لماذا وإلى أين ؟

وضع المستشفى الإقليمي باشتوكة يخرج المواطنين للاحتجاج (صور)

آشكاين/ المحفوظ طالبي

عبّر العديد من المواطنين، مساء يوم أمس الخميس الـ17 أكتوبر، عن غضبهم  وعدم رضاهم على ما وصفوه بـ”الأوضاع المزرية” التي يعرفها المركز الإستشفائي الإقليمي لاشتوكة أيت باها، مُبرزين ذلك في ما أسموه بـ”المحسوبية والزبونية وتفشي ظاهرة الرشوة”، وبـ “الإهمال الطبي والاستخفاف بأرواح المواطنين” وكذلك بـ”النقص الكبير في عدد الأطر العاملة به”.

وردّد المحتجون، في هذه الوقفة التي دعت لها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان – فرع اشتوكة أيت باها، شعار: “سْوَا غَاسَّا، سْوَا أَزْكَّا .. إِزْرْفَانْ وَلاَبُدَّا”، الذي يعني أن الحقوق لا بد من تحقيقها سواء اليوم أو غداً، كما ردّدوا أيضا: “هذا مغرب والله كريم .. لا صحة لا تعليم”، و “زيدونا الممرضين .. بركة من البوليس”، و “الحكومة مشات وجات .. والحالة هي هي .. عيِّتونا بالشعارات .. والمواطن ضحية”، بالإضافة إلى: “واك واك على شوهة .. مواطنة قتلتوها”، في إشارة منهم إلى السيدة التي توفيت بعد العملية القيصرية التي أُجريت لها في الـ05 من الشهر الجاري.

خطأ طبي

وخلال هذه الوقفة الاحتجاجية، التي نُظمت أمام باب المستشفى، قالت سيدة إن عمليةً جراحيّة أُجريت لها على مستوى البطن دون أن تعرف السبب، مُعتبرةً أن هذه العملية خطأ طبي فادح تسبب لها في مشكل “الفتق” الذي أصبح يمنعها من ممارسة حياتها بشكل طبيعي.

وحَمّلت المتحدثة ذاتها كل المسؤولية في ذلك، إلى الطبيب الجرّاح مدير المستشفى الإقليمي، الذي أجرى لها العملية، معلنةً أنها لجأت إلى القضاء لمواجهته، نتيجة لعدم إيجاد إجابة لهذا السؤال: لماذا أُجريت لها العملية ؟ وبعد أن استنفذت كل الوسائل الودية للحصول منه على التقرير الطبي الذي يبرئه من المسؤولية.

وأشارت إلى أنها ليست ضد هذا الرجل، ولكن لن تصمت على حقها، مُبرزةً: “يلاَّ عْنْدُو التقرير إعطيه ليّا باش ما كان.. ياك كايقول هو ماشي مسؤول.. واخا حيد المسؤولية عليك، عطيني التقرير بلي راه السكانير اللي غالط.. عطيه ليا.. برئ نفسك.. خرج من باب واسع.. ماتوصلش لهاد الدرجة”، حسب تعبيرها.

المطالبة بالتحقيق

كذلك عرفت الوقفة كلمة أحد أفراد عائلة السيدة التي توفيت بعد عملية قيصرية أجريت لها بالمستشفى يوم السبت 05 أكتوبر 2019، أكد من خلالها أن السيدة غادرت الحياة بسبب الإهمال، مبرزاً أنه كان هو نفسه يبحث عن الممرضين أو الممرضات ولم يجد أحداً.

وأشار إلى أن هناك أُناس يعملون بجد وبتفاني، لكن من جهة أخرى هناك إهمال ولا مبالاة، مشدداً على ضرورة فتح تحقيق في القضية ومعرفة المسؤولين ومحاسبتهم.

وقال إن المستشفى هو ملك المواطنين وهو ملجأهم الوحيد في المنطقة، وإننا لا نريد أن تتكرر فيه مثل هذه الحالة لمواطنين آخرين، ولهذا نحن الآن نحتج، ونطالب بالتحقيق في القضية، أما السيدة المتوفاة وعلى الرغم أننا نستنكر بشدة ما وقع لها، فلا يساعنا إلا الترحم عليها.

تردّي الخدمات

ومن جانبه قال عبد الله مهماوي، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إننا نظَّمنا هذه الوقفة الاحتجاجية، تزامناً مع اليوم العالمي للقضاء على الفقر، وتضامناً مع ضحايا تردي خدمات المستشفى الإقليمي المختار السوسي، وترحماً وتقديماً للدعم المعنوي لأسرة السيدة التي توفيت بالمستشفى بعد أن جاءت لوضع جنينها.

وأضاف في تصريح لـ”آشكاين”، أن هذا المستشفى، الذي يعاني العديد من المشاكل منها ضعف بنيته التحتية والخصاص في الأجهزة وغياب قاعة الإنعاش، لا يرقَ إلى مستوى تطلعات الساكنة، خصوصا وأن المنطقة تعرف توافد العديد من المواطنين (العمال والعاملات في الفلاحة) في المناطق الأخرى، ونتيجة لما يتعرض له هؤلاء من حوادث، يتم نقلهم إلى هذا المستشفى الذي بالفعل لا يستطع استيعابهم جميعاً.

ناقوس الخطر

“ولهذا، نحن كجمعية مغربية لحقوق الإنسان قدّمنا العديد الشكايات للمسؤولين، نُدق من خلالها ناقوس الخطر، ونُنبه إلى الوضع”، يقول مهماوي، ويُضيف: “قُلنا إن الوضع داخل المستشفى الإقليمي المختار السوسي يُرثى له، وإذا لم يتم التدخل لمعالجته ستكون الحالة كارثية .. وبالفعل هذا ما نراه الآن: ها الوفيات، وها الناس كايديروا عمليات ما عرفوا كاع ديال أش”.

وأشار متحدث “آشكاين” إلى أن أمام هذا الوضع، وأمام غضب المواطنين الذين عبّروا اليوم على أن “وْصْلَتْ فِيهُم الْعْظْمْ”، وبأن اشتوكة على صفيح ساخن وأنها قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة، وعَبر هذه الوقفة الاحتجاجية الإنذارية، نُعيد دق ناقوس الخطر، ونقول فإن لم يتدخل المسؤولين وإيجاد حل لهذه المشاكل، وتزويد المستشفى بالأطر والتجهيزات وتوفير خدمات تحترم المواطنين، فيمكن أن تقع كوارث في المستقبل.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x