لماذا وإلى أين ؟

مربوح: الشوباني خصص 600 مليون لدراسة برنامج تنموي بدون جدوى (حوار)

اضطر الحبيب الشوباني، رئيس جهة درعة تافيلالت، إلى رفع الدورة الاستثنائية التي انعقدت أمس الثلاثاء، لعدم اكتمال النصاب القانوني. وهو ما اعتبره البعض بداية بلوكاج سيجده في طريقه، إذ هذه أول مرة تُرفع الجلسة لتغيّب أعضاء المجلس، فيما ذهب البعض إلى مقارنة ما تعيشه الجهة مع جهة كلميم وادنون التي انتهت مشاكلها بانتخاب امباركة بوعيدة رئيس لها.

إلا أن لحو مربوح، المستشار في مجلس جهة درعة تافيلالت، يقول إن لكل جهة خصوصياتها وظروفها، إذ كلميم واد نون اتسمت بصراعات سياسية، فيما درعة تافيلالت صراعاتها ذات طابع تنموي محض، مشيرا إلى أن كل مشاكل جهه درعة، التي تعد الأفقر من بين الجهات، تنحصر في غياب برنامج تنموي.

هل هذه أول مرة يجد فيها الشوباني نفسه وحيدا؟

نعم، إن عبثه لا يفهمه أحد، فهل تُقام الدورات حسب رغبة الرئيس؟ إن هناك قانونا منظما إذا أراد تطبيقه. وقد رأيتم كيف أبدى الوالي ملاحظاته تجاه تسييره لأنه قام بدوره كسلطة رقابة يجب أن تتدخل في حال تم تسجيل ملاحظات، وقد كانت في محلها.

إننا أمام رئيس محترم لم نفهم ماذا يريد، إنه يقمع من يعارضه والحال أنه يجب الاستماع إلى كل الآراء. وهذا خلافنا معه كمعارضة، لأننا نقوم بدورنا، وشخصيا نبهته مرارا إلى أننا نتوفر على 125 جماعة والمفروض أننا يجب أن نكون قاطرة لتنمية هذه الجماعات من خلال برنامج تنموي واضح، لكن إلى حد الآن ونحن نسير في السنة الخامسة من الولاية لا نتوفر عليه، والحال أن القانون يفرض أن يُعرض منذ السنة الأولى.

إنه يفرق الاعتمادات يمينا وشمالا، وقد نبهته إلى ذلك في دورة سابقة، إذ شددت على أنه لو كنا نتوفر على برنامج تنموي سيكون ذلك بمثابة محاكمة لنا جميعا، لكن لا يريد ذلك، “بغا يعطي لمن بغا”. وهذا على حساب جهة هي الأفقر من بين الجهات. لا بوصلة لنا لحد الآن، إذ لو كان البرنامج لما كانت كل هذه المشاكل.

لكنه يقول إن معارضة المجلس ضعيفة؟

يقول هذا دائما، لكن نقوم بدورنا، هو الذي لا يريد أن تكون هناك معارضة في المجلس. وأعطيك مثالا واضحا على أنه لا يحب من يعارضه، هو أن لجنة المالية والبرمجة منذ البداية تقرر أن ترأسها المعارضة كما يقول القانون، وأنا من ترأسها، لكن لم يمر على ذلك تقريبا سوى ثمانية أشهر حتى قدمت استقالتي أثناء انعقاد جلسة وأمام الرأي العام، وشرحت له الأسباب التي عاقت عملي. ولحد الآن بعد سنوات لم يأخذ أحد مكاني، بل إن نائب رئيس اللجنة ينتمي إلى حزب العدالة والتنمية، الذي ينتمي إليه الشوباني، فهل هذا لا يوضح أن الرئيس هو الذي لا يريد المعارضة؟ في كل الجلسات تجده مستعدا لمواجهة من يعارضه، لأن ثقافته لا تقبل المعارضة، إنه يريد معارضة صورية.

هل يمكن الحديث عن أوجه تقارب بين جهتكم وجهة كلميم واد نون التي توقفت صراعاتها بعد انتخاب امباركة بوعيدة؟

لا توجد مقارنة بين الجهتين، فلكل منهما ظروفه، ولا يوجد صراع سياسي في جهة درعة تافيلالت كما يُقال. ورغم أنه لا حق لي في الحديث عن كلميم واد نون، لكن ربما الصراع الذي كان فيها سياسي محض، عكس جهة درعة التي يوجد فيها صراع حول التنمية وليس صراعا سياسيا، والدليل كما أوردت حالة لجنة المالية والبرمجة. ما نطلبه هو أن نتوفر على برنامج تنموي لننفذه، ولنكون قاطرة للتنمية، وهذا هو الخلاف الذي بيننا، وهنا أقول له اعرض البرنامج وهيا لنعمل سويا.

وعليه فإن السؤال هنا، هو من المسؤول عن هذا التأخير؟ برنامج التنمية هو الهم، بالأخص لجهة مثل هذه الجهة التي كان يتوجب أن نكون قاطرة، لأنه حتى الجماعات الترابية يجب أن تتناغم مع برنامج تنمية الجهة.

ما لا يوجد في النقاش الدائر، وقد ذكرت ذلك في إحدى مداخلاتي، هو أن هذا التغييب إرادي، لأن الشوباني لم يعد يتحدث عن البرنامج المذكور، وقد مرت صفقة بـ 600 مليون لإجراء دراسة للبرنامج التنموي، لكن لم نرى شيئا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x