لماذا وإلى أين ؟

المؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة والولادة الجديدة

محمد المتوكي*

سيلاحظ المتتبع للشأن الحزبي المغربي أن الحزب كسب رهان نجاح المؤتمر الأخير، سياسيا وتنظيميا. وإن كان ذلك من باب تحصيل الحاصل،  في إطار التمرن والتمرس على تفعيل آلية الديمقراطية الداخلية لحزب يستشرف المستقبل ويريد أن يكون قطبا للتحديث والدمقرطة، ومختبرا وعنوانا للفاعلات والفاعلين السياسيين المتعاقدين حول مضامينهما وعلى درب المساهمة في تحقيقهما وأجرأتهما على أرض الواقع.

وبالمناسبة، فاللوم والقلم مرفوعان عمن كان يمني النفس بأن يصير حزب الأصالة والمعاصرة مجرد حزب بوادي وأعيان – وإن كان المغرب العميق جزء من أولوياتنا – وأن يتعثر في هذه المحطة. فبقدر ما كان التمرين مؤلما لمن تمنى الفشل للمؤتمر، بقدر ما يمد الحزب يده اليوم وغدا لكل من له إرادة فعلية في رفع شعار العدالة الاجتماعية ورهان التحديث السياسي بالبلاد.

فقد كنا نبحث عن قيادة حقيقية لا عن ولاية فقيه تخصنا بوصاياها، وهو ما حرص عليه المؤتمر الذي انتخب قيادة حكيمة مدركة لتطلعات وانتظارات المنتسبين والمتعاطفين، وهو ما بدا جليا في كلمتي رئيسة المجلس الوطني والأمين العام بعد انتخابهما كتعبير عن إرادة قوية في تصحيح المسار.

وبوضع ظروف وأجواء انعقاد المؤتمر وما ترتب عنه على مشرحة التحليل والاستنتاج الرزينين، نجد حزبنا أمام أربع مهام مستعجلة:

* إذا كان بناء حزب الجهات مهمة نبيلة، فإن النجاعة تقتضي أن نستعد بما يجب وبما هو متاح فعليا من أجل الفوز في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، لأنه يستحيل بناء مرتكزات تنظيمة صلبة دون التتويج غير القابل للجدل انتخابيا.

* وبخصوص الورش التنظيمي، فستنتج أطواره في ظل إكراهات جسيمة، ليس أقلها العزوف السياسي وانعدام فرص المشاركة السياسية للشباب. وهذا ورش للعمل المباشر والعمودي لا يتم إلا عبر تعزيز الديمقراطية التشاركية وآلياتها في الجهات التي يدبرها منتخبو الحزب وأطره وكفاءاته التنظيمية والسياسية والتواصلية.

* أما فيما يخص ورش تعزيز المشاركة السياسية للمرأة، فعلى الجميع المساهمة في تعزيز التمثيلية السياسية النسائية للحزب وتقوية قدرات مرشحاته الحاليات والمحتملات في إدارة حملاتهن الانتخابية وفق ما يمليه علينا وضعنا كحزب اختار الحداثة خيارا وتوجها لعمله السياسي.

• وبالنسبة لورش تقوية الأداء السياسي والتواصلي للحزب، فعليه أن يبدأ بتعزيز عمل القرب، بما أن قواعدنا الانتخابية توجد وتنغرس في قلب محيطنا الاجتماعي. فسياسة القرب هذه ليست مستحيلة، إذا ما تطوع مناضلو ومناضلات الحزب في كل الاوراش التنموية المتاحة على امتداد الوطن.

*عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة و المعاصرة

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
مدوخ
المعلق(ة)
16 فبراير 2020 04:14

كلام فضفاض، لا يغني ولايسمن من جوع، مادام الحزب اجوف بلا رؤية واضحة، كغيره من الاحزاب. مصيره مزبلة التاريخ.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x