمية عيد الأضحى ولكن في جانبه المادي الذي يتمثل في ذبيحة الغنم وأكل لحومها بكثرة وفي وقت وجيز “الوْزيعَة”.

كما أنني ألاحظ ضعف الذكور المغاربة أمام الجسد الأنثوي. فمثلا لما يرى الذَّكر المغربي امرأة في أي مكان مرتدية لباسا عاديا ومحترما مثل “الشّورْطْ” حيث يظهر “لحْمها” من خلال الساقين والذراعين، ألاحظ أنه يفقد سيطرته على مشاعره الجنسية وكل ما يتمناه هو أن يقفز عليها ويفترسها جنسيا.
كيف لنا إذا أن نحلل ضعف المغربي أمام” لحم” الأنثى ولحوم الغنم؟
1- الضعف أمام اللحوم وخاصة لحم الغنم
أرى المغربي دائما في حالة الجائع ولو كان لديه ما يكفي من الطعام لمدة شهر، ويبحث باستمرار “مْلْهوفْ” عن المزيد لأنه يخشى دائمًا أن يأتي يوم ولن يجد شيئًا يأكله ويموت جوعا.
يجد هذا الجوع الدائم “اللَّهْفَة” تفسيره في غياب الشعور بالأمان وغياب ضمان أكله حيث يشعر المغربي بالتخلي عنه “مْنُّو لْلله” من طرف أولي الأمر ويعيش في حالة من القلق المزمن من الخوف أن لا يجد طعاما غدًا ويتضور جوعًا.
لكن هناك أيضًا العامل الاقتصادي الذي يجعل المغربي بعيدا عن إشباع بطنه ويشعر بالتالي بالتهديد من طرف المجاعة حتى نهاية حياته.
كل هذه الأسباب تجعل المغربي غير راضي بشكل دائم وكل همه في الحياة هو السعي لملء بطنه “هرم ماسلو”.
نجد في التحليل النفسي أن للتغذية وظيفة مهمة والتي تسمح للفرد بالشعور بالاسترضاء والدخول في حالة من الرضا والنعيم. ولكن إذا كان الفرد يعاني من نقص في الحنان والأمان، فإنه يُحاول تهدئة مخاوفه ومضايقاته النفسية عن طريق ابتلاع قدر كبير من الطعام بشكل غريب “مْلْهوفْ” على الرغم من أن لديه ما يكفي من الطعام لبقية حياته، مثل الرضيع لما يشعر بالقلق نراه يطالب ثدي أمه دون توقف بينما بطنه ممتلئ.
وهذا ما نراه كذلك في مناسبة عيد الأضحى وهو عيد ديني قبل كل شيء مثل كل الأعياد الدينية الأخرى، ولكن نرى المغربي يعطي أهمية أكبر لهذا العيد بالضبط لأن فيه وليمة من اللحوم “الوْزيعة وْ الزّْرْدَة” على مدى عدة أيام مستمرة. وهنا نلاحظ ضعف المغربي أمام لحوم الأغنام “وسواس الخروف القهري” ويسعى من خلال هذا العيد على أكل أكثر حصة ممكنة من اللحوم للحصول على الشعور بالرضا والترضية الداخلية.
2- الضعف الذكوري أمام “لحْم” الأنثى
لما تعْبر امرأة الطريق في فصل الصيف مرتدية ملابس صيفية محترمة مثل “الدّيبارْدورْ و الشّورْطْ”، تشعر أن جسدها مليء بآلاف الثقاب بسب عيون الرجال والذين يفقدون التحكم على ذاتهم حيث تصبح خيالاتهم فوارة والإثارة الجنسية تمر عبر أجسادهم من الرأس إلى أخمص القدمين مع رغبة واحدة، وهي القفز عليها وافتراسها جنسيا مثلما يفترسون لحم الأغنام. هذا الضعف الذكوري هو سبب مطالبة الرجال من النساء تغطية أجسادهن.
هذا الجشع لجسد المرأة من طرف الذكور، يجد جذوره في تربية وتعليم الأطفال حيث يتم تقديم جسد المرأة كشيء جنسي بما في ذلك حتى شَعرها وبالتالي قد يتم تجنيده جنسياً. كما نجد كذلك من الأسباب المهمة، غياب التربية الجنسية وتعليم الأطفال من كلا الجنسين للعمل معا بشراكة متساوية لخدمة المجتمع. ولهذا نجد الرجل والمرأة لا يعرفون بعضهما البعض. وهكذا يرى الرجل المرأة كجسد جنسي وطعام لشهيته الجنسية ويبقى هدفه الوحيد في مخياله هو التهامها. كما ترى المرأة بدورها أن الرجل مجرد صياد ينظر إليها كالفريسة “كبش عيد الأضحى” ويبحث عن اللحظة المحددة لإطلاق النار عليها أي القفز عليها والتهامها جنسيا كما يلتهم لحم الخروف.
الدكتور جواد مبروكي، طبيب نفساني وخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

6 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
zoubida
المعلق(ة)
19 أغسطس 2019 16:43

une analyse trop simpliste. les femmes aussi regardent la “chair de l’homme” quand c’est une chair saine et propre. et si on n’en parle pas , c’es malheureusement que nous les marocaines sommes déçues par le manque d’hygiène de nos frères; d’où notre désintérêt^t.

jacobmoha
المعلق(ة)
19 أغسطس 2019 16:20

اود الرد على الأخ محمد الذي لم يستسغ المقال لانه حسب تعبيره المغاربة ليسوا رجلا واحدا. وانا اقول ان الدكتور جواد اصاب في كلامه والمقصود هو أغلبية المغاربة. وتجربتي البسيطة بحكم اقامتي في اسبانيا وحسب مايروج عندنا فالمغاربة هنا (مع بعض الاستثناء بالطبع ) لايخافون من اي شيء ويرتكبون حماقات منها حماقات جنسية كثيرة. ولايردعهم إلا قوة القانون. ورغم ذلك هناك من لا يخاف حتى من تطبيق القانون عليه لجهل او قلة ادراك او لسبب آخر

عبدو
المعلق(ة)
19 أغسطس 2019 11:00

تحليل خاطئ من ذكت ر اجتماع يا حصرة زاوية ضيقة للاسغ

محمد
المعلق(ة)
18 أغسطس 2019 23:41

ما استغربت له هو أن أستاذنا السيد مبروكي تكلم كأن المغاربة شخص واحد،لهم نفس الثقافة،نفس التصورات،نفس السلوكيات،…فليعلم أستاذي أن هناك من لايأكل اللحم إلانادرا وهناك من لايأكله إطلاقا،أما بخصوص جسد المرأة،فليعلم أننا لانتصرف بنفس الطريقة وليس لنا نفس المكبوتات،ومنا من يتصرف بشكل طبيعي كمعظم رجال العالم المتقدم،وليست أي أنثى تستهوينا…

Abdessalam Al Maghraoui
المعلق(ة)
18 أغسطس 2019 23:36

Les marocains sont en majorité des musulmans et ils s’inspirent des textes religieux sacrés et de leur prophète qui a ravagé (التهم) plusieurs femmes même une fillette (اللحم الطري) de 9 ans. C’est de cette source pourrie, mon docteur, que les marocains se nourrissent depuis les écoles coraniques en passant par l’école, les universités et aussi à travers les médias traditionnels du régime .
Salutations

أحمد التوري
المعلق(ة)
18 أغسطس 2019 23:35

سأحاول في تعليقي توضيح بعض الأفكار مع الرد عليها قدر الإمكان ، أود طرح سؤال على الدكتور جواد و هو : ألا ترى في عراء المرأة فتنة للرجال ، عري المرأة في حد ذاته دعوة صامتة لممارسة الجنس ، و الكثير من الرجال يغضون البصر و يستغفرون الله لما اقترفت أعينهم . أما فيما يخص لحم الخروف ، فمن ذا الذي يمكنه التخلي عن أكل مشوي على الكريقه البدوية عموما و المراكشية بالخصوص ، و لكن الطريقة التي صورنا بها الدكتور فيها زيادة فوق القياس ، الحمد و الشكر لله لسنا جياع السي الدكتور ، بل ذواقون لكل ما هو جميل و لذيذ ، و لسنا بالشعب الملهوط ،

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

6
0
أضف تعليقكx
()
x