من النجومية إلى الميزيرية : نيكولاس كيدج الذي خسر ثروته في مقتنيات غريبة(5)

هم مجموعة من الفنانين مغاربة وأجانب احتلوا الصف الأول في عالم الأضواء والشهرة، لكن شاءت الأقدار والأحوال أن بتحولو من شخصيات مشهورة إلى شخصيات منسية بحاضر مليء بالمعاناة والآهات، منهم مغاربة وأجانب معظمنا أحبهم وأحب شخصياتهم سواء الحقيقية أو التي سحرونا بها على الشاشات، ومنهم من غادر الدنيا وهو لا يملك شيئا بعدما كان يملك الكثير .

“آشكاين ” وفي هذه الفسحة الصيفية ستقدم لقرائها سلسة من البورتريهات عن فنانين مغاربة وأجانب سقطوا من عالم الشهرة والأضواء إلى عالم الفقر والحاجة ، إما بفعل منظومة فنية فرضت عليهم تلك الظروف، أو بسبب اختيارات شخصية وسوء تدبير للحياة.

                                                             الحلقة الخامسة : نيكلاس كيدج
من يكون نيكولاس كيج

نيكولاس كيم كوبولا والمعروف بنيكولاس كيج، ممثل أمريكي قام بالعديد من الأدوار البطولية في الافلام السينمائية على ساحة هوليود ، منها الأكشن والخيال العلمي والكوميديا التي ترك فيها بصمة سطرت إسمه بالخطوط العريضة، وحجزت له مكانة ضمن النجوم العالميين الذين قدمتهم هوليود ، والدته ألمانية ووالده ايطالى أمريكى وهو ابن أخ للمخرج الأمريكي المعروف فرانسيس فورد كابولا.

ولد يوم 7 يناير 1964 في لونج بيتش في كاليفورنيا، كان والده أوجست فلويد كا بولا يعمل كأستاذ للأدب ووالدته كانت مصممة رقصات.

نشأ نيكولاس في أسرة كاثوليكية والتحق بمدرسة بيفرلي هيلز الثانوية وكانت أول تجربة له في التمثيل من خلال مسرحية انتجتها المدرسة بعنوان (Golden Boy

بدأ مشواره في عالم التمثيل من خلال مشاركة عمه في بعض الأدوار الصغيرة، لكن نيكولاس أراد الخروج من عباءة عمه، و الإعتماد على ذاته، لذى سعى لتغيير اسمه فاختار نيكولاس بلو، نسبة إلى عينيه الزرقاوتين، لكنه لم يطيل في هذا الاسم و اختار الأسم الذي عرف به الآن نيكولاس كيج.

مسيرة فنية فريدة وممثل يلقب بغريب الأطوار

في بداية نيكولاس كيج الفنية أشتهر عنه غرابة الأطوار، و ذلك يرجع إلى قيامه بخلع أحد أسنانه دون بنج في مشهد من فيلم نادي القطن ، و كان ذلك في عام 1984 بل وصل الأمر به إلى قيامه بتناول صرصار حي في فيلمه “قبلة مصاص الدماء”، و ذلك في عام 1989.

في عام 1986 هاجمه النقاد عندما قام بدوره في فيلم “زواج بيغي سو” و الذي كان من إخراج عمه فرانسيس فورد كوبولا حتى أنهم قالوا ( كان الفيلم سيكون جميلاً لولا ذلك الجرح الدميم)، و المقصود به نيكولاس ، و الغريب أنه لم يغضب من هذه الحملة الشرسة للنقاد عليه بل أعتبر الأمر تحدي كبير له .

في عام 1987 قام نيكولاس بأول بطولة سينمائية له، و هي دوره في فيلم “مون سترك”، ثم حاول التغير فقام ببطولة فيلم “الأخوين كوين” حيث كان ذلك الفيلم من النوع الكوميدي ، و هو من إحدى المحطات الرئيسية في حياته الفنية ، و ذلك راجعاً إلى أنه أبرز الجانب الكوميدي في شخصية نيكولاس.

ثم كان فيلم شهر عسل في فيجاس ، و الذي تلاه الفيلم الرومانسي “كان من الممكن أن يحصل ذلك لك”، و أدى هذا التحول، و النجاح المتواصل في الأداء الخاص بنيكولاس كيج إلى لفت الأنظار إليه، و كان دوره في فيلم مغادرة لاس فيجاس، و الذي كسب فيه تأييد النقاد علاوة على كسبه عدد كبير من المعجبين .

و تم ترشيحه في ذلك الفيلم بجائزة الأوسكار عن أفضل ممثل، و بالفعل فاز بالأوسكار عن هذا الفيلم ثم توالت الأفلام، و الأدوار، و التي حققت لنيكولاس كيج الشهرة الكبيرة عالمياً، و من بينها فيلم الصخرة في عام 1996.

في عام 1997 قام بفيلم الزنزانة الطائرة ، و جميع تلك الأفلام من نوعية أفلام الأكشن ، و التي مثل فيها نيكولاس كيج دور البطل الطيب فيما عدا دوره في فيلم Face OFF في عام 1997 و الذي يعد من أحد أفضل أفلام الأكشن في تاريخ السينما العالمية ، والذي يبقى من الروائع التي شاهدها العالم في مسيرة نيكلاس كيدج.

كيف تحول كيدج من ممثل غني إلى ممثل فقط ؟

اشتهر عن النجم نيكولاس كيج علاقاته النسائية المتعددة ، و قد تزوج اربع مرات في حياته في الفترة ما بين عام 1995، الى غاية 2019 وهو ما كلفه الملايين من الدولارات في مشاكل المحاكم والتبعات المالية لفشل الزيجات والطلاق الذي عاشه في حياته.

بالإضافة إلى ذلك فإن غرابة أطواره وطريقته المثيرة في صرفه للأموال جعلته يدخل في أزمات مالية متتالية منذ سنة 2006 نذكر منها: انه قام بشراء قبرٍ مصمم خصيصا له على شكل هرم بملايين الدولارات ، كما دفع كثيرا أيضا لشراء قصر كبيير في ولاية نيو أرلانز الامريكية ولم يسكنه لأنه قال إنه مسكون بالأشباح بعدما دفع فيه الملايين من الدولارات، وأغرب ما اشتراه كيدج هو جمجمة حقيقية للديناصور دفع فيها أزيد من مليون دولار .

ولكل هذه الأسباب دخل نكيلاس كيدج في أزمات مالية خانقة خلال السنوات الأخيرة ، خصوصا بعدما قامت إدارة الضرائب الأمريكية بنزعه جميع ممتلكاته لأنه لم يدفع لها مستحقاتها منذ سنوات، ما حدا به إلى قبول أي عرض سينمائي قدم له، حيث حاول في الفترة الأخيرة تقديم أعمال تجارية فقط إلا انها مزالت تفشل كثيرا ولم يتعاف من أزمته .