الكتاني: لا سبب لوجود السياسيين في لجنة النموذج التنموي ولعدم وجود كفاءات الخارج (حوار)

أخذ موضوع لجنة النموذج التنموي حيزا كبيرا من النقاش بعد الكشف عن تشكيلتها نهاية الأسبوع الجاري، نظرا لحجم وموقع الأسماء التي استقر عليها شكيب بنموسى رئيس اللجنة، بين مؤيد ومعارض.

الخبير الاقتصادي، عمر الكتاني، من بين المتحفضين على التشكيلة، حيث انتقد غياب الكفاءات الموجودة خارج أرض الوطن، في المقابل ثمّن غياب السياسيين عن اللجنة. قائلا إن على عاتق أعضاء اللجنة مهمة وطنية لابد من إنجاحها لتدارك الفشل التنموي الذي يتخبط فيه المغرب.

من منطلق مجال تخصصكم، ما رأيك في الأسماء الاقتصادية الموجودة في اللجنة؟

إنهم ينتمون إلى نخبة متعلمة اشتغلت في ميدان الاقتصاد وفي المقاولات، لكن لا يحضر في بالي أن أحدا منهم منظر للنموذج التنموي الذي نريد. ما في علمي أن أسماء راحلة كانت كبيرة في مجال التنظير كالمهدي المنجرة وغيره، لأن الأمر يتوجب التنظير، أي النظر إلى مغرب ما بعد 15 أو 10 سنوات في المستقبل.

وماذا عن غياب السياسيين؟

جميل أن يغيب رجال السياسة عن اللجنة، فالاعتماد على السياسيين أعطى نتائج ضعيفة، وأنا لا أشترط أن يكون في اللجنة سياسيون، لأن الأحزاب فرغت من نخبتها ولم يعتمد مرجعية يعتمد عليها.

كما أنه حان الوقت لنرى ما الذي يمكن للمجتمع المدني من خبرات، إلى جانب الخبرات والكفاءات الموجودة في الخارج لنرى ما الذي يمكنها إضافته، ففي رأيي كان يجب الاعتماد أكثر على خبرات الخارج، إذ لا يتواجدون بكثافة في اللجنة.

أتساءل هل اختيار هذه الأسماء كان مبنيا على نظريات فكرية أم ماذا، إن إنتاجهم الفكري غير معروف، وبالتالي نظرتهم العلمية قد تكون ناقصة، ولا أتصور أن واحدا منهم لديه تصور حول النموذج التنموي، يعني هل لدينا نموذج جديد أم سنبني على النموذج السابق الفاشل؟

على العموم، لديهم الوقت الكافي إلى غاية الصيف المقبل لكي يعدوا تصورا بديلا، تصور يجب أن يستهدف الاستثمار في المناطق الريفية والقطاع الاجتماعي، من خلال تخفيض تكلفة السكن وتعميم التعليم وتخفيض كلفة التطبيب… لأن اقتصاد الريع، أو الاقتصاد الرأسمالي يجب إعادة النظر فيه، وهذا يستوجب إرادة سياسية واضحة وليس مجرد كلام.

كما لا يجب أن تكون هناك تعديلات، إذ يجب سن نموذج تنموي جديد، وليس فقط تعديلات تجميلية، وأتمنى أن أكون خاطئا في ما أراه حول مستقبل اللجنة. أتمنى ألا يتمخض هذا الجبل فأرا. فأيا كان هذا النموذج يجب أن يستهدف المناطق الريفية، ومراعاة المصالح الاجتماعية والاقتصادية والاستفادة مما توفره .

لقد تضمنت اللجنة أيضا أسماء من الوسط الفني السينمائي وهذا خلق نقاشا لدى كثيرين

أتحفظ على وجودهم، لماذا؟ ما الذي أنتجته السينما المغربية؟ إذ لم تعالج القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المغرب لكي نعطيهم الفرصة للتفكير في إعداد نموذج تنموي.

لقد أعطت للأعضاء مهمة وطنية لذلك لا يجب أن يتلقوا مقابلا على عملهم الذي سيحدد عمل الحكومة المقبلة، وإذا لم ينجحوا ولم يخرجوا هذا النموذج سنجد أمامنا أما تكرار الفشل الحكومي، فالتدرج إذا أخذ أزيد من عشر سنوات فهو فاشل لأن الوقت الذي أمامنا للتأني بل يجب تدارك الأمر قبل فوات الأوان.