2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

مازال حزب “العدالة والتنمية” يتغلغل ويخترق دواليب وزارة الخارجية المغربية، ويترامى على اختصاصاتها في صمت ودون اثارة الانتباه.
فقبل أن يهدأ السجال الذي أثاره النشاط الذي تعتزم جمعية “مغرب التنمية بإيطاليا”، التابعة لحزب العدالة والتنمية، تنظيمه بمساعدة سفير المملكة المغربية بإيطاليا، ودعم من القنصلية المغربية ببولونيا، وسط عدد من المتتبعين والمهتمين بالشأن الدبلوماسي المغربي، تفجر سجال آخر حول خلفيات تمثيل حزب “البيجيدي”، لوحده، للمغرب في قمة رؤساء الدول والوفود بالمؤتمر الـ25 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطار بشأن تغير المناخ (cop25) التي تحتضن أشغالها العاصمة الإسبانية مدريد.
فخلال الدورة 25 للمؤتمر المذكور برئاسة دولة الشيلي، حضر كل من سعد الدين العثماني، الأمين العام لـ”البيجيدي” ورئيس الحكومة، وعزيز رباح، القيادي وعضو الأمانة العامة بذات الحزب ووزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، كممثلين عن الحكومة المغربية، بالإضافة إلى أختهم بالحزب عضوة الأمانة العامة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، نهزة الوافي، التي لا يعلم أحد الصفة التي حضرت بها؟؟
البيجيديون عملوا على التسويق جيدا لحضورهم بالمؤتمر المذكور، وأعطوا صورة للوفود الأجنبية التي حضرت المؤتمر أن البيجيدي هو القوة السياسية الوحيدة في المغرب، بعدما غاب أي ممثل آخر، سواء عن الأغلبية الحكومية أو مؤسسات غير حكومية تهتم بالمناخ، في إطار الدبلوماسية الموازية، خاصة وأنه خلال مثل هذه المؤتمرات تجرى عدة لقاءات على هامشها تناقش خلالها مواضيع دبلوماسية وقضايا ثنائية. وكم من قمة عالمية حلت خلالها قضايا عمرت لسنوات، كانت نتيجة لقاء ثنائي على هامش مؤتمر دولي في مجال آخر.
الحضور البارز والوحيد للبيجيدي في القمة المذكورة، قد يشكل حرجا للدبلوماسية المغربية مستقبلا، نظرا للخلفية الأيدلوجية لهذا الحزب، والنظرة الاحترازية التي تنظر بها إليه عدة دول وقوى أجنبية، بسبب قربه من التنظيمات الإخوانية العالمية.
وما زاد من استغراب المتتبعين للشأن الدبلوماسي المغربي هو حضور نزهة الوافي مع الوفد الذي مثل المغرب، بدون أية صفة تذكر.
الوافي شاركت صور لها بالقمة المشار إليها رفقة إخوانها في الحزب، سعد الدين العثماني وعزيز رباح، واعتبرت أن القمة “ستكون مناسبة لتقديم المشاريع والمبادرات الوطنية في مختلف مجالات مواجهة التغير المناخي، وكذا تعزيز الإشعاع المغربي على المستوى الدولي في هذا المجال”، دون أن تكشف عن الصفة التي حضرت بها، اللهم إن كانت الحكومة المغربية قد ألحقت قطاع البيئة بشؤون الجالية؟؟
ولتبرير تواجدها بإسبانيا، شاركت الوزير ذاتها صورا لها في لقاء مع بعض ممثلي الجالية المغربية بإسبانيا، أعدته لها السفيرة المغربية بذات البلد كريمة بنيعيش. وهو ثاني لقاء تقوم مصالح وزارة الخارجية المغربية بإعداده للبيجيدي، دون أن نعرف ما إن كان هذا الأمر بعلم من وزير الخارجية ناصر بوريطة.
لقاء الوافي بأفراد من الجالية المغربية بإسبانيا خلق شرخا وسط هذه الأخيرة، حيث خرج عدد من ممثلي جمعيات تهتم بشؤون الجالية بذات البلاد يتساءلون عن المعايير التي اعتمدتها لاستدعاء من التقت بهم؟ متهمين إياها بكونها عقدت لقاء مع بعض المقربين من البيجيدي تحت غطاء الوزارة المكلفة بشؤون الجالية وبإيعاز، ربما عن غير وعي، من سفارة المغرب بمدريد.
فإلى متى سيستمر البيجيدي في اختراق وزارة الخارجية المغربية؟