أيلال: تعليل منع كتابي حول صحيح البخاري يطعن في الإسلام

بعد الجدل الذي أثاره كتاب “صحيح البخاري نهاية الأسطورة”، عند صدوره، عاد الجدل حوله بعد تداول وسائل التواصل الاجتماعي لأمر استعجالي صادر عن رئيس المحكمة الابتدائية بمراكش والقاضي بحجز نسخ من هذا الكتاب بإحدى نقاط بيعه، معللا ذلك بأنه يتضمن صفحات تهدد “الأمن الروحي للمواطنين ويمس بالثوابت الدينية”.

في هذا الصدد، أجرت جريدة “آشكاين” الإلكترونية، حوارا من ثلاثة أسئلة مع رشيد ايلال، مؤلف “كتاب صحيح البخاري نهاية الأسطورة”، كشف خلاله عن موقف من الأمر القضائي وعن الإجراءات القانونية التي سوف يتخذها صوب حجز نسخ الكتاب، وكذا دلالة هذا الحجز.

1/ ما هو تعليقك على الأمر القضائي القاضي بحجز كتابك؟

أستغرب لقرار القضاء الاستعجالي، والتعليل الذي قدمه، غريب جدا، لأنه يطعن في الدين، فهو يقول بأن كتاب “صحيح البخاري نهاية الأسطورة”، ينتقد “كتاب صحيح البخاري” الذي ألفه بشر بعد وفاة الرسول عليه السلام بـ200 سنة وأنه يمس بالأمن الروحي للمواطنين، مما يعني أن الإسلام كان بدون أمن روحي حتى جاء هذا الكتاب وأصبح جزء من الأمن الروحي في حين أنه أُلِّف بعد اكتمال الإسلام.

والقرار علل بأنه مس بالثوابت الدينية، كيف له أن يكون كذلك؟ هل الإسلام كان ينقصه أحد الثوابت حتى مرت 200 سنة وألف هذا الكتاب، إن الله تعالى يقول: “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا”، وفي حياة الرسول لم يكن صحيح البخاري ولا غيره من الكتب.

كما أن الجهة التي طالبت بحجز نسخ الكتاب لا تمثل الشأن الديني في المغرب، فالذي يمثله هو وزارة الوقاف والمجلس العلمي الاعلى وهؤلاء يعرفون الكتاب ومنهم من أعطى رأيه فيه، والرأي يواجه بالرأي وليس بالمصادرة، وحتى القانون الذي تم الاستناد عليه والخاص بالصحافة والنشر لا علاقة له بالكتاب الذي يجب أن يتم النظر في الدعوى الخاصة به بناء على قانون المؤلف.

والحكم استهدف مكتبة واحدة في حين الكتاب يباع بطريقة سلسة في مختلف مكاتب المغرب بما فيها مدينة مراكش.

2/ هل ستطعن في الأمر الاستعجالي؟

سوف أطعن في القرار عند قضاء الموضوع اليوم أو غدا، وأنا على يقين أن القضاء المغربي لن يتورط في مصادرة حرية التعبير وسوف يلغى هذا القرار.

3/ هل تعتقد أن هناك علاقة بين الكشف عن أمر حجز كتابك وقرار إلغاء الفلسفة من البكالوريا المهنية؟

قرار الفلسفة شجبه الكل لأن في إلغائه إلغاء للفكر والعقل، وإلغاء العقل هو إلغاء للإنسان، ولكن لا أظن أن قرار المحكمة له علاقة بموضوع الفلسفة لأن إصداره تم قبل القرار المتعلق بالفلسفة، وأتمنى أن تتم إعادة النظر فيم ا يقع بالمغرب خاصة أنه في الوقت الذي نرى أن السعودية تريد مراجعة كتب التراث بما فيها كتاب صحيح البخاري ونجد خطاب 20 غشت 2016 للملك محمد السادس أيضا انتقد مجموعة من الأحاديث منها ما هو وارد في صحيح البخاري مثل تحريم الموسيقى والحور العين واستغلال ذلك من طرف الإرهابيين في استقطاب المقاتلين. نجد توجه المؤسسة الملكية مع التغير ومع انتقاد التراث نجد أن مثل هذه القرارات تعاكس التيار والسيرورة التي يشهدها المغرب والعالمين العربي والإسلامي.