لماذا وإلى أين ؟

ليس دفاعا عن أخنوش ولكن ضد استغلال المدرسة لتصفية الحسابات السياسوية

مع اقتراب الاستحقاقات التشريعية لسنة 2021 اشتدّ التنافس والصراع بين الفرقاء السياسيين، وبدأ استعمال كل الوسائل والأسلحة، المشروعة منها وغير المشروعة، من أجل استمالة الناخبين ودغدغت مشاعرهم بالعزف على كل الأوثار المباحة والمحرمة أخلاقيا.

وفي خضم التنافس المشار إليه، انخرط بعض، ونشدد على بعض، المنتسبين إلى هيئة التدريس في هذا الصراع، ووظفوا المدرسة والتلاميذ من أجل النيل من الخصم/العدو السياسي. والحديث هنا عن حالة أستاذ عمد إلى جعل عزيز أخنوش، رئيس حزب “التجمع الوطني للأحرار”، موضوعا لمادة إنشائية لتلامذته، الهدف منها إظهاره (أخنوش) على أنه “سياسيا جشعا، همه جمع الأموال ومراكمة الثروة دون اكتراث لمآسي الفقراء وأنين المستضعفين”.

الأستاذ الذي يزاول مهامه بأحد المدارس التابعة للمديرية الإقليمية للتربية والتعليم ببركان، طلب من تلامذته انجاز إنشاء حول موضوع: “لماذا لا يتصدق أخنوش على الفقراء من ماله ولا يساهم في الأعمال الاجتماعية الخيرية رغم أنه يملك الملايير؟”، وهو أمر بعيد كل البعد عن الدور التربوي لهذا المنتسب لمهنة صناعة أجيال المستقبل، إذ يمكن لأي مبتدأ في عالم السياسة وحتى غير المسيس أن يعي جيدا بأن الأستاذ المذكور يريد من وراء هذا العمل تأليب الرأي العام ضد أخنوش باستعمال شباب أبرياء وتوظيف مهنة شريفة في حرب بالوكالة.

الأستاذ من حقه أن يكون له انتماء سياسي ونقابي وجمعوي، لكن من المفترض فيه أخد مسافة بين كل الفرقاء السياسيين وهو يلقن الدرس لتلامذته، وإبعاد المدرسة عن التوظيف السياسي في هذا النزاع، وعدم استغلال التجييش الحاصل ضد أخنوش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب زلاته وهفواته وعدم تمكنه من آليات الخطاب السياسي، من أجل التعبئة المسمومة ضده، وتلقين التلاميذ أفكارا خاطئة عن مفهوم العمل السياسي، وتربيتهم على أساليب خسيسة ودنيئة في التنافس الحزبي.

قد يبدو للبعض أن ما ورد أعلاه يعتبر دفاعا عن أخنوش، لكن الأمر غير ذلك، وأكبر من أخنوش وشلة السياسيين، فالهدف من وراء إثارة هذا الموضوع هو الدفاع عن حرمة وقداسة المدرسة المغربية، وتحصينا لمهنة نبيلة، شريفة، ذات رسالة مقدسة، مهنة التربية والتعليم التي بها نصنع المجتمعات، ومساهمة في تخليق العمل السياسي والتنافس الحزبي الشريف، كما سبق ودافعنا عن تنزيه المساجد والمنشأت الدينية عن الصراع الانتخابي، وعدم استغلال الدين في السياسية. أما أخنوش فإن أخطأ، في تقديرنا، ننتقده باحترام، وإن أصاب ننوه بعمله تشجيعا له، مثله مثل باقي السياسيين.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Antag
المعلق(ة)
2 فبراير 2020 22:05

بالاضافة لما قاله كاتب المقال.. المدرس لا يعرف اخنوش جيدا.. فمن قال له لا يصدق. مؤسسات اخنوش اولا تقدم لالاف العمال المشتغلين فيها كما تدعم العدد من الاعمال الاجتماعية والثقافية والفنية على طول المغرب اصافة الى الدعم الذي تقدمه للاعلام المغربي

صوفيا
المعلق(ة)
1 فبراير 2020 14:02

مللنا من سماع هذه الأصوات التي اعتادت على الخنوع و الخضوع، لمست في هذا النص و أنا أقرأه و كأن المدرس ارتكب خيانة ما أو مس بمقدسات بل و كأنه تأمر مع قوات من الخارج لمنحهم خطة للاستيلاء على خيرات البلاد أو لا قدر الله أرسل معلومات سرية تمس بالوحدة الترابية..

أعياد الله واش هذا النص الطويل العريض تريد أن تقنعني بأنه ليس أداة للحد من الحريات ، نعم هو كذلك، و أنا اسأل صاحب المقال، و ماذا لو أن هذا الإنشاء مررتم عليه مرور الكرام، و هل هذا ااموضوع يستحق في نظرك كل هذه الضجة و نحن نرى مواضيع و خرقات اخطر من هذا في واقعنا اليومي…. انت تريد أن تقول بأن الكتابة في أخنوش محرم و ممنوع بثاتا، اوا هذه هي (إعادة إلترابي) التي ذكر أخنوش ديالك، هذا واضح جليا في نصك.

مراد غياب
المعلق(ة)
31 يناير 2020 23:09

لماذا تحاسبون الأستاذ، ولا تتابعون أخنوش وتحاسبونه على كل درهم، دائما تقفزون من على أقصر حائط، ولا تستطيعون مواجهة الحقيقة التي تقول: أخنوش هو عدو للفقراء بلا جدال…أما حديثكم عن المخطط التربوي وما يجب أن يدرس للتلاميذ، فهو درب من الجنون لأنكم تعلمون جيدا أن الحكومة الجديدة قضت على التعليم والمعلم……. كفى من التلاعب بالكلمات لتحقيق أجندات سياسية.

محمد
المعلق(ة)
31 يناير 2020 20:28

شكرا لك على مقالك المدرسة يجب ان تبقى بعيدة عن الصراعات السياسية .وتبقى مكان مقدس فقط للعلم والمعرفة .

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x