لماذا وإلى أين ؟

“البيجيدي” و”الأحرار” يسيئان للملك يوما واحدا بعد خطابه بالبرلمان

عاد حزبا “العدالة والتنمية” و”التجمع الوطني للأحرار” إلى استئناف حربهما الانتخابية، يوما واحدا فقط على تنبيه الملك محمد السادس، في خطاب افتتاح السنة البرلمانية، الأحزاب السياسية المكونة للحكومة إلى تجاوز الصراعات والخلافات وأن يكون ما تبقى من الولاية البرلمانية مجال لتنزيل كل الإصلاحات بعيدا عن الصراعات السياسية الانتخابية”.

وقال الملك محمد السادس في الخطاب المشار إليه: “هذه السنة التشريعية يجب أن تتميز بروح المسؤولية والعمل الجاد، لأنها تأتي في منتصف الولاية الحالية”، مضيفا “وبذلك، فهي بعيدة عن فترة الخلافات، التي تطبع عادة الانتخابات”.

وأردف الجالس على العرش: “لذا، ينبغي استثمارها في النهوض بالأمانة التي تتحملونها، بتكليف من المواطنين، والتنافس الإيجابي على خدمة مصالحهم، والدفاع عن قضايا الوطن”، مزيدا “كما تتطلب منكم العمل على إدراجها في إطار المرحلة الجديدة، التي حددنا مقوماتها في خطاب العرش الأخير”.

حزبا “البيجيدي” و”الأحرار” ورغم إشادتهما عبر العديد من مسؤوليهما بالخطاب الملكي وبمضامينه والرسائل التي حملها، وتعهدهما بالعمل على ترجمتها على أرض الواقع، إلا أن كلامهما ظل حبرا على ورق، ووضعا كلام الملك جانبا وأخرجا أسلحتهما من جديد وبدأ القصف والقصف المضاد.

بداية القصف جاءت هذه المرة من حزب رئيس الحكومة “العدالة والتنمية”، وذلك بعد ساعات معدودة على خطاب الملك، حيث وجه مدير الحزب عبد الحق العربي، خلال كلمة له بالملتقى الوطني الخامس للكتاب المجاليين لحزب العدالة والتنمية، المنعقد صباح يوم أمس السبت ببوزنيقة قصفا للأحرار، واعتبر أن الذين يحضرون تجمعاته يأتون ليأكلوا من الموائد الفاخرة التي يقدمها لهم.

وقال العربي موجها كلامه للحاضرين في اللقاء المذكور، نحن لا نظم لقاءات هكذا وفقط، نحن لم نلتقي لنحتفل، حنا مجبناكمش باش تاكلو الموائد لا والو”، قبل أن تهتز القاعة ضحكا، وذلك في إشارة للقاء الذي نظمه حزب الأحرار بالمحمدية وتناقلت منابر إعلامية عن كونه عرف موائد فاخرة من خرفان مشوية ودجاج محمر وغيرها.

أما القصف الثاني للأحرار فقد جاء من طرف رئيس الحكومة والأمين العام لحز “المصباح”، سعد الدين العثماني، عند حديثه عن استوزار الكاتب الوطني لشبيبة حزبه، والتي اعتبرها أعجوبة الزمان، حيت قال في كلمة له بنفس اللقاء، إن حزبه يقدم دليل على إدماج الشباب في المسؤولية السياسية، مضيفا وذلك على الواقع، “مشي بحال شي ناس قالوها ومدروهاش، وحنا مقلنهاش ودرناها”، وذلك تعقيبا على تصريحات سابقة لعزيز أخنوش، رئيس حزب “الحمامة”، الذي قال إنه إذا تولى رئاسة حكومة 2021 سيعطي أولوية للشباب وسيشكل نصف الحكومة منهم”.

أخنوش وقياديو حزبه لم يتأخروا في الرد على العثماني وإخوته، وتوعد العثماني من ألمانيا قائلا “رئيس الحكومة جبدنا، ولي جبدنا غادي يلقانا، وكل واحد غادي يلعب الدور ديالو”.

بل أكثر من ذلك لمح أخنوش إلى إمكانية نسف الأغلبية الحكومية عندما قال في كلمة له المؤتمر المنظم اليوم الأحد 13 أكتوبر الجاري بفرانكفورت “لي نقول له السي العثماني حافظ على الأغلبية ديالك”، مضيفا “ماتديرش بيا السياسة وماتديرش بالحزب ديالنا السياسة ونحن حلفاء في الحكومة”.

ويرى أخنوش أن “العثماني يشوش على خطاب الملك، الذي دعا من خلاله الأحزاب السياسية للعمل وترك الصراعات جانبا”.

من جانبه خرج رشيد الطالبي العلمي، القيادي بـ”الأحرار”، ليرد على العثماني، ويطالبه بمغادرة منصب رئيس الحكومة وتركه لعزيز أخنوش لكي يفي بكلامه ويدخل الشباب إليها، منتقدا كلام العثماني على أصول الطبقية لأمكراز، ووصف الطالبي الأخير بـ”المشاغب لي كيسب الناس”، واعتبر استوزاره “باش يسكتوه لأنه جار شي شبيبة موراه”، مردفا “ومادخلناش على أساس ترضيتنا لأننا كنا مشاغبين أو كنسبو شي واحد أو باش يسكتونا أو جارين شي شبيبة مورانا، بل حيث لمسوا فين حس المسؤولية”.

ما وقع وسيقع بين “البيجيدي”، الحزب القائد للحكومة، و”الأحرار”، الطامع في قيادة الحكومة المقبلة، يؤكد بالملموس أن الرسائل التي تحملها الخطب الملكية لا تلقى آذانا صاغية من طرف السياسيين، وأنه لا يمكن إصلاح واقع الحال دون إصلاح أهل الحال.

فهل بهكذا أحزاب وبهكذا سياسيين سيسير المغرب نحو غد أجمل وواقع أفضل ويصل التنمية المنشودة ويتحقق ما يرغب فيه المغاربة ويدعو إليه الملك؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
مقاطعون
المعلق(ة)
14 أكتوبر 2019 09:15

لا أعتقد ان الخطابات ستجدي يوما لتغيير حال البلاد او حال الاحزاب حتى لو نتج عنها اعفاءات فتظل الفاتورة باهضة.

المحاسبة والسجن فقط من سيخرجنا من دوامة الانتهازيين.

حنظلة
المعلق(ة)
13 أكتوبر 2019 22:40

يا ودي وكان كانت المحاسبة على ما يصدر من كلام مسؤولينا لكان الجميع في السجن
كل واحد كيكذب على الشعب كيف بغى
لبلاد بلا راس أحمادي

دورتموند
المعلق(ة)
13 أكتوبر 2019 21:59

لا توجد هناك اي نية للاصلاح فقط خطابات ووعود عشوائية لا يصدقها حتى اصحابه ما بالك للمواطن. نرى ونسمع ونقرا كيف تعرقل الدولة مشاريع المواطنين اصحاب نية الاستثمار في وطنهم والاسباب معروفة لا داعي لذكرها..

الاصلاح سهل لكن لا توجد نية الاصلاح فهم يعلمون ما معنى الاصلاح اي ذاهبهم الى مزبلة التاريخ..

اتمنى من الملك ان يمنح الفرصة للمفكرين والفلاسفة والاساتذة والكتاب والعلماء من اطباء وغيرهم لبرمجة برنامج بعيد الامد في جميع المجالات وبعدها اي وزير يتم تعينه فعليه بالالتزام بهذا البرنامج مع اضافة لمسته.

فوالله هذه الاحزاب لا مؤهلات ولا اهلية لها..

الدولة تتخبط وتدول في فراغ وكل شىء مكرر لا جديد يذكر.

الدولة التي لا تبرمج برنامجا طويل الامد ليست بدولة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x