2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

طفا إلى السطح من جديد نقاش مدى حرص الدولة، عبر المؤسسات المعنية، على تطبيق مضامين “مدونة الأسرة” وذلك بعد واقعة تسريب وثيقة، عبارة عن التزام زواج موقع بين الشيخ السلفي محمد الفيزازي، ومواطنة تسمى سناء، لا يخضع (الزواج) إلى الضوابط القانونية.
وثيقة “زواج” الفيزازي، والتي نفى صحتها هذا الأخير، أماطت اللثام عن ممارسات شائعة داخل المغرب، وهي ما يعرف بـ”زواج الفاتحة” أو “زواج حسب الشرع”، بحيث أن العديد من المغاربة يلجؤون لهذه الوسائل المتحايلة على القانون، وخاصة عندما يكون أمامه عائق يمنع إبرامهم لزواج وفق القوانين المغربية المعمول بها.
“المشكل أعمق من ذلك بكثير”، يقول الباحث في علوم الدين، محمد رفيقي، المعروف بـ”أبو حفص”، ويضيف: “المشكل أن هناك جزءا من المتدينين داخل المجتمع يعيشون بقانونين وفي دولتين، بحيث يعتبرون أن هناك قانونا وضعيا غير ملزمين به وقانون شرعي يتحاكمون إليه في معاملاتهم وأحوالهم؛ وخاصة عندما يكون هناك تناقض بين المرجعية الفقهية والقانون الوضعي كما هو الحال في حالات الزواج”.
ويؤكد أبو حفص في حديث مع “آشكاين”، أن “كثيرا من السلفيين لا يؤمنون بالشروط التي وضعها القانون بخصوص الزواج أو غيرها من أحكام الأسرة”، مردفا “فمثلا عندما تأتي المدونة لتمنع التعدد وتضع له قيودا معينة لا يعترفون بهذا الأمر بحجة أن ما جاءت به (المدونة) مخالف للدين، ويرون من منطلق فقهي ديني أن الزواج يكتفى فيه بالشروط التي وضعها الفقهاء دون أن يحتاج ذلك كما في القانون إلى كتابة العقد ولا إلى توثيقه في المحكمة، وبالتالي يتزوجون ما يشاؤون من النساء دون أن يوثقوا ذلك في عقود مكتوبة”.
وتساءل المتحدث “أي قانون يحتكم إليه هؤلاء الناس؟ وبأي قانون يعترفون؟ وكيف يجرؤون على الإقدام مثل هذه الأمور مع انه يعلمون أن القانون لا يعترف بها ويمنعها ويعتبرها فسادا، ويفعلون ذلك من منطلق أن الشرع والدين يجيزان ذلك ولا عبرة للقانون في هذه النقطة”.
وكان الشيخ محمد الفيزازي، قد نفى في تصريح سابق لـ”آشكاين”، صحة الوثيقة المنسوبة إليه، التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتشير إلى كونه تزوج بسيدة عن طريق التزام.
وقال الفيزازي إن مروجي هذه الوثيقة هم أعداء الوطن، وأعداء الاستقرار، وخدام الأجندات الأجنبية، معتبرا أن ترويجها يستهدفه باعتباره “صوتا يدعو إلى التمسك بالثوابت”.
وشدد الفيزازي على أن كل ما يروج “مفبرك ومزيف، ونُشر بحسابات مزيفة، وسبق نشره قبل سنة وانتهى أمره، لكن أعداء الوطن عادوا ليروجه على أنه حقيقية”.