2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أثار حادث إحراق العلم المغربي في مسيرة احياء ذكرى مقتل محسن فكري، بباريس، الكثير من الجدل. ويطرح هذا الحادث الكثير من الاسئلة متعلقة برموز الهوية الوطنية لدى المغاربة. هذه الاسئلة طرحتها “اشكاين” على المحلل السياسي، عادل بنحمزة.
1/ سبق وأن أحرق العلم الوطني في تظاهرة للتلاميذ أمام البرلمان عند اضافة ساعة للتوقيت الرسمي، ماهي قراءتك لهذه الظاهرة؟
لا أعتقد أن الأمر يشكل ظاهرة، إذ أن حالات حرق العلم الوطني تبقى محدودة ومعزولة، كما أن سياقاتها مختلفة، لهذا ليس من الموضوعية، ولو بحسن نية، إعطاء الانطباع بأن العلم الوطني لا يحظى بالتقدير اللازم لدى فئات مختلفة من المجتمع، وبالتالي من الواجب وضع كل حالة في سياقها، بخصوص حرق التلاميذ للعلم الوطني، وهي أيضا حالة كانت معزولة في تلك المظاهرة التي غاب عنها أي تأطير، تعبر عن ضعف تأطير الشبيبة التلمذية والتي تمثل فئة عمرية ذات حساسية خاصة، إذ أن ضعف مؤسسات الوساطة في بلادنا ينعكس بصورة مباشرة على العرض التأطيري في بعديه التربوي والسياسي، إذ تراجع دور الشبيبات الحزبية في التأطير وكذلك الوضعية التي توجد عليها أغلبية دور الشباب في بلادنا ومن خلالها منظمات المجتمع المدني، بمعنى أننا نعيش حالة فراغ مخيفة تترتب عنها أشكال مختلفة من الجنوح والتطرف في حالة التلاميذ، فإذا كان من الضروري أن تكون محاسبة، فإن ذلك يجب أن يهم منظومة الوساطة بكاملها وبشكل أساسي الجرأة في قراءة الأسباب والدوافع التي أفرزت عجزها الذي لا يمكن لأي تحليل موضوعي أن يخطئها.
2/ من يتحمل مسؤولية هذه الأحداث؟
المسؤول عن ذلك بلاشك هو النسق العام الذي تصنع فيه السياسة ببلادنا، و إنعكاسات ذلك على الشعور بالإنتماء الجماعي، وهنا لابد من التذكير بأن بلادنا تواجه مخاطر إفلاس رأس المال الاجتماعي، فقد حذر صندوق النقد الدولي من ذلك في تقرير مهم صدر سنة 2017 تحت عنوان “المغرب في أفق 2040″، لهذا يستدعي الأمر الإبتعاد عن الأجوبة السهلة لأنها لا تحمل أي بعد إستراتيجي ولا تفيد في معالجة الوضعية، والمسؤولية جماعية موزعة على مستويات مختلفة تشمل الدولة، الأسرة، المدرسة، الإعلام، مؤسسات الوساطة…
3/ هل يمكن القول أن ما وقع في مسيرة باريس يعكس شيوع الفكر الانفصالي بالمغرب؟
حادثة باريس معزولة، ولا يمكن أن نبني عليه خلاصة مضمونها أن الشعور الإنفصالي أضحى شائعا ببلادنا، بل على العكس من ذلك أعتقد بأن الطرح الإنفصالي يبقى معزولا سواء تعلق الأمر بالريف أو الصحراء، المغاربة لهم وعي تاريخي بأهمية الوحدة الوطنية، كما أن الهوية المغربية قامت دائما على التعدد في إطار الوحدة، هذا لا يعني بطبيعة الحال الاطمئنان وتجاهل بعض المظاهر، بل يجب التصدي للقضايا والإشكالات والمطالب الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية التي تحاول بعض الأطراف أن تجعل منها وقودا لترويج خطابها الإنفصالي.