2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
ندوة فكرية: لا تنمية بدون ثقافة و لا ثقافة بدون تنمية (صور)

نظمت مؤسسة فكر للتنمية و الثقافة و العلوم بشراكة مع الفريق الاشتراكي بمجلس النواب يوم الخميس 13 فبراير 2020 بالقاعة 11 بمقر المجلس ندوة وطنية في موضوع الثقافة و التنمية رهان التطور و التحديث.
ساهم في أشغالها أساتدة باحثون من تخصصات مختلفة و مشارب متعددة و حضرها مجموعة من الفاعلين السياسيين و الاجتماعيين من أحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و الاستقلال و التقدم و الاشتراكية و الأحرار و الأصالة و المعاصرة ومجموعة من البرلمانيين يتقدمهم الأستاد عبد الواحد الراضي الذي تابع الندوة من بداياتها إلى نهايتها
و كذا مجموعة من أهل الفن السينمائي و المسرحي و الموسيقي و التربوي و عدد كبير من أساتدة التعليم العالي و طلاب الدكتوراة و الماستر ، و قد تميزت الندوة بتثبيت ثقافة الاعتراف و ذلك بالالتفاتة التي قام بها المنظمون تجاه الاستاذ الفيلسوف المناضل سي محمد سبيلا و الذي حالت حالته الصحية دون التمكن من المشاركة في الندوة اذ تسلم الأستاد عمر بنعياش نيابة عن الاستاد المحتفى به درع الندوة و لوحة تشكيلية اعترافا و تقديرا للمجهودات المعرفية و العلمية التي أسس لها الفيلسوف محمد سبيلا .
و شكلت كلمة الأستاذ شقران أمام لحظة لتأطير أشغال هاته الندوة، إذ و بعد ترحيبه بالحاضرين شدد على دور الثقافة في تحديد معالم الهوية و علاقات التاثير و التاثر التي تحدث في كل المكونات.
و أما الاستاذ محمد الدرويش رئيس مؤسسة فكر للتنمية و الثقافة الشريك في تنظيم هاته الندوة و بعد شكره المساهمين و المشاركين و المتتبعين أكد على سياقات تنظيم هذا اللقاء الوطني الهام في مقر مؤسسة دستورية لمناقشة موضوع لا ينال دائما المكانة اللائقة به، موردا أن الندوة تنظم ” أولا في فضاء مؤسسة دستورية مهامها التشريع و المراقبة و الدبلوماسية البرلمانية و تقييم السياسات العمومية ؛ مؤسسة تشكل التنوع و التعدد الثقافي و الاجتماعي و السياسي ؛ و في إطار انفتاحها على المحيط يتم تنظيم هذا اللقاء الوطني الهام بشراكة بين الفريق الاشتراكي و مؤسسة فكر للتنمية و الثقافة و العلوم”.
وثانيا، يضيف الدرويش،هذه الندوة جاءت في سياق تزامني مع حركية البحث عن نموذج تنموي شامل حتى يتمكن المغرب من تجويد حياة المواطنات و المواطنين و توفير الخدمات الاجتماعية و الثقافية و غيرها بما يلائم حاجياتهم المتطورة و المتجددة ؛ بحث نرجو ألا يقوم على أساس اختزال التنمية في النمو الاقتصادي ، دون إيلاء المسالة الثقافية المكانة اللائقة بها لتجاوز المعيقات ذات الأصل الثقافي التي ينمو الإنسان في إطارها و يتطور.
و ثالثا، يؤكد ذات المتحدث أن الندوة جاءت في وقت لم تعد الثقافة بكل مكوناتها و تجلياتها تلقى ذاك الاهتمام و العناية اللائقين بها ؛ سواء في المؤسسات الحكومية أو المدنية رغم المجهود المبذول، و رابعا لأن الساحة الثقافية تعرف هذا الأسبوع تنظيم المعرض الدولي للنشر و الكتاب في دورته السادسة و العشرين”.
و في موضوع العلاقة بين المثقف و السياسي شدد المتحدث على أنها ” محور أساس حتى انشطرت شطرين اثنين ؛ الاتجاه اليميني في السياسة و هو اتجاه يبعد المثقف و يعوضه بالتكنقراطي الخبير، واتجاه يساري يولي أهمية كبرى و خاصة للمثقف و يجعله قلب برامجه و سياساته مشاركا و منظرا و مجربا و مسؤولا و بذلك نتحدث عن المثقف العضوي كما سماه كرامشي .
و بعد تذكيره بتاريخ تلك العلاقة انتهى الاستاذ محمد الدرويش الى توجيه نداء الى كل من المثقفين و السياسيين بقوله “- نوجه نداء للمثقفين للعودة المستعجلة للقيام بالأدوار التنويرية و التأطيرية للمجتمع و أخذ الريادة في النموذج التنموي المرتقب.
ودعا الأحزاب السياسية خصوصا التقدمية منها و على وجه الخصوص اليسار المغربي و في مقدته الاتحاد الاشتراكي إلى العودة لحمل هذا الهم الذي لم يحمله إلا مناضلوها عبر تاريخ الشعوب و الديمقراطيات و هو العمود الفقري لكل تنمية و تقدم و تطور لأن الثقافة ليست علما ضيقا و لم تكن صنفا من أصناف الدراسات الأدبية أو غيرها و إنما كانت دوما و تظل تتجسد في أخلاق و كلام و ممارسات و أطروحات و معيش يومي لأناس بصموا تاريخ البشرية في هذا العالم إنها إطار يجمع بين الفكر و الممارسة ؛ و من ثم تكون المسألة الثقافية إحدى رافعات السياسات التنموية الشاملة و المتكاملة ؛” منتهيا إلى التأكيد على أنه “لا تنمية بدون ثقافة و لا ثقافة بدون تنمية “.