2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

اعتبر المحلل السياسي والإعلامي المخضرم، خالد الجامعي أن بيان وزارة الشؤون الخارجية المغربية الذي وصف رئيس الاتحاد العام لمقالات المغرب صلاح الدين مزوار “بالمتهور والأرعن”، “قمع لحرية تعبير هذا الأخير”.
وقال الجامعي في حديث مع “آشكاين”، “مزوار له الحق في إبداء رأيه بصفته رئيس لهيئة غير حكومية، فهو عندما يدلي بتصريح ويتخذ موقفا ما لا يعني أنه يتكلم باسم الدولة المغربية”، مضيفا “الموقف الذي اتخذته وزارة الخارجية ضده ودفعه للاستقالة يمكن إدراجه في قمع حرية التعبير”.
وتساءل: “هل يمكن لوزارة الخارجية الفرنسية مثلا أن تصدر بلاغا مشابها لما قامت به نظيرتها المغربية في حالة ما أدلى رئيس الباطرونا بفرنسا بتصريح مشابه لما قاله مزوار، وتدفعه لتقديم استقالته؟”
أما بخصوص محتوى تصريح مزوار، فيرى الجامعي أنه “أخطأ في قراءته للوضع الداخلي في الجزائر عندما قال إنه يجب على الجيش أن يتحالف مع القوى الإسلامية التي حاربها لأنها منظمة”، مبرزا أن “الحقيقة أنه ليست القوى الإسلامية هي من أنزل الجماهير للشارع، بل الجماهير نزلت لذاتها وهي رافضة لكل الأحزاب السياسة؛ بل والنظام بكامله”.
ولفت متحدث “آشكاين”، إلى أن “المؤسسة العسكرية بالجزائر تجري حوارا مند شهور مع ممثلي الجماهير بالشارع وليس مع الأحزاب لأنه لم يعد لها ثقل”، مشيرا على أن مزوار “نسي أنه يتكلم على الحراك المشكل من كل فئات المجتمع من طلبة ومحامين وأطباء وغيرهم، ولم يُسمع يوم أن الإسلامين هم من يحرك الشارع الجزائري حاليا”.
يذكر أن مزوار كان قد استقالة من منصبه على رأس “الباطرونا” دقائق من صدور بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج تشجب فيه تصريحات مزوار حول الأوضاع القائمة بالجزائر، في مداخلته خلال المؤتمر الذي استضافته مدينة مراكش، حيث قال إن ”الاحتجاجات التي تشهدها الجارة الجزائر، باعثة للشعوب المغاربية على الأمل“، مضيفًا أن ”الجزائر لن تعود إلى الوراء، وعلى الجيش أن يتقاسم السلطة”.
واعتبرت الخارجية المغربية، أن “صلاح الدين مزوار، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، اعتقد أنه يتعين عليه التعليق على الوضع الداخلي بالجزائر””
وأضافت الخارجية أن الحكومة “تشجب هذا التصرف غير المسؤول والأرعن والمتهوّر”، وأن “هذا التصريح أثار تساؤلات على مستوى الطبقة السياسية والرأي العام بخصوص توقيته ودوافعه الحقيقية”.