2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

آشكاين/محمد دنيا
شهد المغرب تطورات عدة على مستوى المشهد السياسي، فبعد “الهدنة” المبرمة بين الحليفين “الأعداء”؛ التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية، مَرَّت مياهٌ كثيرة تحت وفوق جسر السياسة بالمغرب، من شأنها أن تُؤثر على الأحزاب السياسية المغربية؛ سلبا أو إيجابا، تطورات بعضها ذات طابع سياسي وأخرى اجتماعي واقتصادي، يمكنها أن تُشكِّل خريطة سياسية جديدة.
آخر هذه التطورات، صُدور تقرير المندوبية السامية للتخطيط، الذي صَفع رئيس حزب “الحمامة”، تماما كما صفعه لسانه الذي نطق بعبارة “لي ناقص تربية من المغاربة نعاودو نربيوه”، كما يمكن إدراج إعلان المصالحة وطي صفحة الخلاف بين مكونات “الجرار”، ضمن هذه التطورات التي يرتقب أن تسهم في تغيير الخريطة السياسية بالمغرب، خصوصا أن طبول “الحرب الإنتخابية” بدأت تُدَق.
ومن أجل تسليط الضوء على هذا الموضوع؛ يستضيف الموقع الإخباري “آشكاين”؛ في فقرة ضيف السبت لهذا الأسبوع، المحلل السياسي، مصطفى السحيمي.
بداية، عبارة “إعادة تربية المغاربة” جرَّت سخرية كبيرة على أخنوش، هل تعتقد أنها ستؤثر عليه سياسيا؟
الأكيد أن صورة أخنوش لم تعد كما كانت، لأنه إرتكب أخطاءً فادحة في التواصل، كان آخرها زلة اللسان هذه؛ التي تلفظ بها في لقاء ميلانو، كما أن هناك أمور أخرى ستؤثر على شعبيته، أبرزها حملة المقاطعة التي ما زالت في أذهان المغاربة، بالإضافة إلى حملته “100 يوم 100 مدينة”؛ والتي ركز عبرها على “الشواء والزرود وداكشي معيق بزاف”، بحيث قال للناس “أجيو نشربو قهوة من 3 لـ 5، وخرجوا لو فيديو 500 طبلة ديال الشواء”.
كذلك، من الأمور التي ستؤثر على شعبية أخنوش، هي أنه من أغنى أغنياء المغرب، الأمر الذي سيجعله محط أسئلة المغاربة “منين جاوه الفلوس؟ وكيف دار الفلوس؟”، ولأنه ليس رجل سياسة “تكرفص وتمرمد ودوز سنوات عمرو في السياسة” ولا تاريخ سياسي له، بل نُصِّب سنة 2016 على رأس حزب “الحمامة” في ظروف خاصة، رغم أنه صرح سنة 2012 بأنه سيودع السياسة بشكل نهائي، والمغاربة يتذكرون كل هذا.
(مقاطعا) وهل هناك علاقة بين “تراجع شعبية أخنوش” وإعلان المصالحة بين تيارات “الجرار”؟
الأكيد في نظري، هو أن عودة حزب الأصالة والمعاصرة سيؤثر بشكل كبير على حزب التجمع الوطني للأحرار، رغم أن كلاهما قريبين من الإدارة، وأعتقد أن “البام” سيكون في الأغلبية الحكومية المقبلة، وسيُضيِّق الخناق على حزب “الحمامة” ويَحدَّ من توسعه وقوته؛ ولن يعود أخنوش ناطقا رسميا باسم أربعة أحزاب؛ كما حدث في المفاوضات مع ابن كيران سنة 2017، لأن أخنوش اليوم ارتكب أخطاء فادحة في التواصل؛ ستؤدي لتراجع شعبيته.
طيب، وهل يمكن تحديد الفائز في الإنتخابات المقبلة، بناءً على المعطيات السياسية الراهنة؟
طبعا، والفائز هو حزب العدالة والتنمية، في الإنتخابات السابقة حصل على 124 مقعدا؛ والإنتخابات القادمة لن يحصل على هذا العدد؛ ومن المستحيل أن يحصل على أكثر من هذا العدد، وأعتقد أنه سيفوز بالمرتبة الأولى بما يقدر ما بين 95 و100 مقعد، رغم أن حصيلته الحكومية ضعيفة، بشهادة أعلى سلطة في البلاد.
وكما قلت؛ حزب الأصالة والمعاصرة سيكون في الأغلبية؛ خصوصا مع التقارب الحاصل بينه وبين “المصباح”؛ بعد انتخابات مجلس جهة طنجة، وسيحصل على ما بين 50 و60 مقعدا، وبخصوص بقية الأحزاب؛ فلن تكون هناك مفاجآت، مثلا التجمع الوطني للأحرار يملك اليوم 38 مقعدا، فلن يحصل مستقبلا على 100، بل سيحصد ما بين 50 و60 مقعدا بـ”الدفيع والديمارور”، ثم حزب الإستقلال اليوم يتوفر على 46 مقعدا، فهل تعتقد أنه سيحصل على 5 مقاعد سنة 2021، لا يمكن، أو التقدم والإشتراكية؛ الذي يملك تسعة مقاعد، فهل سيحصل في الإستحقاقات المقبلة على 80، لا؛ لا يمكن ذلك.
أنا متفق مع سي سحيمي فيما يخص توهج حزب البام بفكر تيار المستقبل بقيادة عبداللطيف وهبي ، لتمكن هذا الأخير من إستوعاب وتبني الهذف الأساسي الذي أسس من أجله حزب البام والذي أتى عن فهم ووعي دقيق مسبق لأصل المشكل اللذي نخر تقدم البلاد وأثر على وتيرة النمو الطبيعية التي كان يجب عليها ان تكون والتي يجب أن تؤخد في صلب النمودج التنموي الجديد ، الا وهي : التوافق على نمودج تنموي يضع توازن قيمي عقلاني و أخلاقي بين الفكر المحافض والفكر الحداثي .
لاكني لا أتفق مع سي السحيمي فيما يخص تكهناته للإستحقاقات المقبلة ، لأن واقع مغرب اليوم ، وخاصة بعد تعيين جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة النمودج التنموي الجديد شكيب بن موسى ، و تفاعل الأحزاب السياسية و بعض منضمات المجتمع المدني في تقديم تصورها لهذا النمودج المغربي المغربي ، جعل التكهنات من المستحيلات ، بل سيجعل الخريطة السياسية في المستقبل رهينة بمستوى إقناع الأحزاب السياسية لناخب المغربي بخطاب جديد يستمد أغصانه من تصور النمودج التنموي الجديد و يستشرف ثماره من وسائل التنزيل.
فلهذا ، وجب عدم تبخيص العمل السياسي في بلادنا ، لأننا في أمس الحاجة اليوم لأحزاب الأمس وأحزاب اليوم لبناء مغرب الغد.
ختاما ،
من وجهة نظري المتواضعة ، أعتقد أن التنافس سيكون بين ستة أحزاب سأذكرها بالتسلسل وهي كالتالي : (1) التقدم والإشتراكية ، (2) البام ، (3) حزب الإتحاد الإشتراكي ، (4) حزب الإستقلال ، (5) العدالة والتنمية ، (6) الحركة الشعبية.