لماذا وإلى أين ؟

محلل سياسي يربط ما حصل للتقدم والاشتراكية بحال اليسار المغربي

ربط محمد الشرقاوي، المحلل السياسي المغربي الأمريكي، ما حصل أمس السبت بين أعضاء حزب التقدم والاشتراكية بما يعيشه اليسار المغربي، لافتا إلى أنه منذ عام 1997 بدأ خلع العمود الفقري تدريجيا من جسد أغلب الأحزاب المغربية بيسارييها فضلا عن يمينييها، فدخلت حقبةَ التآكل والوهن كأنها في نهاية الدورة الخلدونية.

واسترسل: “متاهة هذا الأسبوع هي أن ينشطر حفدة علي يعته إلى قبائل سياسية متناحرة كادت أن تُخرج السيوف من غمادها. هي لحظة غير عقلانية وغير سياسية ولا دبلوماسية تعكس أعراض معضلة حكومية كتبت عنها قبل عام في مقال بعنوان “حكومة العثماني ومعضلة الالتهام الذاتي”.

واعتبر الشرقاوي، أستاذ تسوية النزاعات الدولية في جامعة جورج ميسن الأمريكية، والمحلل في مركز الجزيرة للدراسات، أنه “من المفارقات المثيرة أن يكون “التقدم والاشتراكية” وبقية أحزاب الكتلة التي كانت سيدة الموقف الحزبي في التسعينات هي أضعف الأحزاب وأكثرها حيرة وسجالاً بين خياريْ التخندق في المعارضة أو الاصطفاف مع الأغلبية الحكومية حاليا. لم تعد أحزاب طبيعية ولا متجانسة مع قواعدها الشعبية بقدر ما تعيش على جدلية الرضا والنقمة لدى الكواليس حسب أهواء خارجة عن إرادة زعمائها”.

وسجل مؤشرا آخر على ما اعتبره “شيخوخة هذه الأحزاب”، هو “تدني شعبيتها في الشارع وشكواها المتكررة منذ سنوات من عزوف الشباب عن المشاركة السياسية. في المقابل، تعمدت الكواليس نقل العمل الحزبي من تربته الطبيعية وأوكسجينه في العراء إلى مختبرها التجريبي بمقاسات معينة من الضوء والحرارة والسماد. وبدأت عملية التسمين الاصطناعي تارة لإلياس العماري، وتارة أخرى لنزار بركة، وبعدهما لعزيز أخنوش، فيما يستمر البحث عن مرشح احتياطي في حقبة العقم السياسي”، يقول في تديونة له على الفايسبوك.

وختم الشرقاوي قراءته لما شهده “التقدميون” قائلا: “قبل أن نسهب في هذه الرحلة مع الأحزاب المغربية على إيقاع حكاية “كليلة ودمنة” لعبد الله ابن المقفع، يتعين أن تقيم هذه الأحزاب مراجعة متأنية وصريحة مع الذات، وتعيد قراءة علاقتها مع مطالب الشارع من جهة وإرادة الكواليس من جهة أخرى، وأن تخرج من نطاق قراءتها الماضوية إلى تحديات المرحلة بخطط واقعية الطرح غير متخشبة الخطاب. هي ساعة الحقيقة لهذه الأحزاب وهي تعاين عن كثب كيف أن كواليس المغرب في العقد الثاني من الألفية الجديدة تراهن على استبدال الأحزاب العضوية ذات الرصيد الوطني التاريخي بأحزاب الأنابيب في المختبر التجريبي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
المغرب الحقيق
المعلق(ة)
6 أكتوبر 2019 19:53

جمبع هذه الأحزاب الحاكمة يجب أن ترحل بدون ضجيج

أحمد التوري
المعلق(ة)
6 أكتوبر 2019 15:43

أظن أنه فات الأوان بالنسبة للأحزاب الوطنية ، منذ استحقاقات 1975 و 1976 حين وقع تزوير الإنتخابات ، و قبلت الأحزاب الوطنية الاصطفاف في المعارضة ، و نظر الناخب الى الحالة بغير رضى و على جميع الأصعدة فابتعد عن الساحة السياسية مع اختيار التفرج من بعيد

لحسن ايت لمهور
المعلق(ة)
6 أكتوبر 2019 15:42

منذ زمان قرأت الفاتحة على كل الأحزاب ودفنت في مقبرة التاريخ.
واليوم لم يعد احد يثق في الأحزاب أحزاب المرقة وااقرفية

لحسن عبدي
المعلق(ة)
6 أكتوبر 2019 15:26

“مكائنه غير حلاوة الحكومة “أحسن تعليق على خروج حزب الكتاب من الحكومة جاء على لسان افيلال عضوة الديوان السياسي مؤبدة الدوكالي الرافض المغادرة ، الاحزاب همها الوصول الى الحكومة مع العلم انها دميات المخزن وبعده الطوفان

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x