2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

خلال الزيارة الرسمية التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو للرباط، استحوذ حزب “العدالة والتنمية” على تمثيل الحكومة في المباحثات التي أجراها رئيسها مع المسؤول المذكور.
فخلال اللقاء المذكور، تحدث الإعلام الدولي، الذي تابع هذا الحدث التاريخي، عن لقاء بين بومبيو ورئيس حكومة المغرب، سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب “العدالة والتنمية”، والذي كان مرفوقا بوزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، والقيادي البارز في حزب العدالة والتنمية، المصطفى الرميد.
هذا اللقاء أعطى انطباعا للمتتبع العالمي أن الحكومة المغربية لا يوجد فيها سوى حزب العدالة والتنمية، وأن هذا الأخير هو الحزب الحاكم لوحده، ما يطرح عدة تساؤلات عن أسباب استفراد البيجيدي بتمثيل الحكومة في ذالك اللقاء المهم؟ وموقف باقي حلفائه فيها من هذا الأمر؟
البعض أرجع هذا الاستفراد والاستحواذ الذي قام به “البيجيدي” خلال لقاء بومبيو إلى ضعف حلفائه بالحكومة. فلقاء مثل هذا كفيل بإعطاء صورة للولايات المتحدة الأمريكية على أن البيجيدي هو فعلا الحزب المسيطر والمهيمن في آن واحد على المشهد السياسي المغربي. والمهتم بالشؤون السياسية يعي جيدا سعي أمريكا وقوى عالمية في البحث عن الفاعلين والمؤثرين الحقيقيين في لعبة التوازنات السياسية الداخلية ببلدانهم لتزكيتهم والتعامل معهم.
البيجيدي في لقائه مع بومبيو لم يقصي حلفائه وفقط، في الوقت الذي كان بإمكانه إشراك أعضاء آخرين من مكونات حكومته الإئتلافيية وإبراز الوجه الإيجابي للتعددية السياسية والحزبية بالمغرب، بل عمل أيضا على تكريس الانتقادات التي تطال إيديولوجيته، والتي من بين محدداتها مثلا تحييد المرأة وتقليص دورها، بحيث لم نرى حضورا لأية امرأة وزيرة من عضوات الحكومة رفقة العثماني في لقائه مع بومبيو، على قلتهن.
استفراد “البيجيدي” بتمثيل الحكومة في اللقاء مع بومبيو يأتي ضمن سلسلة من المحطات التي حاول فيها هذا الحزب البحث له عن موطئ قدم في السياسة الخارجية للمغرب، واختراقها، وذلك من خلال خطة تعتمد تقديم الحزب على أنه القوة السياسية المسيطرة في المغرب، بهدوء ودون اثارة أية ضجة.
فقبل هذا اللقاء ترأس عضو الأمانة العامة بـ”البيجيدي” والوزير السابق المصطفى الخلفي وفد، قيل إنه من الصحافيين، رحل إلى الصين للاطلاع على تجربتها المثيرة للجدل في “حرية الصحافة”، دون أن يكشف عن الصفة التي تم اختيار الخلفي بها لهذه المهمة غير تعبيد الطريق أمام الحزب المذكور من أجل الدعاية في الصين لما قد يعتبره إنجازات حققها خلال فترة ترؤوسه للحكومة طيلة 8 سنوات، اللهم إن كان قد تم تقديمه كوزير حقيقي للإعلام، دون علم حسن عبيابة، الوزير المسؤول الحالي عن القطاع؟
وبعد رحلة السياحة السياسية للخلفي، أثير سجال واسع بين عدد من المتتبعين والمهتمين بالشأن الدبلوماسي المغربي حول النشاط الذي تعتزم جمعية “مغرب التنمية بإيطاليا”، تنظيمه بحضور سفير المملكة المغربية بإيطاليا، ودعم من قنصلية المملكة المغربية ببولونيا، ومن تأطير نفس الوزير.
النشاط الذي تنظمه جمعية محسوبة على حزب العدالة والتنمية، دفع البعض إلى التساؤل حول ما إن كان “البيجيدي” قد اخترق وزارة الخارجية بعد توليه لحقيبة الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج في الحكومة الجديدة بعد إعادة هيكلتها، وهو ما سهل مأمورية الجمعية التابعة له من أجل تنظيم نشاط حزبي وسياسي بهذا الحجم، بتنسيق مع مصالح وزارة الخارجية المغربية بإيطاليا.
بعدها بأيام فقط، استغرب المتتبعون تتمثيل المغرب من قبل ثلاثة وزراء للبيجيدي فقط، العثماني، الرباح والوافي، في قمة رؤساء الدول والوفود بمؤتمر (cop25) التي احتضنت أشغالها العاصمة الإسبانية مدريد، حيث عملوا على التسويق جيدا لحضور حزبهم الحصري بالمؤتمر المذكور، وأعطوا صورة للوفود الأجنبية التي حضرت المؤتمر أن البيجيدي هو القوة السياسية الحاكمة في المغرب، بعدما غاب أي ممثل آخر، سواء عن الأغلبية الحكومية أو مؤسسات غير حكومية تهتم بالمناخ، في إطار الدبلوماسية الموازية.
بالطبع، الباجدة مختصون في الزيارات الفاشلة!! ههههه نكتة ههههه