2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

الابتزاز الجنسي والتشهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والإنترنت من الجرائم التي زادت حدتها كثيرا في الآونة الأخيرة، وهو ما أكدته تقارير قضائية وحقوقية رسمية.
“آشكاين” تستضيف المحلل النفسي والاجتماعي الدكتور محسن بنزاكور، في إطار فقرة “ضيف الأحد” لمناقشة هذه الظاهرة، وتسليط الضوء على مختلف الجوانب الاجتماعية والسيكولوجية لمقترفي هذا النوع من الجرائم
ما هي الدوافع السيكولوجية والاجتماعية وراء ظواهر الابتزاز والتشهير عبر مواقع التواصل الإجتماعي ؟
هناك قاعدة أساسية تقول بان من وجد حقيقة في الواقع الإنساني انتقل بالضرورة إلى الواقع الافتراضي، أي أن ما يشكل شخصية الإنسان في تعامله مع الآخرين في الواقع، هو ذاته في العالم الافتراضي، فحينما يكون الإنسان في علاقة غير متوازنة أو مختلفة مع ذاته، قبل أن يكون مع الآخر يلجأ للنزاع بكافة أشكاله، ويختار أحد الأسلوبين لفضه، إما عن طريق الحوار والتواصل والاتفاق، أو اللجوء للعنف سواء عن طريق الإبتزاز أو العنف النفسي أو الجسدي أو الضغوط غيرها، بما في ذلك أساليب الابتزاز التي نراها في وسائط التواصل الاجتماعي، وتصيب ضحاياها بضرر نفسي كبير، كما تشكل ضغوطا عليهم، تضع المبتز في موضع قوة، وتزيد من حدة مخاوفهم بالمقابل، لأنها تصبح متاحة لعلن ولأقرب الناس إليهم.
بعض مقترفي هذه الظواهر يلجئون إلى ربط علاقات مع نساء من أجل الإبتزاز الجنسي، وتجدهم يتفننون في هذا الأمر ، هل هو نوع من المرض النفسي ؟
الأمر يتجاوز هنا المرض النفسي والنرجسية المرضية، هناك نوعان من المبتزين الذين يدخلون في هذه الخانة، النوع الأول الذي يقوم بذلك بسبب عجز جنسي، أو ضعف في القيم والأخلاق، يجعله عاجزا عن إقناع الآخر بالعلاقة، والتفكير في اللجوء لمثل هذه الأساليب، من اجل الحفاظ على العلاقة، ولو كان ذلك عن طريق الإبتزاز ومقايضة الطرف الآخر بكرامته وشرفه، سبيلا في التحكم فيه وإرضاء الوهم الذي يعيشه، والنوع الثاني “محترفون” الذي يلجأ لذلك كوسيلة مسبقة للوصول إلى غرض جنسي تافه، أي أنه يربط علاقة مع فتاة ما بنية مبيتة، ويوهمها أنها علاقة عادية مبنية على الحب والاحترام، لكنه يحاول كل الوقت أن يصطاد بعض الصور، كوسيلة للابتزاز وقضاء مصالح ذاتية أو المعاشرة الجنسية غير مؤدى عنها.
كيف يمكن تفسير الإقبال الكبير وتهافت الناس على الفضائح بمواقع التواصل الاجتماعي ؟
الإنسان بطبيعته يحب تتتبع أعراض وعورات الناس والفضائح، سواء في الواقع أو العالم الافتراضي، ونعطي مثالا على ذلك تجمهر المغاربة حول الفضائح في الشارع العام، أو حوادث السير والشجارات، وهذه الظاهرة انتقلت بطبيعة الحال إلى الواقع الافتراضي، لكن الخطير، هو حينما يتحول الأمر إلى نسبة خيالية من المشاهدات وملايين المتابعين للفضائح، وهذا يدفعنا للسؤال : لماذا يحرص المغربي على تتبع عورات وفضائح الآخرين، ولا يعطي الاهتمام للمجال العلمي والمعرفي؟ هل هو فراغ أم تراجع للتكوين في القيم أو ضغوطات نفسية ومخاوف، يريد تفريغها من خلال مشاهدات عورات الناس؟ أو أنه ببساطة “مراضيش على راسوا”؟ أو أن الفضائح تترجم المسكوت عنه في المجتمع المغربي، وهما طابوا الحياة الجنسية الغائبة، أو كل هذه العوامل التي تدفع كل شخص إلى إعطاء صورة مثالية عن نفسه على حساب فضائح الآخرين، مع أن لكل فرد نصيبه من الفضائح.
إذا كان الدولة تمارس الإبتزاز الجنسي فماذا نقول عن بعض المواطنين المرضى؟
على من تضحكون