بنزاكور يتحدث عن أسباب ارتفاع نسبة العزوبية في المغرب

علق الباحث  في علم الاجتماع النفسي الدكتور محسن بنزكور على تقرير المندوبية السامية للتخطيط، الذي كشف ارتفاع متوسط العمر عند الزواج لدى المغاربة بحوالي 8 سنوات، سواء عند الرجال أو النساء، قائلا إن استقلال المرأة وتمكينها اقتصاديا وتغيير بعض المفاهيم الاجتماعية هي من أسباب هذا الارتفاع.

وقال بنزاكور، في تصريح لـ”آشكاين”، إن المتغيرات الاجتماعية التي شهدها المجتمع المغربي أبرزت هذا التغيير، أولها يعود للمرأة، لأنه في السابق كانت تهيأ نفسيا للزواج، وكانت تربى على أساس أن مصيرها سينتهي بالزواج، لكن اليوم تغيرت الأمور وأصبحت مثلها مثل الرجل، تستثمر في المستقبل وبنت لنفسها عالما خاصا، بحيث تدرس وتشتغل وتحقق أهدافها، وتثبت شخصيتها، وهو جانب إيجابي بالنسبة للمرأة.

ويضيف المتحدث أن الجانب السلبي للرجل في هذه الأمر يرتبط بارتفاع نسبة البطالة، خصوصا في صفوف خريج الجامعات والمعاهد، إضافة إلى أن الثقافة المغربية ترى أنه لا يمكن فتح باب الزوجية إلا بالحصول على عمل قار، وبالتالي يصعب على الرجل أن يتزوج وهو بطالي.

وأوضح الباحث أن هذه الحقيقية الاجتماعية أفرزت بعدا جديدا وهو أن الشباب أو الشابات بعد طول التمدرس، لم تعد رغبتهم تتمحور حول الزواج، وإنما في أشياء أخرى ترتبط بالبحث عن السعادة بمادياتها، وهو أمر ينطبق على الجنسين، ويصبح الزواج آخر ما يفكرون فيه، أضف إلى ذلك التخوف منه بسبب ارتفاع نسبة الطلاق.

وشدد بن زاكور على “أن النظام الاقتصادي العالمي ولد نوعا من الفردانية تأثر بها الشباب المغربي، وهي التخوف من تحمل المسؤولية التي ترتبط بالزواج، أي أن الشاب المغربي دائما يبحث عن السعادة خارج مؤسسة الزواج، كما أن هناك ثقافة مغربية تربط الدخول في الزواج بالحرمان من أشياء أخرى وهذا غير صحيح”.

ونبه الخبير الاجتماعي إلى “أن هناك عنصرا مهما وهو البعد الجنسي الذي أصبح متاحا، أي انه لم يعد هناك حصار على الجنس في المجتمع، فتلبية الشهوة الجنسية في المغرب وإن كانت بطريقة رسمية غير معترف بها، فهي متداولة وموجودة، وبالتالي فإن الدافع للزواج الذي كان هو التحصين، والستر وغيرها من المفاهيم، أصبح غائبا، بغياب هذا البعد الجانسي”.