2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

في سياق الحرب التي تخوضوها عدة دول في العالم ومن بينها المغرب ضد الفيروس القاتل “كوفيد19″، تبرز الأدوار التي يمكن أن يلعبها عدد من جنود الخفاء الذين يمكنه التدخل بشكل أو آخر من أجل المساعدة في القضاء على هذا العدو الذي يهدد البشرية.
فبالإضافة إلى الطاقم الطبي الموجود في الخطوط الأمامية لهذه الحرب، يبرز دور هيئات المجتمع المدني، ولمعرفة ما الذي يمكن أن تقوم به هذه الهيئات وكيف يمكنها التدخل والمشاركة في هذه الحرب دون أن تصبح عبئا وعامل معرقل فيها، حاورت “آشكاين” عبد الحميد الحداد، إطار بوكالة التنمية الاجتماعية مكلف بمواكبة الجمعيات والتعاونيات، المنسق العام لجمعية تمكين بالقنيطرة.
هل للمجتمع المدني دور في مواجهة جائحة كورونا؟
أكيد للمجتمع المدني دور محوري في مواجهة تداعيات هذه الجائحة على المواطنين والموطنات بل إن دوره في حالة الازمات والحروب يعد من بين الادوار التي لا يمكن الاستغناء عنها، فالدولة لوحدها غير قادرة على مواجهة أزمة من هذا النوع، لذلك يبقى تفعيل دور جمعيات المجتمع المدني في الرفع من حالة اليقظة الاجتماعية لدى المواطنين والمواطنات وتشغيل الطاقات الكامنة لدى المجتمع في مواجهة هذه الكارثة احدى الرهانات الكبرى التي يجب التعويل عليها، فمهما وفرت الدولة من امكانيات ستظل دائما في حاجة إلى تشغيلها بشكل جيد وهنا تظهر الحاجة لجمعيات المجتمع المدني و الحاجة لتدخلاتها القريبة من المواطنين والمواطنات؛ خصوصا اذا ما استحضرنا طبيعة التركيبة الاجتماعية بالمغرب ونسب الأمية المعرفية والصحية بالإضافة إلى ارتفاع منسوب الفقر والهشاشة والاقصاء الاجتماعي . فمهمة المجتمع المدني هي تحفيز إرادة المواجهة لدى الناس لتجنيب المغرب كارثة محققة.
الامر يتعلق بوباء خطير ينتشر بسرعة ويفرض عزلة على حركية المجتمع، ماهي الأدوار التي يمكن أن تقوم بها الجمعيات مثلا؟
صحيح نحن أمام عدو يفرض حضرا على حريتي التنقل والتجول، و المطلوب اليوم هو الاصطفاف حول قمرة قيادة واحدة والالتزام بالتعليمات والارشادات المطلوبة في مواجهة هذه الكارثة التي تمر بها البلاد، فنحن في حالة حرب حقيقية لا تقبل التردد في اتخاذ القرارات، والمواجهة فيها ليست تقليدية وأطرافها ليسوا على نفس درجة التكافؤ لذلك أقول إن تدخلات المجتمع المدني يجب أن تركز بالأساس على تسخير امكانيتها لتحسيس المواطنين والمواطنات بأهمية التدابير الوقائية في الحد من انتشار المرض و العمل على تأمين الرعاية الاجتماعية للأشخاص في وضعية هشاشة بالإضافة إلى تشغيل قيمة التضامن بشكل جيد في العلاقة بالأشخاص في وضعية صعبة من قبيل أولائك الذين فقدوا وفقدن عملهم تنفيذا للإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها الدولة بعد أن تم تسجيل حالات جديدة.
كما أنه على الجمعيات الموضوعاتية العاملة في المجال الصحي والاجتماعي ان تتجند للعب دورها كنا قلت سابقا في التحسيس بخطورة المرض والمواكبة النفسية للحالات التي تم شفاؤها كما يجب على القطاعات الحكومية أن توفر الامكانات المناسبة لاشتغال هذه الجمعيات فحسم هذه المعركة يتطلب تكامل الجهود وتضافرها بين مكونات ومؤسسات المجتمع بدءا بالجيش وانتهاء بجمعيات المجتمع المدني ولنا في زاهدرس زلزال الخسيمة اكبر درس يمكن استخلاص العبر منه فبفضل تضافر جهود كل مكونات المجتمع وعلى راسها مجهودات المجتمع المدني استطاعت ساكنة الريف الكبير التغلب على تداعيات الزلزال .
هل يمكن أن يصبح العمل التطوعي لبعض الجمعيات معرقلا في الحرب ضد كورونا؟ وكيف يمكن تفادي ذلك؟
يصبح عمل الجمعيات معرقلا وفقط في حالة التردد العام الذي قد يطبع قرارات ومواقف الدولة باعتبارها المسؤولة رقم واحد عن تدبير هذه المعركة ضد هذا الوباء، فعدم التدخل القوي للدولة ومؤسساتها في توجيه مختلف التدخلات قد يسمح بالمساهمة في انتشار الوباء عن غير قصد فهناك من يعتقد انه قد يمنع المجتمع بحملاته الدعوية لكنه يساهم عن غير قصد في ترسيم ممارسات قد تكون لها تداعيات خطيرة على صحة المواطنين.
ولتجاوز هذه الوضعية يجب جرد عدد الجمعيات التي تقوم بمثل هذه المبادرات وضبط مختلف العمليات التحسيسية حول الوباء وتوحيد الخطاب التواصلي و الدعائم التواصلية حوله لان الامر لا يتعلق بحملات تحسيسية وعمليات موتكبة عادية بل بعمليات تحسيسية خاصة بالازمات والكوارث.