2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

آشكاين/المحفوظ طالبي
بعد الجدل الذي أثاره موقف عبد الرحيم الشيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي لحزب العدالة التنمية، بخصوص الحريات الفردية أو الخاصة للمواطنين، خرج بتوضيح في هذا الشأن.
وقال عبد الرحيم الشيخي، في أبرز نقطة من توضيحه إن البعض يعتقد أن “التوسع في التجريم وفي العقوبات المترتبة قانونا على عدد من القضايا المرتبطة بتصرفات الأفراد في فضاءاتهم الخاصة التي يصعب ويتعذر أحيانا إثباتها، والتي يجب التفريق فيها بين ما يقع مجاهرة في الفضاء العام وما يقع في الفضاء الخاص؛ سيسهم في الحدِّ منها وردْع المخالفِين”.
المدخل تربوي
وتابع: إن هذا (التوسع في التجريم وفي العقوبات)، وإن كان فيه قدر من الصحة فإنه يبقى قاصرا دون إعمال مقاربة شمولية مندمجة تنطلق من المرجعية الإسلامية بأبعادها الاجتهادية وترتكز أساسا على المداخل التربوية والتعليمية والتثقيفية وغيرها الموكولة إلى مؤسسات التنشئة الاجتماعية من أسرة ومسجد ومدرسة ووسائل إعلام، وتسهم فيه بقسط مقدر مؤسسات المجتمع المدني والحركات الإصلاحية، كحركة التوحيد والإصلاح من خلال حملاتها وبرامجها الدعوية والتربوية وأنشطتها المختلفة.
علاقة بالله
وبخصوص التمييز بين المصافحة والقبل وبين العلاقة الجنسية، الذي أشار له قيادي الحركة، خلال مداخلته التي تجاوزت 11 دقيقة بقليل، بالندوة “جدل الحريات الفردية في المجتمعات الإسلامية”، التي عُقدت بمقر نادي المحامين بالرباط مساء يوم الجمعة الـ11 أكتوبر الجاري، قال في ذات التوضيح إن “العلاقات بين الجنسين من الشباب التي تحدثت عنها والتي قد يفهم منها إباحتي لما دون جريمة الزنا المحددة شرعا، كالملامسة والقبل، فأؤكد أن اعتقادي فيها هو ما قرره علماؤنا من كونها ذنوبا ومعاصي وجب على المكلف تجنبها والابتعاد عنها”، في إشارة منه إلى أن المسؤولية تقع على الفرد (المكلف)، الذي يتحمل ذنوبها أمام الله، لا أمام الدولة التي يجب أن تبتعد عن الحياة الخاصة للمواطنين.
وكان قد اعتبر في مداخلته بالندوة المذكورة، أن مسألة الحريات الخاصة للمواطنين، تُستغل في كثير من الأحيان أو في بعضها لتصفية الحسابات السياسية، لا من أجل مواجهة ما سماه بـ”الفساد”، ولا من أجل “تطوير المجتمع أو تنبيهه”.
لا رقابة السلطة
وأكد في توضيحه كذلك على ضرورة تحرير “الأفهام والعقول من آفة التعميم والتهويل، ومن الإيغال في الحكم على الناس وتضخيم حجم الأخطاء وتوسيع دائرة تجريم الأفعال واعتبارها في مكانة واحدة رغم اختلاف مستوياتها”، وتابع: “نعلم مما قرره علماؤنا أن المعاصي فيها أكْبَرُ الكبائر، وفيها الكبائر التي تحتاج إلى توبة، وفيها الصغائر التي تكفرها الصلاة والصوم”.
وقال إن “الأفعال المشار إليها وإن كانت كلها غير جائزة وغير مشروعة فإن هناك اختلافا بينها وتفاوتا واضحا في الحكم عليها، ولا يمكن الحكم عليها بحكم واحد، ولا النظرة إلى مرتكبيها نظرة واحدة، وأنه إن كانت الجريمة تقتضي العقوبة المترتبة عليها شرعا وقانونا فإنَّ ما دونها ذنوبٌ ومعاصي عالجها الشرع الحنيف بمقاربة تربوية تُعلي من استحضار رقابة الله عز وجل والحث على التوبة والأعمال الصالحة الكفيلة بتحصين الأفراد والمجتمعات”، في إشارة منه إلى أن هذه المسائل، تدخل في علاقة الإنسان بربه، ويخضع فيها لرقابته، وليس من شأن أي سلطة مجتمعية كانت أو سياسة أن تتدخل فيها وتمارس رقابتها على الأفراد.
سياق الكلام
وأوضح أن كلامه بشأن الحريات الخاصة، جاء في مداخلة له في إطار “ندوة فكرية تقدم قراءة في كتاب علمي يُحرِّرُ القول في عدد من القضايا والاجتهادات الدينية المتداولة في موضوع الحريات الفردية، تناوَلَها صاحبُ الكتاب بنَفَسٍ نقدي تجديدي”.
وقال إنه يقدر جُهد الحسين الموس، صاحب كتاب “الحريات الفردية تأصيلا وتنزيلا”، معتبراً إياه “جهداً مطلوباً، لم يأت استجابة لضغط أو لضعف أو لغيرها من الأسباب التي أوردها عدد من المُعَلِّقين على كلامه”، مشيراً إلى أن تعاليقهم جاءت نتيجةً لـ”عدم إلمامهم بتفاصيل صدور الكتاب ومدارسة هذه القضايا التي يُعَدُّ نقاشُها والتعاطي معها مجتمعيا ليس وليد اليوم”.
“الإسلاميون” والحرية
ومن جهتها قالت القيادية بحزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العنين، إنها مؤمنة بأن “موضوع الحرية في بعدها الفردي والجماعي موضوع سيرفع عنه (الاسلاميون) الحظر يوما، وسيحررون نقاشه وسيتجاوزون الأنساق التقليدية المغلقة التي يقاربونه من داخلها، رغم أن جوهر الدين والتدين هو الحرية، كما أن حرية العقيدة والاعتقاد هي أم الحريات الفردية التي كفلها الله ولازال البشر يمسكونها عن بعضهم البعض”.
وأكدت على أن الأمر يحتاج إلى الوقت، مشددةً على أن الذين يغامرون بطرح الأسئلة في هذه المرحلة، سـ”يُصلبون، وسيخوض الخائضون في أشخاصهم قبل أفكارهم، ثم سيصل الوقت ليتحدث الجميع… هكذا شهدت حركية التاريخ والأمثلة كثيرة”.
وما حكم التي حرمت مجرد النظرة ومصافحة الرجال والحديث معهم فوجدوها على شاطئ البحر وفي ساعة الفجر تعطي دروسا في كيفية المساعدة على القذف؟؟؟؟؟؟
انشر ولا تحظر