لماذا وإلى أين ؟

صحيفة عربية: دعم الجزائر للمغرب من أجل المونديال خطوة يجب أن تقتدي بها السعودية

خصصت صحيفة “رأي اليوم” لصاحبها الكاتب عبد الباري عطوان، افتتاحيتها للحديث عن الدعم الذي قدمته الجزائر للمغرب من أجل احتضان مونديال سنة 2026، متمنية أن تكون هذه الخطوة بادرة إيجابية لفتح الحدود بين البلدين، كما تمنت الصحيفة أن تحذو دول الخليج حذو الجارة الشرقية وخاصة السعودية من أجل مساندة المغرب.

وفي ما يلي نص الإفتتاحية كاملا:

عندما يَدْعَم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بقُوَّة طَلب الشقيقة المَغرب لاستضافة كأس العالم لكُرة القَدم عام 2026، ويُوعِز لوزير الرِّياضة والشَّباب السيد الهادي ولد علي بإجراء الاتّصالات اللازمة مع الاتّحاد الدَّولي لكُرة القَدم في هذا الصَّدد، فإنّ هذهِ خُطوَةٌ تَعكِس المَواقِف الوَطنيّة الجزائريّة المُشرِّفة التي تُقدِّم روابِط العُروبة والإسلام وحُسن الجِوار على كُل الخِلافات، صغيرة كانت أو كبيرة، وتُؤكِّد على أواصِر الأُخوّة والمَحبّة بين البَلدين الجارَين.

والأكثر من ذلك أن السُّلطات الجزائريّة وافَقت على طَلب المَغرب انضمام لخضر بلومي نَجم كُرة القَدم الجزائري الشهير لقائِمة سُفراء المَلف المَغربي تأكيدًا على مَدى حِرصِها على نَجاح المَسعى المَغربي في هذا المِضمار.

هذا المَوقِف الجزائري غير مُفاجِئ بالنِّسبة إلينا في هذهِ الصحيفة “رأي اليوم”، نحن الذين نَعرِف الجزائر ومَواقِفها العربيّة والإسلاميّة والمَشروعة حتى ولو اختلفوا معها حول بعض المَواقِف فهي تُدرِك، أي السُّلطات الجزائريّة، أنّ تنظيم المغرب لهذهِ المُسابَقة الدوليّة الكَرويّة الأهم عالميًّا، هو انتصارٌ لكُل العَرب والمُسلمين، ليس للاتّحاد المَغاربي الذي يَجمع البَلدَين تحت مِظلَّتِه.

نَتمنّى أن تكون هذهِ اللَّفتة الجزائريّة المَسؤولة والمُقَدِّرة، بداية انفراجة في الأزمة الجزائريّة المَغربيّة، ومُقدِّمة لإعادة فَتح الحُدود بين البَلدين الشَّقيقين، وانطلاق مَسيرة الحِوار المُنتَظر حول القَضيّة الأهم التي باعَدت بينهما، وهي قضيّة الصَّحراء، وربّما إلى حَلٍّ مَقبولٍ يُرضِي جَميع الأطراف.

من أعماقِ قُلوبِنا نَقول شُكرًا للجزائِر على هذهِ الروحيَّة التي تَعكِس “كِبرًا” و”تَرفُّعًا” في المَواقِف، ومُسانَدة لدولة شقيقة، ونَتمنّى أن تكون المَواقِف الجزائريّة هذهِ قُدوَة لكُل الحّكومات العَربيّة الأُخرى، وخاصَّةً المملكة العربيّة السعوديّة ودُول الخَليج الأُخرى.

نحن نَقِف مع الجزائر في لَفْتَتِها الكَريمة الأصيلة هذهِ تُجاه المَغرِب، مِثلما نَقِف مِثل كُل إنسان عربي مُسلم في خَندق المَغرِب في حَقِّها المَشروع في استضافة نِهائيّات كأس العالم على أرْضِها، فهِي تَملُك إرْثًا رِياضيًّا وبُنَى تَحتيّة، وقُدرات تنظيميّة، ومَخزونًا حَضارِيًّا يُؤهِلها لهذا الشَّرف الكَروي الكَبير.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x