2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
سكان عمارة رهائن مافيا للدعارة يتزعمها متورط مع “حمزة مون بيبي” (وثائق+فيديو)

كشفت وثائق أن المتورطين في فضيحة ما يسمى “عمارة بابليون” بمراكش مازالوا يستقطبون الممتهنات للدعارة ويخصصون لذلك عشرات الشقق في العمارة التي هجرها جل سكانها بعد تفجر الفضيحة سنة 2016 عن طريق قناة فرنسية.
حيث اشترت هذه الشبكة أغلب الشقق وخصصتها للكراء، بينما تحاول إخراج من تبقوا في العمارة عن طريق التهديد وهو ما وسّع أملاكهم إلى أكثر من 70 شقة تعيش على وقع الليالي الماجنة.
ما يحصل في العمارة فضحه زوجان فرنسيان طاعنان في السن مازالا يقطنان فيها، قالا إنهما قررا الخروج عن صمتهما. لأنهما يعيشان كرهائن تحت رحمة شبكة أشخاص يقودهم المدعو يوسف (ح)، الذي هو رأس الحربة في الفضيحة وسبق للمحكمة إدانته مرتين قبل تبرئته، وقد خصصوا حوالي 50 شقة لاستقبال الباحثين عن الليالي الحمراء، بثمن رمزي يسمح لهم باستقطاب أكبر عدد ممكن، وهو ما مكنهم من إنعاش نشاطهم الليلي.
وقد أعيد بيع شقق في العمارة بعد مغادرة مالكيها خوفا من الحالة التي أصبح عليها المكان ومن السمعة التي لصقته منذ 2016، كملجأ للمومسات والخليجيين والبيدوفليين، مقابل رسوم للكراء يستخلصها بطريقة غير قانونية رغم عدم توفر شبكات الصرف الصحي والكهرباء في تلك الشقق.
ويقولان إنهما راسلا الديوان الملكي لأنهما يتعرضان للتهديد والمضايقة لدفعهم للخروج من العمارة، ولأجل ذلك لجأ مهددوهم إلى قطع التيار الكهربائي وإتلاف أنابيب المياه وتخريب سيارتهم. وهو ما أدى إلى إدخال العمارة في كارثة إنسانية بعدما تحولت شققها الفاخرة إلى خراب وملجأ للحيوانات، وبدأت تنهار أسقف شقق، في الوقت الذي تعيش شقق أخرى على وقع السهر والسمر كل ليلة.
وعبر “الكوبل” الفرنسي في رسالته عن استغرابه لبقاء رأس الحربة إلى أنه متورط في قضية “حساب مون بيبي” دون متابعة بل إنه وسعّ نشاطه إلى أكثر من مكان آخر في مراكش. لتصل الشقق التي يستغلها في الدعارة إلى حوالي 70، منها حوالي 50 في عمارة “بابليون” التي وضع عليها يده بالكامل كما يقول المشتكيان اللذان لفتا إلى أنهما رفعا شكاية إلى وكيل الملك بمراكش، ينبهان فيها إلى خطر المس بسلامة طفلهما.
“مون بيبي” والرأس المدبر
قال محمد مديمي، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان بمراكش، إن متزعم الشبكة له ارتباط بقضية “حمزة مون بيني” التي عرضت أكثر من شخص للابتزاز، حيث ثبت تورطه عن طريق إمداد الحساب بكتابات مسيئة لعرض المواطنين بهدف ابتزازهم.
وقد عبر المركو عن استعداده لمساندة ضحايا العمارة، التي أكد أنها أضحت وكرا للدعارة، مطالبا بفتح تحقيق حول العصابة التي تسيطر عليها، والتي يتهمها المركز بالاتجار بالبشر واستقطاب الفتيات للخليجيين والاطفال للبيدوفليين. مستنكرا ما يتعرض له الأجانب القاطنين فيها من اضطهاد.
أصل الحكاية.. فضيحة مغربية بعيون فرنسية
ملف هذه العمارة توبع فيه أكثر من 20 شخصا، مغاربة وسعوديون، بعد أن استأنفت النيابة العامة الأحكام الابتدائية الصادرة في حقهم، والذين سبق لابتدائية المدينة أن دانت المتهمين الثلاثة الرئيسيين منهم بأحكام بلغ مجموع مددها ثلاث سنوات نافذة، إذ أدين بسنة ونصف سجنا المدعو يوسف الرأس المدبر، المنتمي إلى عائلة معروفة في مراكش بامتلاكها لسلسة من الحانات والمطاعم والملاهي الليلية، على خلفية متابعته، في حالة سراح، بتهم تتعلق بإعداد محل للدعارة، والوساطة فيها، والتغاضي عنها، وتسهيل التعاطي لها، وإصدار أوامر للحراس بعدم اعتراض سبيل أي شخص يقوم بهذه الأفعال بأكثر من 40 شقة، يمتلكها بإقامة “بابيلون” بالحي الشتوي الراقي، والتي تقوم وكالته العقارية “الهدنة” الحاملة لاسمه العائلي بكرائها للسياح الوافدين على المدينة، خصوصا الخليجيين منهم، من أجل ممارسة الدعارة مقابل 2000 درهم لليلة الواحدة.
وقد كان مسير الوكالة العقارية المذكورة في حالة فرار، بعدما حكم عليه بسنة سجنا نافذا، فيما أدين سانديك الإقامة بستة أشهر نافذة، بتهم “تسهيل التعاطي الدعارة، وإصدار أوامر للحراس بعدم اعتراض سبيل أي شخص يقوم بهذه الأفعال بالإقامة”، والذي أكدت التحريات الأمنية المنجزة في الملف نفسه، بأنه يمتلك بدوره ست شقق بإقامة “النخلات الثلاث” بحي كليز يعدها للكراء.
وقد جاء تفكيك الشبكة أياما قليلة بعد تحقيق تلفزيوني صادم بثته القناة الفرنسية “تي إف 1″، في أواخر شهر رمضان 2016، بعنوان: “ألف فتاة وفتاة” حول موضوع الدعارة في مراكش، حيث تمت مداهمة ثلاث شقق بالإقامة، يشتبه في أنها الفضاءات نفسها التي شهدت تصوير مشاهد من التحقيق المذكور، وهي المداهمة التي أسفرت عن توقيف 17 شخصا قبل أن تتوسع التحقيقات.