2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

ثار أنس الدكالي، وزير الصحة السابق، في وجه قيادة حزب التقدم والاشتراكية، حيث رفض الاتهامات التي وجهت إليه بإثارة الفوضى في اجتماع اللجنة المركزية في دورتها الاستثنائية الأخيرة، موردا ما اعتبره جملة خروقات عرفها الاجتماع.
الدكالي بعث برسالة إلى بنعبد الله، الأمين العام للحزب، قالف فيها إن “اتهامات المكتب السياسي بإثارته الفوضى والتشجيع عليها، خالية من الصحة وأنفيها جملة وتفصيلا، الأمر الذي توضحه مختلف التسجيلات التي واكبت اجتماع اللجنة المركزية وتؤكده مجموعة من الشهادات لرفيقات ورفاق من اللجنة المركزية”.
ولفت الدكالي إلى أنه تمت مقاطعة كلمته من طرف أعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية، وفي ما يخص تعليقه على عملية التصويت، قال الدكالي: “اسمحوا لي أن أؤكد لكم أن كلمة “تزوير” يجب ألا تخرج عن سياقها، فتزوير عملية التصويت تعني المخالفات التي تشوب هذه العملية ليس إلا، والواقع أن ذلك ما حصل فعلا كما يمكن مرة أخرى أن تؤكده التسجيلات ومجموعة من الشهادات”.
وأضاف: “إن عملية التصويت كانت في أعين مجموعة من الرفيقات والرفاق في غاية الأهمية نظرًا للحساسية البالغة للقرار المطروح أمام اللجنة المركزية وطبيعته الحاسمة والفرصة الأخيرة لديهم للتعبير عن إرادتهم من خلال تصويتهم ضد مقرر المكتب السياسي وتسجيل موقفهم بكل حرية رافضين أن ينحنوا لتصفيقات من أرادوا فرض الإجماع”.
وسجل وزير الصحة السابق تجاوزات وخروقات في عملية التصويت، معددا إياها في “التضييق على عملية التصويت بمحاولة إثارة الفوضى والشغب داخل القاعة، وعدم احتساب علنيا الأصوات التي كانت مع التقرير من طرف رئاسة الدورة، وسوء احتساب الأصوات المعارضة للتقرير، وعدم السماح لمن لم يستطيعوا الولوج للقاعة لصغر مساحتها من أجل الإدلاء بأصواتهم، وتصويت من لا يحق لهم التصويت، ووجود عدد مهم من الرفاق وغير الرفاق ليسوا أعضاء في اللجنة المركزية ومنهم من ساهم في اثارة الفوضى ووجه السب والشتم مما خلق أجواء غير سليمة”.
واعتبر الدكالي أن “المرحلة المقبلة التي تنتظر الحزب تقتضي منا جميعا التحلي بروح المسؤولية ونكران الذات وتعزيز التماسك بين الرفاق في إطار احترام الرأي والرأي الآخر وتقوية القدرة على التفهم وتطوير العقليات والممارسات ليكون الحزب في أحسن صورة لدى المواطن خاصة الشباب منهم، قريبا أكثر من تطلعات المجتمع ومتجاوبا أحسن مع انتظاراته”.
وختم رسالته إلى بنعبد الله قائلا: “أود التأكيد على انفتاحي على كل الاقتراحات التي من شأنها تجاوز الخلاف الذي طبع الاجتماع الأخير للجنة المركزية ورأب الصدع والاتجاه نحو المستقبل بكل ثقة والعمل سويًا بكل تفاني من أجل تقوية لحمة الحزب وإعداده إعدادا جيدا لخوض ما ينتظره من استحقاقات وتحديات تطرحها عليه الساحة السياسية الوطنية والدولية خدمة للقضايا العادلة لبلادنا ولمواطنينا.
وكان المكتب السياسي للتقدم والاشتراكية قرر طرد عضوين من الحزب بسبب اتهامهما بإثارة الفوضى خلال اجتماع اللجنة المركزية للحزب، الذي انعقد يوم 4 أكتوبر الجاري. الأمر يتعلق برشيد الصديق، عضو اللجنة المركزية، الذي يعمل مديرا للموارد البشرية بوزارة الصحة، ولحسن بلكو، عضو المكتب الوطني الشبيبة وعضو اللجنة المركزية. في المقابل، منح المكتب السياسي مهلة ثانية لأنس الدكالي، وزير الصحة السابق، لتقديم اعتذار علني.