لماذا وإلى أين ؟

بنعمرو: حرية الرأي لا تعني المس بالشخص أو إهانته

عرف المغرب في الأشهر الأخيرة، عدد من المحاكمات والمتابعات القضائية، لعدد من النشطاء بسبب تعبيرهم عن أراءهم في عمل مؤسسات الدولة، بحيث تم الحكم على تلميذ بمدينة مكناس أعاد نشر كلمات من أغنية “عاش الشعب” ب3 سنوات حبسا نافدا، وتم الحكم على تلميذ بمدينة العيون بسبب أغنية وجه فيها إنتقاذات لاذعة للسلطات، ب4 سنوات حبسا نافدا، وكذلك الحكم على “غسان بوادا” بسنيتين سجنا بسبب تدوينة فايسبوكية.

في هذا الصدد، أجرت جريدة “آشكاين” حوارا، مع النقيب السابق للمحامين والأمين العام الأسبق لحزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي، عبد الرحمان بنعمرو، لتسليط الضوء حول رأيه في متابعة النشطاء بالقانون الجنائي بدلا من قانون الصحافة والنشر، وحول ما إن كان ذلك يعتبر تراجعا حقوقيا، إضافة إلى عودة المحاكمات تحت يافطة المس بالمقدسات.

1/ كيف ترى تكييف القضايا المتعلقة بحرية الرأي مع القانون الجنائي بدلا من قانون الصحافة والنشر؟

المعلوم هو أن المخالفة الصحافية منصوص عليها في قانون الصحافة والنشر، ويفترض أن تتم المتابعة في إطاره، لكن المسألة تطرح على القضاء وهو ينظر في الجوانب الشكلية والموضوعية، حيث يحدد الإختصاص المكاني والنوعي والذي يضم تحديد القانون الذي ستتم المتابعة في إطاره.

2/ ما رأيك في المحاكمات الجارية بسبب توجيه إنتقادات لعمل المؤسسات؟

هناك خط فاصل بين حرية الرأي وحرية التعبير وبين الوقت الذي يتم فيه تجاوز هذا النطاق، حيث يصبح نوع من الإهانة أو السب أو القذف، وحسب تفسير الفقهاء، فإن النقد اللاذع الذي ينصب على الموضوع ولا يتناول الأشخاص مباشرة هو نقد يدخل ضمن حرية الرأي، ولا تصح المتابعة القضائية بشأنه، لكن عندما يتجاوز التعبير عن الرأي الحدود ويمس بالشخص أو بشرفه، فإنه يصبح نوع من الإهانة.

كخلاصة، النقد الذي ينصب على الموضوع هو حرية الرأي والتعبير، أم النقد الذي ينصب على الأشخاص فهو سب وقذف، ويبقى للقضاء التمييز في هذه المسائل تحت مراقبة الأعلى درجة.

3/ هل تعتقد أن هناك عودة للمحاكمات تحت يافظة “المس بالمقدسات”؟

قضية المقدسات في تاريخ المغرب، موجودة سابقا وحاليا، وهي تطفوا للسطح في بعض المراحل ويتم التغاضي عنها في أوقات أخرى، لكن عندما يتابع المواطن في قضايا تنصب على الموضوع ولا تمس شرف الأشخاص، فإن ذلك يسمى تعسف في إستعمال السلطة من طرف النيابة العامة أو القضاء، كما يعتبر خطأ في تفسير القانون وتجاوز لحدود هذا التفسير.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زكريا
المعلق(ة)
الرد على  سعيد
12 يناير 2020 22:45

في جميع دول العالم الح يتم انتقاد رئيس الدولة و كلامه و لبسه حتى يوجد برامج سخرية من رئيس الدولة و هذا طبيعي فالسياسي ليس كباقي المواطنين العاديين الذي يصح فيهم كلام عن السب و القذف …..و أي كلام آخر عن السب و القذف و عن انتقاد الموضوع دون الشخص فهو كلام من أجل تبرير القمع و التخلف لا غير

سعيد
المعلق(ة)
11 يناير 2020 20:06

ارى ان بنعمرو يحاول تمرير المغالطات و خلط المفاهيم. السب و القذف شيء و عقوبته واضحة لا تتعدى ايام الاسبوع سجن موقوفة التنفيذ او درهم غرامة او الاعتذار. اما ما نراه من توزيع لسنوات الظلم على ابنائنا فهذه جريمة في ابنائنا. اما انتقاد لشخص معنوي فاسد فهذا واجب على كل مواطن غيور. و بالطريقة التي يراها ملائمة. فنحن لا نقدس الاشخاص. من لا يريد النقد احط سوارت امشي لدارو.. و السلام

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x