لماذا وإلى أين ؟

فتاة الفيديو المُروع تتعرض لاغتصاب ثانٍ من طرف “دواعش” ومحكومين بالإرهاب

لم يشفع التضامن الواسع والشاسع مع التلميذة التي ظهرت في شريط فيديو وهي تتعرض لنزع سروالها بالقوة مع محاولة اغتصابها بالشارع العام من طرف أحد شباب “جيل الضباع” ، (لم يشفع) لها ذلك أمام متطرفين فكريا ودينيا، وذوي سوابق بتهم إرهابية، حيث سارعوا لمهاجمتها وتحميلها مسؤولية ما لحقها من اعتداء، فاغتصبوها للمرة الثانية.

فبمجرد مرور بعض الدقائق على الواقعة، وأمام التنديد والمطالبة بإلقاء القبض على الفاعل وشريكه وإنصاف التلميذة، خرج العشرات من أصحاب الصفات السابقة ليوجهوا تهما للفتاة ويحملوها المسؤولية  وللمطالبين بإشاعة مجتمع متشبع بالحريات.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، ما قاله أحد المحكومين سابقا بالسجن النافذ، على خلفية تهم تتعلق بالإرهاب، بعد عودته من “سوريا الخلافة”، ليحمل المسؤولية للمدافعين عن الحريات الشخصية في الاختيار واللباس والرافضين لعقوبة الإعدام والمدافعين عن ضرب الأطفال في المدارس، وينعت البنات بكونهم “كايتعوجو، وكايمارسوا التحرش الناعم والصامت”.

والخطير من ذلك أن هذا الذي ظن عدد من معارفه أنه راجع أفكاره المتطرفة، أراد طرد مغاربة من مغربهم، وأمرهم بالرحيل إلى بلد آخر لممارسة ما سماه “النضال العوج”، لأنهم يشجعون “كل منحرف ومنحرفة و كاتضسرو البراهش”، حسب ما كتبه في تدوينة على حسابه الفيسبوكي، معتبرا أن “بنادم كايتقاد بالعصا والخوف والتربية والتعليم ورقابة المجتمع والدين والقانون والسلطة”.

ومن نفس كأس هذا الفكر المتشدد، خرج علينا آخر ليحمل المسؤولية للتلميذة المغتصبة، ويعتبر أن “بعدها عن الدين ولباسها غير المحتشم” بحسبه، “سبب في ما تعرضت له” حيث قال في تدوينة له تعليقا على الفيديو الفاجعة: “خاصنا نلتازمو بالدين الإسلامي، كون كانت لابسة الحجاب ودايزة من مكان عام مكان يتحرش بها حتى واحد، هي أشداها لهذاك المكان لي ميدوز منو حتى واحد”، ناسيا أو متناسيا الفيديوهات والصور التي تظهر فتيات بلباسهن الطويل وحجابهن على الرأس وهن يتعرضن لتحرش فظيع في الشارع العام بل حتى أمام المساجد وداخل الأماكن العمومية وفي الإدارات والقطارات وسيارات الأجرة والحافلات.

والأغرب من الغرابة، هي أن تخرج فتاة لتهاجم الفتاة مثلها، وتشبهها بـ”اللحم المشوي”، حيث قالت: “..إن تجرد الإنسان من شهوته لن يضعه في قائمة الناس السليمين، لا نفسيا ولا عقليا، وإن زاد الشيء عن حده انقلب لضده، بحالا كتقول لواحد نشوي اللحم قدامك ويلا شميتيه نقجك وخلي نيفك محلول عد ندوزو لقضية الاغتصاب والنفوس المريضة والمجرمة”.

في نفس السياق اعتبر آخر ممن يعتبرون أنفسهم أوصياء على الدين أنه ” عندما تتحرر الفتاة العارية تنزع ملابسها وتمشي شبه عارية وسط مجتمع مكبوت جنسيا وفكريا.. وتكون النتيجة كارثة.. ما وقع لهذه الفتاة نتيجة هذا التحرر..”

فماذا سيقول المسؤولون على الأمن الروحي والعقائدي والمذهبي والجسدي والنفسي .. عن مثل هذه الفواجع؟

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x