2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

بمناسبة تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في ذكراها 76 والذي يصادف تاريخ 11 يناير من كل سنة، احتفى فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بشفشاون من خلال برنامج حافل ومتنوع من الأنشطة التربوية والتثقيفية والتاريخية والرياضية والتواصلية مع مختلف الفئات والمستويات الاجتماعية وذلك طيلة شهر يناير الجاري.
ويعود الاحتفاء بهذه المناسبة للوقوف عند واحدة من أهم وأبرز الأحداث التاريخية التي وسمت تاريخ المغرب المعاصر، والمتمثل في تقديم “وثيقة المطالبة بالاستقلال” التي تعتبر محطة تاريخية ومنعطفا مفصليا وحاسما في مسيرة الكفاح الوطني.
وجدير بالذكر أن وثيقة 11 يناير 1944، تعد محطة نضالية أساسية في فكر الحركة الوطنية، من حيث أنها كانت حدا فاصلا بين عهدين مختلفين في كل شيء؛ عهد “المطالبة بالإصلاح” وعهد “المطالبة بالاستقلال” من جهة، وكانت عنوانا للتنسيق المحكم والنادر المثيل بين القصر والنخب الوطنية آنذاك من جهة أخرى. وكان من الطبيعي أن تشكل هذه الوثيقة صدمة للسلطات الاستعمارية والإقامة العامة بالمغرب، حيث شككت في تمثيلية هذه الوثيقة لعموم الشعب المغربي وبأنها وثيقة تمثل حزبا واحدا، مما حدا بالحركة الوطنية لتفنيد هذا الزعم وتدارك هذا الإدعاء بوثيقتين تأكيديتين تقدم بهما كل من “حزب الحركة القومية” و”حزب الإصلاح الوطني” على التتالي، وتلتها مظاهرات عارمة مؤيدة في مختلف ربوع البلاد، والتي واجهتها سلطات الحماية الفرنسية بالقمع والتنكيل والاعتقالات.
إن تخليد هذه الذكرى يندرج ضمن المهام المنوطة بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بشفشاون والمتمثلة في حفظ الذاكرة التاريخية للحركة الوطنية والمقاومة والتحرير وإشاعة فصولها بين الأجيال لتستلهم منها قيم الوطنية الإيجابية والمواطنة الحقة.
كما أن إدارة الفضاء تسهر في تخليد هذه الذكرى على تنظيم ندوات، وإلقاء محاضرات، وعروض تاريخية، وشهادات المقاومين، وعرض أشرطة وثائقية، وتنظيم زيارات ميدانية، وموائد مستديرة بالانفتاح على منظمات المجتمع المدني والمنتمين لأسرة المقاومة ومختف المصالح الخارجية والمجالس المنتخبة والسلطة المحلية، والانفتاح على تلاميذ المؤسسات التعليمية والفضاءات السوسيو- تربوية لتنوير أذهانهم بمعاني وقيم التضحية والوفاء والفداء دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، وإذكاء روح المواطنة الإيجابية والسلوك المدني في وجدانهم، وحثهم على الانخراط والانغمار في مسيرات البناء والنماء وإعلاء صروح الوطن.
وللإشارة فإن الأنشطة المخلدة لهذه الذكرى مستمرة إلى غاية متم شهر يناير الجاري سواء داخل الفضاء أو بباقي الفضاءات والمراكز السوسيو-ثقافية والاجتماعية والتربوية بمدينة شفشاون.