2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن فوز عبد المجيد تبون برئاسة الجزائر يؤشر على أن الجزائر تدخل مرحلة جديدة لتكريس هيمنة المؤسسة العسكرية، والقطيعة بين الجيش والمجتمع المدني والسياسي، ما سيجعل الحراك سيستمر لأن عدد من الملفات لم تتم ململتها”.
وأضاف الحسيني، في تصريح لـ”آشكاين” أن كل المرشحين للإنتخابات الجزائرية تم وضعهم، جميعا، من طرف المؤسسة العسكرية، وذلك يظهر أن الجيش هو الذي يسيطر على آلية اتخاذ القرار، ليس اليوم فقط، بل منذ استقلال الجزائر، موضحا أن “عملية حسم الصراع بين السياسيين والعسكرين انتهى لصالح العسكريين خاصة عندما نجح هوراي بومدين في الإنقلاب على أحمد بنبلة لتظل المؤسسة العسكرية منذ ذاك التاريخ وهي تسيطر على مقاليد الحكم”.
وأردف المحلل السياسي، أن عددا من أصحاب النوايا الطيبة في الجزائر كانوا يعتقدون أن الجزائر فعلا تتجه نحو الإنتقال الديمقراطي الذي يكرس السيادة لصناديق الإقتراع والتعددية السياسية، لكن الإنتخابات الأخيرة أظهرت بوضوح أن الجيش هو الذي يحكم وأن الإنتخابات واجهة توظف لتقنين أهدافه”.
وأجاب، الحسيني على سؤال “آشكاين” حول تأثير فوز تبون على العلاقات المغربية الجزائرية، قائلا: لقد اصدر تبون تصريحات عدائية ضد المغرب خلال حملته الإنتخابية، لذلك تطبيع العلاقات بين البلدين، قد يعرف مزيدا من الإشكالات، ونفس الأمر بالنسبة لإعادة بناء المغرب العربي المتوقفة بسبب موقف الجزائر من الوحدة الترابية المغربية”.
واعتبر المتحدث أن انتخاب تبون سيؤدي إلى حفاظ النظام الجزائري على نفس النهج المتمثل في أن قوته في ضعف محيط الجزائر، وأن العنصر المركزي في هذا المحيط والذي يجب إضعافه هو المغرب، مؤكدا أن ذلك تدل عليه عملية التنافس على إقتناء الأسلحة، بحيث أن الجزائر هي أول مقتني للسلاح في إفريقيا رغم أن نسبة النمو بها لا تتجاوز عتبة 1.3 في المئة، ما يؤكد أن الأولويات هي أولويات الهيمنة والطموح نحو الريادة الإقليمية بدل طموحات التنمية الداخلية وإصلاح شأن المجمع الجزائري.
