جمعويون وسياسيون يجيشون لتخليد ذكر اندلاع “حراك الريف” بقافلة ومسيرة بالحسيمة (صور)

التأمت مجموعة من المنظمات الحقوقية والنسائية والنقابية والأحزاب السياسية الديمقراطية و فعاليات مدنية بالمقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، يوم الجمعة 4 أكتوبر الجاري، وذلك بهدف الإعداد لخطوة احتجاجية تخليدا للذكرى الثالثة لوفاة سماك الحسيمة، محسن فكري، طحنا في شاحنة لجمع النفايات، والتي شكلت الشرارة الأولى لاندلاع حراك الريف.

وحضر اللقاء المذكور بالإضافة إلى ممثلي هيئات مدنية وجمعوية وسياسية، كل من أحمد الزفزافي، والد القيادي بحراك الريف ناصر الزفزافي، والإعلامي المخضرم خالد الجمعي والحقوقي البارز النقيب عبد الرحمان بنعمرو وأخرين. وتداول الحاضرون في الأشكال الاحتجاجية الممكن خوضها في الذكرى الثالثة التي تصادف 28 أكتوبر الجاري.

وخلص المجتمعون إلى تنظيم قافلة بالسيارات نحو مدينة الحسيمة، تنطلق من مدن مختلفة من المغرب، بالإضافة إلى الدعوة لتنظيم تنظيم مسيرة بمدينة الحسيمة، وستكون هي الأولى من نوعها بعد سنتين من الحظر المفروض على الاحتجاج داخل هذه المدينة.

اللقاء أصفر كذلك عن تشكيل “الائتلاف الديمقراطي من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين و فك الحصار عن الريف”.

وحسب بلاغ صادر عن الإئتلاف المذكور، فقد قرر الحضور في ذات اللقاء اتخاذ مجموعة من التدابير لتحقيق الأهداف المحددة مع وضع آليات عملية لذلك وأجندة زمنية لأهم المحطات النضالية المقترحة من المشاركين و المشاركات في اللقاء ( تخليد الذكرى الثالثة لاستشهاد محسن فكري / تنظيم قافلة نحو مدينة الحسيمة ومسيرة بها/ مهرجانات خطابية / وقفات احتجاجية محلية و جهوية ووطنيه/ حملة للترافع على المستوى الوطني والدولي / دعم الشكاية التي ستتقدم بها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لدى الوكيل العام لدى محكمة النقض بالرباط في شأن التعذيب الذي تعرض له معتقلو الحراك) بالإضافة إلى مقترحات أخرى.

كما ثمن الحاضرون والحاضرات، حسب نص البلاغ “صمود عائلات معتقلي الحراك وطالبوا بالتدخل العاجل من أجل ضمان الحق في الحياة للمعتقل السياسي ربيع الأبلق الذي يخوض إضرابا عن الطعام منذ فاتح شتنبر 2019، وأصبح في وضعية صحية حرجة”.

وأضاف أنه  في نهاية اللقاء تم تشكيل لجنة للمتابعة يعهد إليها باقتراح أجندة (في أجل 15 أكتوبر الجاري) من أجل تنزيل ما تم الاتفاق حوله خلال هذا اللقاء.

وحسب مصدر حضر اللقاء، فقد كان النقاش ساخنا بين بعض الحضور بعد التطرق على تأثيرات رسالة الزفزافي و6 معتقلين من حراك الريف التي تحدث فيها عن إسقاط الجنسية المغربية والتخلي عن البيعة للملك محمد السادس، (تأثيرها) على التعاطف الجماهيري مع قضية معتقلي حراك الريف، وكيفية التعاطي مع هذا الأمر.

يذكر أن اندلاع شرارة الأحداث التي عرفتها مدينة الحسيمة بداية قبل أن تمتد لمناطق مجاورة، وعرفت فيما بعد بـ”حراك الريف”، عندما قتل محسن فكري، الساب الذي كان يشتغل في بيع السمك، وذلك بعدما صادرة  السلطات المحلية بالحسيمة سلعته، بحجة أن السمك الذي كان يبيعه ممنوع صيده، وبعدما صادرت السلطات سلعته ورمت السمك في شاحنة الأزبال، و كخطوة احتجاجية صعد الشهيد محسن و رفاقه إلى شاحنة الأزبال لمنع عملية إتلاف السلعة، لكن حسب شهود عيان فإن ممثل السلطة المسؤول عن العملية أعطى تعليمات بتشغيل آلة الطحن بالرغم من علمه لوجود الشباب هناك ، و قد تمكن أصدقاء محسن فكري من القفز و النجاة من الموت ، إلا أنه لم يتمكن من ذلك لأنه كان ممدداً داخل الآلة التي سحقته بسرعة كبيرة و لقي مصرعه في الحال أمام أعين ممثل السلطة.

ومن ذلك الحين خرجت مسيرات حاشدة بشكل أسبوعي للمطالبة بمعاقبة المتورطين في مقتل محسن فكري قبل أن تتحول إلى مسيرات من اجل مطالب اجتماعية على رأسها توفير مناصب شغل لشباب المنطقة العاطل وانشاء مستشفيات للعلاج من أمراض السرطان التي ترتفع نسبتها بالمنطقة، وبناء كليات وتشيد طرق لفك العزلة عن المنطقة وإلغاء ظهير عسكرة المنطقة..”.