2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

“الخوف من انتشار فيروس كورونا تحول إلى رهاب، فبمجرد ذكر هذا الفيروس يتبادر إلى الذهن أن جميع الآسيويين مصابون به. كمواطن فرنسي من أصول آسيوية، لم أزر الصين في حياتي، أنا أيضا عرضة للإصابة به كغيري من البشر. أنا لست فيروسا، كفوا عن العنصرية “.
نقلت التغريدة أعلاه شكوى شاب آسيوي من “التمييز الذي يطاله منذ ظهور فيروس كورونا الجديد في الصين” على حد تعبيره.
لذا لجأ بصحبة مجموعة من الشباب الآسيوي، إلى مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن استيائهم عبر وسم “#JeNeSuisPasUnVirus” (أنا لست فيروسا).
ويقول المتفاعلون مع الوسم إن النكات والتعليقات العنصرية التي تستهدفهم تضاعفت بعد تفشي فيروس كورونا.
ولم تقتصر تلك الحوادث على فرنسا، إذ تناقل مغردون في كندا ونيوزلندا تقارير تفيد بتعرض أطفال من أصول آسيوية للتنمر في المدارس.
مصطلح الإنذار الأصفر
شن تشنغ، شابة فرنسية من أصل فيتنامي وكمبودي، قررت هي الأخرى استخدام الوسم (الهاشتاغ) للحديث عما تعرضت له من تعليقات مهينة، على حد وصفها.
وتقول شن لبي بي سي: “عندما كنت أستقل حافلة في باريس يوم الأحد، سمعت إحدى الراكبات تهمس “بيننا امرأة صينية هنا، ستنقل لنا العدوى جميعا. عليها العودة إلى بلادها”.
تكمل:” رمقني الناس بنظرات ملؤها الاشمئزاز، كما لو كنت ناقلة للفيروس. لم يحرك أحد ساكنا، لذا قررت تجاهل الأمر. لكن السيدة لم تتوقف عند ذلك بل تظاهرت بالمرض واستغرقت في نوبة من السعال لتخيف الآخرين”.
وكانت صحيفة “كوريه بيكارد” الفرنسية المحلية، قد أثارت حفيظة متابعيها، عقب نشرها صورة لامرأة صينية ترتدي كمامة على غلافها الخارجي، وعنونتها بـ “إنذار أصفر”.
وتحت وطأة الانتقادات، اعتذرت الصحيفة الفرنسية عن العنوان، قائلة إنها لم تكن تقصد الإساءة.
أعاد العنوان للأذهان العبارات العنصرية القديمة التي تصور عادات الآسيويين وطعامهم بأنها غير آمنة وغير مرحب بها.
وقد استخدم مصطلح “الإنذار الأصفر” أول مرة في القرن التاسع عشر مع انطلاق موجة الهجرة الصينية الأولى إلى الولايات المتحدة.
وانطوى المصطلح آنذاك على نزعة عدائية تجاه الآسيويين عموما.
Je partage le texte et le hashtag créé par une camarade adoptée qui ne souhaite pas que son nom soit mentionné afin d’éviter le harcèlement et le racisme anti-Asiatiques qu’elle dénonce.
Merci de relayer sa parole.
—-#JeNeSuisPasUnVirus #coronavirus#RacismeAntiAsiatique pic.twitter.com/z2KMx3WZUf— Amandine Gay (@OrpheoNegra) January 27, 2020
This is sad, how did it even get past the Editor! The newspaper headline reads "Yellow Alert" regarding the #coronavirus outbreak! The online version was "New yellow peril?" ('Nouveau Peril Jaune') 😱 not cool Courrier Picard! 🤦♂️ pic.twitter.com/EMEnEvof9x
— Bill Waqalevu (@BWaqalevu) January 31, 2020
“فيتامين سي” كعلاج
كما يتناقل مغردون بكثافة نصائح يزعمون كذبا أنها تقدم علاجا نهائيا لفيروس كورونا كتناول “فيتامين سي” وشرب الماء المالح.
رعب في الشوارع
وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع يقولون إنها لصينيين يتساقطون في الشوارع بعد “أن تحول المرض إلى وباء، في ظل عجز الحكومة عن إيجاد علاج أو حماية مواطنيها”، حسب قولهم.
فما حقيقة ما يحدث في الصين؟
الوضع في الصين خطير ..🚫🦠!!
هل #فيروس_كورونا خرج عن السيطرة!!
لقطات لسقوط اشخاص مصابين بـ #فيروس_كورونا_الصين pic.twitter.com/v4e2zgqx0B
— غازي العنزي☤🔬 (@ghazi2014) January 24, 2020
شهادات عرب في الصين
يوجه سلمان راجح -طالب يمني يقيم في مدينة ووهان التي كانت بؤرة الفيروس- نداء استغاثة لحكومة بلاده ويناشدها الإسراع لإجلاء الطلاب اليمنيين في المدينة.
ويقول سلمان في حديث لمدونة ترند: “نحن عالقون في مساكن الطلبة، لا منفذ لنا غير هواتفنا الذكية ونوافذنا الصغيرة التي تطل على الشوارع الفارغة، كأننا في مدينة أشباح”.
ويكمل:”لا يمكننا حتى توفير مستلزماتنا من غذاء ومواد أساسية، فكل المتاجر مغلقة، حتى المطاعم العربية التي كنا نرتادها. أكياس الرز التي بحوزتنا بدأت بالنفاد. فلا يسمح لنا بالخروج من مساكن الطلبة إلا للحالات الضرورية”.
أما نهى (مصرية مقيمة في بكين) فتبدو أكثر ارتياحا، وتثق بقدرة السلطات الصينية على تجاوز المحنة.
وتضيف في حديثها معنا: “الوضع في المدينة تحت السيطرة. كل السلع متوفرة، هناك نقص بسيط فيما يتعلق بالمواد المطهرة والكمامات” مضيفة “تجد موصلي الطلبات عبر الإنترنت يقفون على بوابات المجمعات السكنية مثل بابا نويل فيما يتوافد عليهم سكان المجمع بملابس البيت والكمامات للاستلام طلباتهم”.
وتردف:”أقامت السلطات نقاطا مخصصة لفحص درجات حرارة المسافرين في المطارات وفي محطات القطارات، بينما مددت عطلة عيد الربيع الذي يعد أهم الاحتفالات التقليدية في الصين”.
وتختم: “الخوف أمر طبيعي في مثل هذه الحالات لكني لم أر أي ظواهر تدل على الهلع والفزع. فالشخصية الصينية شخصية محافظة جدا فيما يتعلق بالتعبير عن المشاعر”.
وفي 30 يناير، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا أصبح يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، وذلك مع ظهور حالات إصابة في دول أخرى غير الصين.
ماذا تعني حالة الطوارئ للصحة العامة التي تثير قلقاً دولياً؟@WHO تصدر توصيات مؤقتة. هذه الإجراءات غير ملزمة ولكنها ملائمة من الناحية العملية والسياسية التي يمكن أن تتناول السفر والتجارة والحجر الصحي والفحص والعلاج. يمكن لمنظمة الصحة العالمية أيضًا وضع معايير عالمية للممارسة
— WHO EMRO (@WHOEMRO) January 30, 2020
فاق عدد المصابين بفيروس كورونا عالميا عدد المصابين بفيروس سارس، الذي انتشر في أكثر من 20 دولة في 2003، ولكن نسبة الوفيات أقل.
تشير إحصائيات أصدرتها جامعة هونغ كونغ إلى أن العدد الحقيقي للمصابين قد يكون أكبر مما نشرته السلطات الصينية. ويعتقد خبراء أن 75 ألف شخص أصيبوا في مدينة ووهان مركز انتشار الفيروس.
عن بي بي سي عربي