لماذا وإلى أين ؟

لجوء أعوان السلطة لإسبانيا..”صيد إستخبارتي ثمين” يهدد المغرب (وثائق)

من المعلوم أن طلب اللجوء السياسي، تفرضه ظروف سياسية تهدد السلامة الجسدية لطالبي هذا اللجوء، إلا ان هناك ظاهرة أصبحت تعرف انتشارا وهي اللجوء السياسي لأعوان السلطة بعد أن تم فصلهم من عملهم لأسباب مهنية أو شخصية، فبعد محمد الخولالي، عون السلطة السابق في الجماعة الحضرية في مدينة الناظور، أعلن محمد بلونس رئيس التنسيقية الوطنية لأعوان السلطة بالمغرب، عن وصوله الى مليلية وطلبه اللجوء السياسي هناك.

فبعد أن عجز عون السلطة السابق بالملحقة الإدارية الأولى لبلدية الناظور محمد الخولالي عن إثبات اتهاماته لعدد من الموظفين الأمنيين بالناظور باستهلاك المخدرات القوية، مجموعة من أشرطة فيديو، أصدرت المحكمة الابتدائية بالناظور حكما ضد “المقدم” السابق يقضي بعقوبة حبسية نافذة تصل إلى ستة أشهر مع تعويض مالي للمتضررين من الموظفين الأمنيين وآخر لفائدة مصور صحفي ذهب ضحية اعتداء تعرض له على يد نفس الشخص.

وإثر مغادرة الخولالي للسجن، راسل الوكيل العام للملك بالناظور ووزير العدل يخبرهم بتخليه على الجنسية المغربية كما نشر عدة فيديوهات على صفحته الفايسبوكية يهاجم فيها كبار الشخصيات الأمنية والقضائية والسياسية بالناظور، ليعلن بعد أيام قليلة عن توجهه إلى مليلية المحتلة طالبا اللجوء لدى الإسبان، ليتم إيداعه بمركز للإيواء، في انتظار استكمال الإجراءات القانونية لنقله إلى إسبانيا.

ولم تمضِ إلا شهور قليلة على لجوء الخولالي، حتى كشف محمد بلونس عون السلطة السابق بالناظور والذي عمل لمدة بقسم الشؤون الداخلية بعمالة الناظور عن مغادرته للمغرب باتجاه الثغر المحتل، دون عودة، طالبا اللجوء السياسي، ونشر بلونس تدوينه على صفحته على فيسبوك يعلن فيها وصوله الى اسبانيا ويتوعد فيها بالكشف عن عدد من التفاصيل وزاعما انه تعرض لمحاولة تصفية بالناظور قبل رحيله.

وكان عون السلطة السابق، بلونس قد دخل منذ مدة في خلاف مع رؤساءه وصل الى المحاكم وانتهى بعزله من مهامه. هذا ونشر عون السلطة السابق محمد خولالي صورة له رفقة بلونس قرب مستشفى كوماركال بمليلية و بلونس يحمل بطاقة مركز الايواء بالمدينة المحتلة.

ولعل أن ظاهرة اللجوء السياسي لأعوان السلطة المغاربة، وسرعة إسبانيا في منحه (اللجوء) لهذه الفئة مقارنة بالتأخير والتماطل الذي تنهجه مع طالبي اللجوء السياسي من أصحاب القضايا السياسية الحقيقة سواء المغاربة أو غيرهم يعكس أن الجارة الشمالية للمغرب تنظر لهؤلاء على أنهم “صيد مخابرتي ثمين”، -بحسب وصف صحيفة ” إيفاردي دي مليلية”- يمكن أن يستعمل ضد المصالح العليا للمغرب، بالنظر للمعلومات الأمنية التي يمكن أن تكون بحوزة أعوان السلطة، وكذا لكون العلاقة التاريخية التي تربط المغرب بإسبانيا هي علاقة عداء وحذر، بسبب استمرار هذه الأخيرة في احتلال مدن وجزر مغربية وابتزازها للمغرب فيما يخص النزاع المفتعل بأقاليمه الجنوبية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x