2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أثارت عملية إحراق العلم الوطني المغربي خلال إحدى التظاهرات التي نظمت بمدينة باريس الفرنسية، أمس الأحد 27 أكتوبر الجاري، للتضامن مع معتقلي حراكي الريف، (أثارت) سخطا واستياء وطنيا عارما لدى المغاربة، بالداخل والخارج.
وفور انتشار صور إحدى المتظاهرات وهي تقوم بإحراق العلم الوطني، عبر الآلاف من المغاربة عبر تدوينات وتعاليق بمواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم لهذا العمل، مؤكدين أنه سيضر بالقضية التي خرجت من أجلها المظاهرة ولن ينفع المعتقلين على خلفيته. كما عمل العديد من النشطاء على تغير صور بروفيلاتهم بأخرى تحمل العلم الوطني.
الصحافي محمد أحداد، إبن مدينة الحسيمة، قال “إن الذين أحرقوا العلم المغربي في باريس، لم يحرقوا العلم فقط؛ بل أحرقوا كل مبادرة نبيلة لطي ملف مؤلم للدولة وللمنطقة، لقد أحرقوا كل صوت عاقل كان يريد نزع الفتيل قبل أن نتورط جميعا”.
وأضاف ” لقد كانوا لوبي يستحوذون على الساحة ويؤججون ويحرضون على العنف، ويحملون أكثر الرؤى تطرفا”، مشيرا في تدوينة فيسبوكية إلى أن محرقي العلم الوطني “لو كانوا يتوفرون على مشروع سياسي لقلنا ذلك من حقهم، لكنهم على العكس من ذلك: إنهم جيش من الحقودين يخلطون بين النضال وبين الحقد الأعمى وبين الالتزام بالقيم والطائفية القبلية، يخونون، يعدمون الأشخاص والإطارات على وسائل التواصل الاجتماعي، وينبشون في أعراض كل مختلف قال: لا، إن هذا منكر”.
“لكن لم سيطر هؤلاء وأصبح صوتهم طاغيا”، يتساءل أحداد ويردف ” لأننا نحن أيضا جبناء، ولم نمتلك الشجاعة الكافية لمواجهتهم”، مشيرا إلى أن “هناك من هرب خوفا من التشهير وهناك من جبن وهناك من حاول تبرير أفعالهم بطريقة فيها الكثير من التلبيس والنفاق والخسة”.
أما الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، عمر الشرقاوي، فقد اعتبر أنه “حينما ندافع عن رموز الوطن وعناوين العيش المشترك، فليس لأننا نريد تغطية الشمس بالغربال، وليس لأننا ندعي أن مدارسنا ومستشفياتنا وقضائنا ومساكننا وحكومتنا وبرلماننا وديمقراطيتنا بخير، أبدا الوطن مليء بالأعطاب والمظالم والاقصاء والحكرة، لكنه بيتنا الذي نتخاصم فيه ونغضب بين جدرانه، لكن بالتأكيد ليس بورصة ندخلها لربح بعض الاسهم وإذا خسرنا ندير لها الظهر”.
وقال الشرقاوي في تدوينة فيسبوكية “صدق من قال الوطن ليس فندقاً نغادره حين تسوء الخدمة ونلعن صاحب المحل، الوطن مصير المواطن وقدره الذي لا مفر منه، ولهذا لم نسمع يوما أن ابراهام سرفاتي أو اليوسفي أو بنزكري أو ايت يدر مع كل الحيف الذي تعرضوا له، هددوا بحرق بطاقات هويتهم أو جوازات سفرهم أما حرق العلم فلم يخطر يوما على بالهم وبال مناضليهم”.
سعيد العمراني، أحد النشطاء البارزين بلجان دعم حراك الريف بأوربا قال “إن إحراق أي علم كيفما كان نوعه أمر مرفوض ومدان وهذا أمر محسوم بالنسبة إلينا منذ زمان، وأتذكر هنا موقفا صادق عليه نشطاء بلجيكا بالإجماع في بدايات الحراك في جمع عام للجنة محسن فكري ببلجيكا والقاضي بالسماح برفع جميع الاعلام في مظاهراتنا سوى علم إسرائيل وحتى العلم الأمريكي وقع الخلاف حوله ولم يحسم”.
وأضاف “هذه السيدة في الصورة والمحاطة بثلاثة أطفال، التي تحرق العلم المغربي لم يسبق لي أن رأيتها طوال حياتي بالرغم أنني أجوب كل عواصم اروبا ومدنها منذ انطلاق الحراك إلى اليوم. وهذا العمل غير المقبول اطلاقا لم يحدث في الساحة التي تجمهر فيها الاف المتظاهرين تلبية لنداء ناصر الزفزافي ورفاقه”.
وتابع العمراني في تدوينة فيسبوكية “بعد إعادة مشاهدتي للفيديو لحدث إحراق العلم كاملا تبين لي أن هذه السيدة كانت محمية ومحاطة من طرف جماعة التخوين، بمعنى الجماعة التي تخون النشطاء والمعتقلين وعائلاتهم اليوم علانية في اللايفات، وحتى المظاهرة التي دعا لها الزفزافي وشارك فيها ما يقارب سبعة آلاف متظاهر خائنة بالنسبة لهم بل رفضوا حتى شعارها”.
وشدد على رفض “أي موقف غير متوازن مما يحدث”، رافضا ما سماه بـ” إدانات المكر والتشفي، لأن الحلال بين والحرام بين”، مضيفا ” أؤكد لكم مليون ألف مرة أن الإدانة والاعتقال والقمع وحده لن يحل المشكلة في شيء فمن الواجب البحث عن حل يرضي الجميع ويبني المستقبل، فلنبدأ بإطلاق سراح كافة المعتقلين الآن قبل غد وإلا فإننا كلنا نساهم في الجريمة بصمتها وتخاذلنا وحيادنا السلبي”.
الله الوطن الملك احب من احب و كره من كره